الأخبارمانشيت

نصرالدين ابراهيم: تشكيل إطار كردي موحد يفرض نفسه بقوة

الأزمة السورية وصلت في هذه المرحلة إلى ذروتها من حيث تقاسم مناطق النفوذ والمصالح بين القوى الدولية ومن خلفها القوى الإقليمية المتحالفة معهم, وفي آخر المطاف أتباعهم في الداخل السوري ” الذين تم تجريدهم من كل إرادة ” .

هكذا بدأ نصرالدين ابراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا- البارتي- حديثه لصحيفة الاتحاد الديمقراطي.

وأردف ابراهيم قائلاً : سنوات الحرب الدامية في سوريا وما حل بالشعب من مصائب و ويلات لم تكفِ على ما يبدو جشع  تجار الحروب وسماسرتها لتوقظهم من وحشيتهم.

وتطرق ابراهيم لقاءات سوتشي وآستانا وجنيف منوهاً:

هذه اللقاءات يحضرها ممثلون عن القوى الدولية والإقليمية, وحتى صياغة الدستور وغيرها من القضايا السيادية والمصيرية يتم التحضير لها من قبل مأمورين … كل ذلك  مع تجاهل تام لممثلي الشعوب في سوريا.

وأضاف سكرتير البارتي إن غياب الإرادة الدولية في الحل, وعدم وجود ممثلين حقيقين للمعارضة السورية ككل, ساهم إلى حدّ بعيد في تأجيج الصراع في سوريا, وإلى عدم التوصل إلى حل حتى الآن .

وتابع ابراهيم حديثه للصحيفة قائلاً:

 بعد التفاهمات الدولية, وخاصةً بين أمريكا وروسيا؛ تقدمت قوات النظام في عدة محاور, ليكون ذلك حافزاً للنظام  كي يكشف للجميع بأنه لم يتغير بعد, لا فكراً ولا أسلوباً, فإما أن ”  ترضخوا أو تُسحَقوا “.

هذه العقلية لن تساهم بشكل من الأشكال في إنهاء الأزمة, ومحاولة النظام إعادة إنتاج ذاته لن يجدي نفعاً وسط حالة من غياب القرار الوطني السوري بالنسبة للنظام أولاً, وبالنسبة للمعارضة ” رهينة أردوغان ” ثانياً .

وأشار ابراهيم: هناك ملامح مرحلة جديدة تلوح في الأفق وفق منظور دولي, مع مراعاة لمصالح الدول الإقليمية, عهد سوري جديد يُرسم بيد القوى العالمية العظمى.

واسترسل ابراهيم: إن كل مكونات الوطن السوري باتت على شكل صفقات دولية مع وقف التنفيذ, والمشهد السوري يعج بالأمثلة المأساوية, بدءً من الغوطة وعفرين, وإدلب وحلب , ودرعا وغيرها … لو كان أردوغان حقاً حليفاً للمعارضة المزعومة لما تم تسليم حلب و الغوطة و حمص ودرعا للنظام برعايته ومباركته, وكذلك روسيا التي تاجرت بعفرين, واتفقت مع الاسرائيليين لشن هجمات جوية وصاروخية على النظام وحلفائه الإيرانيين وحزب الله …فروسيا ليست حليفة النظام بل متلاعبة بمصيره .

وفي السياق أوضح نصرالدين إبراهيم بأن أردوغان سيتخلى عن كل شيء في سبيل إجهاض أية مساعٍ كردية لنيل الحقوق القومية للشعب الكردي, ليس في سوريا فحسب, بل في كل مكان, وما دوره البارز في احتلال كركوك و عفرين وهجومه الحالي على قنديل إلا خير دليل على توجهه هذا, وفوزه في الانتخابات بعد مساهمة عدة عوامل في ذلك, وأبرزها استخدامه البروبوغندا الإعلامية في معاداة الكرد, ونصرته للشعب السوري السني المسلم … هذا الفوز يضعه أمام مرحلة صعبة بالنسبة لمستقبله في المنطقة وفي المعادلة الدولية القادمة؛ فإما أن يتراجع عن سياسته العدائية ويفتح صفحة جديدة مع الشعب الكردي, ويتخلى عن كل المجاميع الإرهابية السورية الممولة تركياً, أو يواجه حالة من الفوضى الداخلية و صداماً مع القوى الدولية وفي مقدمتها أمريكا .

 وأردف نصر الدين ابراهيم: في ظل ما سبق ما زال المستقبل السوري يسير نحو المجهول ” على الأقل بالنسبة للوطن السوري ومكوناته “, لذلك على مكونات سوريا القومية والدينية وممثليها من القوى السياسية الوطنية والمؤمنة بالحل السوري -السوري توحيد طاقاتها وتنسيق جهودها في تشكيل موقف وطني سوري موحد بعيداً عن أجندات النظام وإملاءاته, وكذلك سماسرة الائتلاف ونزعات أردوغان .

واختتم نصرالدين ابراهيم لقاءه بالقول: لا بدّ لنا من التحرك سريعاً لتوحيد الموقف والصف الكردي والسعي للقاء جامع وشامل لمختلف القوى السياسية الكردية لتشكيل إطار كردي موحد يمثل الكرد داخلياً وخارجياً, ويكون سيد نفسه في تقدير مصلحته واتخاذ قراره.

زر الذهاب إلى الأعلى