مقالات

جنيف… وماذا بعد؟؟

اورهان ديلان

أعتقد لو أن الوفد الكردي شارك بمؤتمر جنيف 3، والذي ينعقد حالياً ما بين الأطراف المتصارعة على الحكم (كرسي الرئاسة) فيما بينهم، لما رأينا زيارة وفد رسمي أمريكي، بريطاني وفرنسي يزور روج آفا.

لذك وحسب الوقائع التي جرت في الآونة الأخيرة، وأهمها تحرير سد تشرين من مرتزقة داعش، والتي أثبت فيها وحدات حماية الشعب والمرأة، بأنهم القوتان الوحيدتان اللتان بإستطاعتهما دحر الرعاع من مناطق الدفاع المشروع
حيث ساهمت تلك الإنجازات إلى تدفق الوفود الدولية والأوروبية، إلى روج آفا وهذا بحد ذاته إنتصار تاريخي وملحمي، ناهيك عن التصريحات الأخيرة التي تداولتها الصحف الأمريكية والروسية لعدم مشاركة الكرد في المؤتمر.
وإضافة إلى ذلك، تشجيع جون كيري لحضور الكرد، على رأس وفد تفاوضي مستقل من الطرفين، والمتمثل بحزب الإتحاد الديمقراطي
وهذا إن دل على شيء، دل على أن أمريكا تحاول جاهدةً فصل وإبعاد الكرد عن أي مؤتمر يجمع بين الطرف الأول (المعارضة)، والطرف الثاني (النظام الأسدي) كون الإثنين لا خير فيهم في إنهاء مأساة الشعب السوري وخلاص الأزمة.
وأظن أن هذه الخطوة أو المبادرة من أمريكا هي لسعي فرض حظر جوي فوق روج آفا، وبذلك تخنق النفس التركي الذي يحاول بث سمومه في روج آفا، وتوضح ذلك من خلال خرق الجيش التركي للشريط الحدودي مع روج آفا أكثر من مرة، في محاولة لاستفزاز القوات الكردية، وجرها إلى فتح جبهة كبيرة قد تكبدها خسائر كبيرة تاريخية.
طبعاً هذا كله ليس حباً للأمريكان بالكرد، بل إنما هي خطوة لشل حركة الدب الروسي داخل الأراضي السورية وخصوصاً في غربي كردستان، وهذا ما تلمسناه من المكالمة الهاتفية بين نائب رئيس الوزراء الأمريكي مع رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي صالح مسلم، حيث أن أمريكا تحاول القيام بخطوات جادة على أرض الواقع لتظل هي المهيمنة على شؤون المنطقة طبعاً تحت إدارتها.
وكون حزب مسلم يملك مشروع ديمقراطي حقيقي، وتعددي بعيداً عن المركزية، يمثل جميع المكونات المتواجدة ضمن حدود الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث تراه العديد من دول الغرب بأنه مشروع مبنى على أسس وقواعد ديمقراطية، بعيداً عن الترهلات السلطوية، وسياسة الحكم الواحد أولاً، وأنه المشروع الأقرب لحل الأزمة السورية، وحفظ حقوق جميع مكونات المنطقة ضمن التعايش السلمي الديمقراطي المشترك.
لهذا أقول دائماً (الإنتصارات تأتي من فوهات البنادق ومن الخنادق ولا تأتي من الفنادق)
فأي مؤتمر ذلك الذي سيحفظ ما تبقى من كرامة الشعب السوري، ويخلصه من الأزمة التي أثقلت كاهلهم، طالما أن طرفا النزاع يهضمون حقوق الأقليات والشعوب المتعايشة في سوريا ويستبعدون الكرد وخصوصاً حزب الإتحاد الديمقراطي من كل محفل دولي، ولا يملكون حلاً أو مشروعاً ديمقراطياً، يكون سبيلاً لمرور الشعب السوري لبر الأمان، وحفظ حقوق الشعب الكردي المهضومة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى