تقارير

حُبّ الوطن أعظمُ من أيّ حب

ولد المناضلُ ريناس كلش، الاسم الحركي دلبرين، في مدينة قامشلو في رعاية أسرة وطنية وقومية مُحبة للوطن ومخلصة للقضية الكردية. وعائلته من قرية عنز المعروفة بكرمها واحترامها للمبادئ والقيم النضالية الكردية.  المناضل دلبرين كان الابن الاكبرَ في العائلة، تغذى بفكر قومي وسعى لخلاص الشعب من الذل والعبودية، أما جده “عبد الرحمن كلش” فهو من الشخصيات النضالية التي شاركت في تنمية الوعي النضالي مادياً ومعنوياً.

درس المناضل دلبرين الابتدائية في مدرسة ميسلون الخاصة ثم أتم الإعدادية في مدرسة حسين عبدالله ومن بعدها تابع الثانوية في مدرسة عربستان. عشقه للتصوير والمونتاج  أبعده عن متابعة دراسته الجامعية، فذهب لممارسة عمل التصوير والمونتاج، وأثناء معالجته لصور الشهداء كان يختلج في نفسه أحاسيس وأشواق يتخللها حنين وشوق، متمنياً أن يكون في يوم ما شهيداً للوطن والأمة الكردية جمعاء. لقمته في أفواه الغير، لا يفشي أسرار الآخرين حتى لو كلفته حياته. حصل على رفض العمل برواتب مغرية خارج روج أفا من (قطر – دبي- لبنان) لكنه يرفض العروض المقدمة إليه، والتحق بوحدات حماية الشعب طابور الشهيد مظلوم في حي كورنيش، وكان يضع حبَّ الوطن نصب عينيه دائماً، كان متمسكاً متشبثاً بأرض الوطن ويقول باستمرار: مَن يترك الوطن ليس من حقه أن يتكلم عن الوطنية والشرف إذا كان يملك الشرف لم يترك وطنه ويرحل ويترك أرضه في هذه الظروف التي يكون بها هذا الوطن بحاجة ماسة لهؤلاء الشباب وهذا الجيل الصاعد والسواعد الفتية.

وأثناء أدائه الواجب الوطني كان سلاحه دوشكا، وعندما يتعرض السلاح لأي عطل كان المناضل دلبرين يقوم بإصلاحه وصيانة العطل دون كلل أو ملل. وشارك في جبهات عدة في مناطق تحرير روج أفا من المجموعات الإرهابية وحليفتها داعش، وأبدى فيها بلاءً حسناً بكل عزيمة وإصرار إيماناً منه بأن الحقوق تؤخذ بالقوة ولا يضيع حقٌّ وراءه مطالب. ويتميز بين رفاقه برجاحة العقل وصدق القول ومحبة الأصدقاء وعدم إفشاء أسرار أصدقائه، فكان مخلصاً للعهد وفياً للصداقة، ففي أي حملة يشارك فيها له بصمة في تلك المنطقة المحررة، فشارك في حملة تحرير بلدة حداد وتل عيد وتل نصرة وجل آغا وعامر وتل براك، وبقوته ودفاعه الصادق وشجاعته وصل إلى رتبة القوميتان في فصيلته القتالية. وفي أثناء الحملات التي يقودها المناضل دلبرين، وبينما كان الجو بارداً والضباب الدائر حيث كان الفصل شتاءً، حصل هجوم مباغت من قبل تنظيم داعش الإرهابي على منطقة تل براك، وفي نقطة الاحتكاك في كازية الشيخ القريبة من تل براك كان هجوم العدو الغادر على مجموعة المناضل دلبرين، فطلب من رفاقه الانسحابَ إلى الوراء بسبب الأحوال الجوية والضباب الذي يمنع رؤية تحركات المجموعات الإرهابية وهو واقف يحمي  ظهور رفاقه من الخلف أثناء انسحابهم الذي رفض الانسحاب معهم وأبى ورفض بشدة حتى يحافظ على أرواح رفاقه. وأثناء ذلك سقط المناضل دلبرين بعد قتال عنيف تمكن من خلاله قتل العشرات من الإرهابين وهو يردد عبارته المشهورة “اتركوني … أحارب لعلي أصبح جرساً يرن في سماء الوطن” وبالفعل أصبح المناضل دلبرين قدوة ورمزاً لكل الشباب المناضلين، عاش من أجل قضية الكرد واستشهد من أجلها. كان شعاره أن الوطن يستحق منا أن نضحي من أجله بكل غالٍ ونفيس. رحل ريناس بعد أن أقسم أن يحمي شرف الوطن بروحه الطاهرة فكل أم وكل فتاة كردية كانت أمه وأخته، ونال هذا الشرف العظيم باستشهاده في 5/1 /2014 وبعد فترة من استشهاده وجدت عائلته وصية تركها في هاتفه المحمول ( لا تذرفوا الدموع لرحيلي بل أرفعوا رؤوسكم عالياً أحبكم كثيراً ولكن حب الوطن أعظم، احمدوا الله لأن ولدكم استشهد. كنت أمام خيارين إما العيش بذل وعبودية وإما الكرامة… بابا: لا يؤنبك ضميركم لأنكم بالواجب وأنا أيضاً قمت بالواجب) ….وقال والده: شجّعني ابني المناضل دلبرين على المضي قدماً نحو حبّ الوطن وتقديم كل الغالي والنفيس من أجله، فإما أن نعيش فوق الأرض بكرامةٍ أو نموتَ وندفن شهداء.

فتحية إجلال وإكبار لكل الشهداء الذين استشهدوا وقدموا أرواحهم في سبيل هذا الوطن. عاشت أمتنا الكردية حرة أبية

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: دلبرين

الاسم الحقيقي: ريناس كلش

اسم الأم: صبحية صبري

اسم الأب: أكرم كلش

محل وتاريخ الانضمام: 2012

محل وتاريخ الاستشهاد:15/1 / 2014 في تل براك

زر الذهاب إلى الأعلى