مقالات

حلب في مرمى أردوغان و الجولاني

محمد أمين عليكو

تناغماً مع تهديدات المجرم أردوغان، خرج إلينا من جُحره مرّة أخرى الإرهابي قائد (هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني يتوعد بتحرير حماة بعد تحرير حلب وإنشاء كيان سني.

تصريحات زعيم تنظيم القاعدة في سوريا والتي تؤيد سياسة خليفته بخلق الفوضى والإرهاب في المنطقة وخاصة في سوريا تؤكد مدى الارتباط الوثيق بينهما.

في كانون الأول ٢٠١٦ أعلن الجيش السوري هزيمة المسلحين المدعومين من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية التركي في مدينة حلب السورية. كان منعطفاً مهماً جداً من تاريخ الأزمة السورية، وآخر هجوم على حلب جاء ٢٤ كانون الثاني .٢٠٢٠

بدأت جبهة النصرة في التشكل كفرع لتنظيم الدولة الإسلامية التابع لتنظيم القاعدة في العراق مع نهاية 2011. ولكن بحلول منتصف 2013 انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق (داعش)  وأعلنت بيعتها لأيمن الظواهري أمير تنظيم القاعدة الذي قتل في الأمس “حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية في أفغانستان،

واستهدفت طائرة مسيّرة الظواهري في عملية أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأمريكية في العاصمة كابل يوم الأحد، وقال بايدن إن الظواهري مارس “القتل والعنف ضد الأميركيين”، مشيراً إلى أن “العدالة قد تحققت الآن”.

لكن العالم أجمع يدرك أن الخطر الحقيقي في إدلب أو بمعنى أدق في مناطق سيطرة الاحتلال التركي التي ترعى الارهاب والارهابيين بشكل منظم، وهناك معلومات تؤكد أن هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، وبدعم من الاستخبارات التركية يحضِّرون لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مدينة حلب خلال الفترة القادمة، وقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً للصحفي إريك شميت، يقول فيه ” إن صعود فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إضافة إلى عمليات الفروع المنتسبة لتنظيم القاعدة في أفريقيا الغربية والصومال واليمن وأفغانستان، يؤكد التهديد المستمر لتنظيم القاعدة، بالرغم من مقتل أسامة بن لادن، ومع تشكيل تنظيم الدولة (داعش) بديلاً عنه في السنوات الأخيرة، وأن الفرع لتنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام و جماعة حراس الدين، التي ظهرت في 2018 بعد أن انشقت عدة مجموعات عن تنظيم منتسب أكبر في سوريا، مشيراً إلى أنها وريث جماعة خراسان، وهي منظمة صغيرة وخطيرة، مؤلفة من كبار أعضاء تنظيم القاعدة ذوي الخبرة، الذين أرسلهم أيمن الظواهري إلى سوريا للقيام بهجمات ضد الغرب، أما الجولاني يسعى إلى السيطرة على حلب وحماة كمرحلة أولى، وإعادة رسم المشهد السوري حسب سياسات الدولة التركية الفاشية في ظل عقلية سلطة دمشق التي لازالت تتوهم حدوث ما كان قبل ٢٠١١، ولا تقبل أي حل أو المبادرات التي تأتي من الإدارة الذاتية الديمقراطية أو من مجلس سوريا الديمقراطية للوقوف أمام خطر القاعدة والداعمين لها وعلى رأسهم أردوغان المجرم الذي يعمل على خلق الفوضى وشن هجمات عدوانية عبر أدواته أو بشكل مباشر، في محاولات للانتقام لداعش وتفرعاته، من الشعب السوري وخاصة في شمال وشرق سوريا، وكما يحاول إحياء المتشددين والتكفيريين مهما حاول تلميع وجههم الإرهابي. وكان تنظيم القاعدة “هيئة تحرير الشام” يعمل باستراتيجية وصبر على مدى السنوات القليلة الماضية، في الوقت الذي قام فيه بإعادة تكوين نفسه بصبر وبتنسيق مباشر مع الاستخبارات التركية في قيادة العمليات السرية المشتركة بينهما لتنفيذ مشروع الميثاق الملي وهو السيطرة على حلب و حماة والانطلاق نحو المخطط الأكبر في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى