مقالات

عزوف الشباب عن النشاطات السياسية والثقافية

مصطفى عبدو

رغم المكتسبات التي تتحقق تباعاً لصالح انخراط جيل الشباب في النشاطات السياسية أو الثقافية أو غيرها، لكن يبدو أن هناك فجوة واسعة تُسبب ابتعاد فئة الشباب وعزوفهم اليوم عن الانخراط والمشاركة وحضور الفعاليات الثقافية والنشاطات الاجتماعية والسياسية، وهذا ما نلتمسه في واقعنا، حيث تُقام الأنشطة والفعاليات وتُبذل فيها جهود كبيرة ويتم اختيار الأوقات المناسبة لها، ومع ذلك حينما تُعاين الحضور تجد أن هناك غياباً شبه تام لفئة الشباب، وأكثر ما يحز في قلوبنا هو اللامبالاة من قبل شبابنا الجامعيين لهذه الأنشطة والفعاليات حتى بتلك التي تعنيهم أكثر من غيرهم، في وقتٍ المأمول فيه من فئة الشباب أن يديروا ويتولوا زمام المبادرة والقيادة في هذه الأنشطة والفعاليات.

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ما هي أسباب ابتعاد فئة الشباب عن الانخراط في قضايا المجتمع السياسية منها والثقافية؟ هل هي ردة فعل سلبية من قبل هذه الفئة تجاه المجتمع؟ أم أن هذه الأنشطة لا ترتقي إلى مستوى تطلعاتهم ورغباتهم، أم أن هناك أسباباً أخرى؟

ثم ماذا سيحدث عقب رحيل هذا الجيل (جيل الأنشطة الثقافية والفعاليات السياسية) والذي تجده في كل اجتماع وكل مناسبة… هل ستتوقف الأنشطة الثقافية والفعاليات السياسية؟

يقول أحد الشباب ممن انعدمت لديه الثقة: (مناسباتكم قديمة ومحاضراتكم وندواتكم تقليدية، ومعظم القائمين على هذه الأنشطة من كبار السن والمتقاعدين، والفرق بين تفكيركم وتفكير شباب اليوم كبير جداً).

من الملاحظ أن هناك عوامل وأسباب عدة تؤدي إلى عزوف الشباب عن الأنشطة السياسية والثقافية نذكر منها:

– انشغال جيل الشباب بوسائل التواصل الاجتماعي لدرجة الإدمان.

– غياب دور الأسرة في تحفيز الأبناء على حضور التجمعات والمتلقيات والندوات والمحاضرات.

– شعور الكثير من الشباب بوجود فجوة بينهم وبين القائمين والمنظمين لهذه الندوات والملتقيات.

– عدم مشاركة الشباب في الإعداد للمناسبات بالرأي والمشورة.

– ما يعانيه المجتمع من أوضاع.

– التحولات التي يشهدها العالم وتأثر الشباب بما يحيط بهم سلباً وإيجاباً.

لقد تغير الزمان وتغيرت التوجهات والأولويات عند فئة الشباب، فأصبحت أنشطتنا وفعالياتنا لا تناسبهم ولا تحقق رغباتهم وهم غير مستعدين لهدر وقتهم الثمين لحضور هذه الأنشطة… فكيف تريده أن يتحمل عبأ الحضور وترك متعة حضور مباريات الدوري وهو يستطيع متابعة هذه الأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة.

إذاً السبب ليس في القائمين على الملتقيات أو الفعاليات بعد هذا الكم الهائل من الاتهامات التي تطال القائمين على الأنشطة الثقافية أو السياسية أو غيرها بعدم تمكنهم من استقطاب جيل الشباب.

صحيح أن التقنيات الحديثة ربما كان لها الدور البارز في غياب الشباب وقلة مشاركتهم، لكن يمكننا في الوقت نفسه أن نجعل من هذه التقنيات عوامل إقبال وجذب لمشاركة الشباب وليس عوامل هدم لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى