مقالات

خذوا المناصب والمكاسب لكن خللولنّا الوطن!

يا بعض ممن تُسَمَّونَ بالمعارضة (السورية).. إن اخترتم الجانب الخطأ  في الأزمة التي عصفت ببلدكم سوريا هذا شأنكم، وإن فصَّلتم هذه العاصفة وجعلتم منها عباءة لبستموها على مقاسكم لتنفذوا من خلالها مصالحكم الذاتية والشخصية دون التفكير بالدماء السورية التي تراق على أرض الوطن فهذا أيضاً من خصالكم التي رأيتموها تليق بكم.

تحرروا قليلاً من سطوة المناصب والكراسي وفكروا في هذه الدماء الذكية التي تسفك على أيدي الإرهاب وعلى أيدي الدول التي كنتم تزعمون أنها السند في خلاصكم ولكنها تارة تبيعكم وتارة تجري عليكم عمليات التحول لتكونوا على مقاسها وتتحكم بكم عن بُعد وعن قرب.

إن كلمتي( الوطني السوري) تحتم على الشخص وعليكم تحديداً أن تتجردوا أمامهما من كل كيانكم وكينونتكم للعمل فقط لأجل الوطن السوري الحاضن لجميع أبنائه وكافة أطيافه ومذاهبه كما كانت سوريا كالفسيفساء وبعيداً عن استلاب قرارات هذا الوطن من قبل أي شخص كان ومهما كان والاستفراد بها؛ فسوريا للجميع، وعلينا العمل لأجل هذا الشيء ونُشْعِرَ بعضنا البعض بالأريحية والانتماء الوطني، ولا نقف سداً منيعاً أمام مفردة هنا أو كلمة هناك يطالب بها هذه الفئة أو تلك وندرك جيداً أنه لا يمكن أن تكون الدول التي كانت تحتل بلادنا منذ أربع مائة سنة إلّا أن تنظر إلينا نظرة العبودية، ومحال ألا تفكر هذه الدولة في احتلال واقتطاع هذه الأراضي بطرق المكر والخداع والنفاق وغسل الأدمغة

حاسبوا انفسكم قليلاً عندما تنفردون بها، وأنا على يقين بأنكم ستكتشفون كيف مزقتم هاتين الكلمتين( الوطني السوري) بزوايا الأوراق النقدية بطبعاتها الجديدة التي تكتنزونها من نزيف الوطن

فباتت هذه الكلمات تبعث على النفور من الوطن وسد الآذان منها إذا ما  تفوه أو تشدق بها أحد على المنابر الإعلامية لِما جرى لهذا الوطن السوري على أيديكم وقلوبكم التي لم تكن يوماً تنزف عليه؛ بل كنتم من المؤلفة قلوبهم وارتميتم بأحضان الطغاة الذين يقتلون بني جلدتكم ورغم ذلك ائتلفتم على مشارب اتجاهاتكم على نزيف الوطن ولم تُرَتِقُوا يوماً جراحاته سوى جراحات جيوبكم.

ونحن نقول: هناك أخوة لكم في أرض الوطن يمدون لكم أيديهم لنداوي جروح الوطن معاً؛ وطن الجميع وطن التآخي والتساوي والتعايش المشترك لنكون بحجم هذا الوطن ولنترفع عن سطوة وسلطان الكرسي الذي لا يدوم لأحد وهذا يستلزم منا أن نكون بحجم المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الجميع؛ فإن لم تستطيعوا !!!

فلتأخذوا المناصب والمكاسب هناك؛ فقط خللولنا الوطن

واعترفوا بخطئكم تجاه الشعب والوطن واطلبوا العفو والمغفرة منه؛ هذا إن بقيت في قلوبكم بعضاً من محبة الشعب والوطن

وتنحوا جانباً وانسحبوا من حياة السوريين .. واحفظوا على ماء وجوهكم, و دعوا الشعب والوطن لمن يستطيع أن يقوم بواجبه نحوه!

زر الذهاب إلى الأعلى