مقالات

حليمة رجعت لعادتها القديمة

عباس عباس
( مع إعتذار لكل أخت هذا إسمها)
طبعاً لن أروي لكم قصة حليمة لأني حقيقة لا أعرفها ولا يهمني أمرها، ولكن المثل جاء هكذا وإستخدمه هنا حتى أقول بأن الحكومة التركية كسابقاتها عادت لعادتها القديمة بتخوين الكرد وفصل ثوراتها عن الشعب وكأن هذه الثورة وما سبقت آتت من المريخ وعناصرها ومن قام بتلك الثورات وهذه الأخيرة ليسوا أكراداً .
منذ إنطلاق الثورات التحررية في تركيا أو في غيرها من الأقسام المستعمرة، لا نسمع إلا جملة واحدة فيها من التجني، أكثر إنكاراً من الحق نفسه، وهو أن هذه الثورة أو تلك لا تمثل الكرد، وإن الكرد هم إخوة للترك أو العرب أو الفرس، طبعاً إن ذكر إسم الكرد بتلك الصيغة، أي لا يتم ذكرهم إلا إذا كان هناك خازوق يهابونه، بخلاف ذلك لا نسمع إلا بالأخوة بدون ذكر الطرف الكردي أو إسم الكرد .
خالف اردوغان سلفه من الساسة الترك، بل خالف جنرالات تركيا وفتح باب التأخي بين الشعب التركي والكردي، وأعتقد الكثيرون حتى من هم على قيادة الثورة في الحزب العمال الكردستاني، بأن اردوغان إنما إنسان يشبه لحد ما الجنرال ديغول، ولكن تبين فيما بعد، أنه لم يفتح الباب على مصراعية لأخوته الكرد كما كان يقول، إنما تركه موارباً بحيث لايدخل فيه إلا ما يرضيه، أو يناسبه ويتناسب مخططاته الحمقاء، حين صدق نفسه بأنه بتلك اللمسة السحرية وفتح الباب على تلك الصورة أنه سيقضي على الحزب العمال الكردستاني، ولم يصدق نفسه حين تبين له ، أن الحزب إستفاد من تلك الفرصة وإشتد عوده أضعاف ماكان عليه، بل أنه تمكن من خرق حواجز أقليمية ودولية كانت محظورة قطعاً لصالح دولته وبإرادتهم، وهو ما دفع به للجنون، بعد أن تبين له في الإنتخابات حجم خسارته .
وعادت بهم المهزلة إلى ما كانوا عليه، أي خونة وشعب يجمعهم به الأخوة التاريخية، الآلاف من المقاتلين وقادة وسياسيين وصحفيين وبرلمانيين خونة، ومن يسير ورائهم ومن إنتخبهم هم إخوتهم وقد غرر بهم فقط .
أصبح اردوغان يبحث عن مبرر يتنصل من وعوده، وهاهو خليفته الأحمق، يصرخ مرة بعد مرة بأنه سيقضي على الخونة والإرهابيين، وسيزيل الحواجز عن شوارع ديار بكر ونصيبين وجزرة وسلوبي ووان وقرس وماردين وديرسم….وأنه سيزور ديار بكر حتى يرى ذلك بنفسه ..طبعاً هناك من هم حوله يصفقون له!…ولكنه يتناسى وبغباء أن المدينة ديار بكر إسمها الحقيقي آمد، وسيسمح له بزيارتها عندما ينطقها بإسمها التاريخي الحقيقي، وإلا سيدخلها كما غيره غاصباً .
أتى هذا الصعلوك في خطبته إلى إسم الجامع الكبير في آمد، جامع فاتح الكبير، وذكر كيف أن الباشا الكردي هو الذي فتح للعثمانيين تلك الأراضي أي كردستان، ونحن نقول له، حينما فتحها لكم كنتم تمارسون مع الكرد نفس اللعبة اللعينة اليوم، أي بإسم الإسلام والمذهب السني المخالف حين ذاك واليوم مع الصفويين .
وفي كلمة النهاية أود أن أقول لكل كردي، من يحك لك ظهرك غير أخاك سيطعنك من الخلف، لذلك كن مع آخاك وإنسى الخلاف والإختلاف، حتى إن سويت لكم، حينها عد لهذا الأخ الذي لم ينصفك، وإفعل به ما يحلو لك .

زر الذهاب إلى الأعلى