مقالات

“روج آفا” ورائحة حزن يكفي لقتل مدينة

الدكتورة سعيدة عزيزي* – المغرب

مر زمن واخر …روج افا …ليست في الذاكرة ككل الاوطان …بل فيها عرفت الطريق الى الحج نحو الحريات …عرفت رفيقات و رفاق يعلمون المرء معنى ان تعيش بكرامة في وطن اصيل …عرفت قي روج افا من تلاعب الزمان الموحش والموت والخيانات بل حتى الصدف في تاريخهم فتفرقوا في طرق جمعتهم من جديد …رائحة الوطن …رائحة الياسمين ….رائحة التراب ..رائحة خبز التنور ..ورائحة حزن يكفي لقتل مدينة…. امرأة عجوز موشومة اليدين ..ونظراتها حزينة ..ثاقبة وجسد رسمت السنين سياطها تاريخا مدججا بالاحلام المقبورة ….تستند الى حائط تحتله في الوسط ثقب دائرية بحجم زرع فوهة البندقية…وتجلس فو ق حجر املس كره صوت الرصاص … كل شيئ هناك …التحدي ..المقاومة .. والصبر ….والاحلام…اهتزت اصابعي من تدوين وقائع …قصص ..تدمي القلب وتخنق حزنا وغيظا …تجعلك كعصفور يمرق بين سحابتين..بل كموجة ضائعة تحمل اخبار نجوم ترافق اقدام محارب …لم يعد بوسعي تكلم غير لغة الالم ..والحنق..ولم يعد بوسعي الابتسام لمن لا ينتمي لجراح تلك العجوز ..تمنيت ان اندفع نحوها ان ادفن وجهي في ثنايا صدرها …واغرق في موسيقى انينها …وانا انظر للاشجار التي تنتحر امامي كراهية للمغتصبين ….تمنيت ان ارمي وان اوصد سنوات عمري الرمادية ..الهلامية …لاحصي مع هذه الشامخة ندوبها وجراحها و اردمها في يئر عقيم…فلم يعد يا سيدتي للطفولة طعم..بل اختصر العمر في ساعات لا تعرف لهتافات الطفولة طريق ..ولا لون …سوى سواد بلون ضفائر الغجر … ودعتك…وقد رسمت بعينيك الحزينتين سراديب عميقة من القهر في قلبي وعقلي…انحبست معه الاستغاتات ..ومع كل صباح منذ عودتي لم اعد ارى حولي سوى وجهك ….امسك بقلمي فتتسللين نحو دفاتري وتنفلتين قصيدة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::
•    د. محاضرة في إحدى الجامعات المغربية و باحثة انتربولوجية من القومية الامازيغية

زر الذهاب إلى الأعلى