تقارير

حكاية مناضل نُقِشَت على أرض الوطن

الشهيد صاحب روح طاهرة ضحّى بها لأجل إعلاء كلمة الحق, فالشهادة شرفٌ لا يناله إلّا من يكتنز قلبه بالإيمان؛ فيا له من شرف ليس من بعده شرف، خُصّ به الشهيد دون الجميع, لا يمكن للكلمات أن تصف الشهيد ولكن قد تتجرأ بعضها لتحاول وصفه، فهو: شمعة تحرق نفسها عن طيب خاطر لتضيء درب الآخرين، إنسان يجعل من أضلاعه جسراً ليعبر الآخرون من فوقها إلى واحات الحرية، وهو الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد؛ مثلما فعل الشهيد المناضل “فيصل أبو ليلى” الذي ضحى بنفسه ليجعل من روحه سلاماً تنعم به بلاده.

وُلِد المناضل “أبو ليلى” واسمه الحقيقي “فيصل سعدون” عام 1982 لعائلة وطنية معروفة؛ ترك دراسته في المرحلة الابتدائية وعمل بعدها ميكانيكياً في كوباني، ثم انتقل إلى دمشق ومنها إلى منبج حيث بقي فيها ثلاث سنوات.

تزوج الشهيد “أبو ليلى” في نهاية 2008 وأنجب أربع بنات.

انضم المناضل إلى وحدات حماية الشعب لرغبته بحماية أرضه وشرفه وليعيش كريماً على أرض آبائه وأجداده؛ كما أثَّر فيه استشهاد أخيه في صفوف “الكيريلا”.

عُرف المناضل “أبو ليلى” بامتلاكه روح الفداء والصداقة والإخلاص؛ وكانت القوة والجسارة تظهران عليه، كما واتصف بالتفاؤل رغم كل ما كان يمر به في الحرب واحتفظ في نفسه الكتومة عما كان يمر به من تحديات سواء أكان في القتال أو العائلة.

شارك في حملات عدة في (حلب، كوباني، سد تشرين، كري سبي، ومنبج..)، دخل في دورة تدريبية مغلقة بمنبج؛ أخذ فيها دروساً فكرية وسياسية وعسكرية لفترة خمسة وعشرين يوماً؛ ومن الجدير بالذكر أنَّ أبو ليلى كان قد أصيب في حملة كوباني.

قبل حملة منبج بيومين ودَّع أطفاله وعائلته كأنه يعلم بأنه اقترب من الشهادة، كانت هذه الحملة آخر حملاته ضد داعش وآخر أنفاسه هناك؛ فسقط شهيداً في منبج بتاريخ 5-6-2016 ليروي أرض الوطن بعبق جسده الطاهر فيعيش أبناء مدينته حياة حرَّة بعيدة عن رجس الإرهاب.

ويُذكر أنه كتب رسالة لابنته أثناء حملة كوباني وجاء فيها:

هكذا هو طريقنا, فواجبنا أن ندافع ونعمل ونقاتل لأجل مستقبلك ومستقبل الأطفال أمثالك, كي لا تكبروا وتقولوا أن آباءنا وأجدادنا لم يفعلوا شيئاً لأجلنا كما كنا نقول؛ أنا أقاتل لأجلك ولأجل أمثالك؛ كل ما نعانيه وكل ما نخاطر به هو لأجل أن نصبح أحراراً وآمنين في الوطن, والثورة هي لأجلك ولأجل الوطن, كم اشتقت إليكِ, حبيبتي ليلى ستكونين فخورة بوالدك إن كان حياً أو شهيداً مع قبلاتي لكِ ….والدك أبو ليلى من كوباني.

استذكار دماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن الوطن والشرف واجبٌ علينا، وأثرهم لن يمحوه الزمان بالتقادم، وستتحقق أهدافهم بعهد رفاقهم؛ وسنبقى دائماً أوفياء لهؤلاء الأبطال ونبقى على العهد ونسير في ذات الطريق.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: أبو ليلى

الاسم الحقيقي: فيصل سعدون

اسم الأب: عبدو

اسم الأم: خانزة

محل وتاريخ الولادة: 1982

تاريخ الانضمام: 2012

تاريخ ومكان الاستشهاد : 5-6-2016 حملة تحرير منبج

زر الذهاب إلى الأعلى