مقالات

ستنتصر الحرية

محمد أمين

تسعى الدولة التركية الفاشية، التي انتهكت حق السيادة الوطنية لكلٍّ من سوريا والعراق، إلى تنفيذ مشروعها في المنطقة، وهي اليوم تحتل أجزاء من البلدين عبر الغزو المباشر “درع الفرات” في جرابلس، و”غصن الزيتون” في عفرين و”نبع السلام” بين تل أبيض ورأس العين، و”درع السلام” في إدلب.

أما في العراق وخاصة في “إقليم كردستان” فكل التفاصيل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والحياة اليومية هي بتعليمات تركيا التي تتحكم بالقرارات والتنفيذ، وخصوصاً بعد ما نشرت الفوضى والإرهاب في كل من العراق وسوريا، وذلك بدعم التنظيمات المتطرفة الإرهابية “داعش وجبهة النصرة وأخواتها” وبشكل مباشر من قبل رأس النظام التركي وحكومته حكومة المافيا والعصابات وتجلى ذلك بالأحداث الأخيرة في ديرالزور وكركوك.

من الواضح أن التصعيد الحاصل في هذه الفترة مؤخراً لم يكن من تلقاء نفسه، بل له علاقة بشكل مباشر ومرتبط بزيارة وزير خارجية تركيا المجرم هاكان فيدان إلى كل من بغداد وهولير بتاريخ 22/ و 24 / آب المنصرم.

وقد كشفت تصريحات أردوغان وهاكان فيدان نوايا ومخطط الدولة التركية الاحتلالية. لقد زعم هاكان فيدان أن الحرب والفوضى في كركوك، التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، قد أطلقها حزب العمال الكردستاني “PKK” وبدوره قال أردوغان لدى عودته من روسيا: إن التوتر والحرب في ريف دير الزور هي خطوة جيدة للغاية وهذا ما كشف الألاعيب التركية في المنطقة وأظهر أردوغان بهذه الطريقة دعمه للإرهابيين في هذه الحرب ضد قوات سوريا الديمقراطية.

بالعودة إلى انتهاكات الدولة التركية لسيادة كِلا البلدين “العراق وسوريا” كما فعلت في العام 1974 حينما احتلت قبرص وتسعى اليوم إلى تنفيذ مشروع الميثاق الملي من كركوك إلى حلب، ولم يعد خافٍ على أحد هذا المشروع العثماني، ويقود هذا المشروع “هاكان فيدان” الذي ينفذ كافة أنواع وأساليب الحرب القذرة وجميع الاستفزات لاسيما عمليات الإعدام والمجازر والقصف المدفعي والطائرات الحربية والمسيرات خلال فترة ترأسه لجهاز الاستخبارات التركية  (MîT)واليوم ينفذ كافة الأعمال القذرة تحت مُسمَّى وزير الخارجية، وبمعنى أدق باسم الدبلوماسية يقتل الشعوب.

وفي كركوك تعمل بعض الجهات والأحزاب المحسوبة على الكرد، وبالتنسيق مع جبهة التركمان، بشكل مباشر لصالح الاستخبارات التركية ومشروعها في المنطقة على حساب العيش المشترك بين مكونات المجتمع، الكرد والعرب، التركمان، الآشوريين، السريان والأرمن، واليوم يأتي إعلان فيدان وأردوغان أن كركوك هي ديار الأتراك ومدينة التركمان بينما تتماهى سياسة هذه الجهات المحسوبة على الكرد مع سياسة أردوغان وهاكان فيدان الاستعمارية إلى أن تحولت كركوك إلى مركز الاستخبارات التركية لأجل التجسس واُعطيت الشرعية للوجود التركي.

إذاً الوقائع والمعطيات تشير بأنه لم يكن الغرض الرئيسي من زيارات مسؤولين أتراك إلى بغداد وهولير هي لتبادل العلاقات الثنائية بين البلدين، بل على العكس تماماً، فتركيا ترى إقليم كردستان العراق محافظة تركية وعليها تنفيذ تعليمات وتوجيهات حكومة أردوغان المجرم، والهجمات على مخمور وشنكال وحالات الاغتيالات في السليمانية والأحداث الأخيرة في دير الزور جاءت جميعاً بتعليمات أردوغان وهاكان فيدان لضرب مشروع الأمة الديمقراطية والاستمرار في حرب الإبادة التي تمارس بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة، أضف إلى ذلك حالة العزلة والتجريد في سجن امرالي وغياب معلومات عن وضع القائد عبد الله أوجلان منذ ثلاثة أعوام تقريباً يأتي ضمن سياق حرب الإبادة على الإنسانية التي تشنها قوات الجيش الاحتلال التركي بقيادة أردوغان وهاكان فيدان وبالتعاون مع مرتزقة من (الكرد الجيدين ــ الجَحْشِكْ) وإرهابيي تنظيم القاعدة (داعش) وكافة المسميات الأخرى وبتنسيق أمني بين العواصم الإقليمية والدولية التي أصبحت شريكة مع أردوغان في قتل الشعب الكردي.

لكن مهما كانت الظروف والشروط والأحكام والنتائج، وكما قالها القائد أوجلان “ستنتصر الحرية والعدالة الإنسانية”.

نعم رغم أنف الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى