تقارير

ثورة روج آفا هي والدي وكردستان هي أمّي

قامشلو يفوح منها عبير الحريّة, فدماء أبنائها عطّرت هواءها بعطورٍ زكيّةٍ طغت على رائحة الزّهور والرياحين, واختلط ترابها بالدّم لينبت من هذا التّراب جيلٌ حرّ ينعم بالدّيمقراطيّة, ومجتمعٌ متماسكٌ قويٌ بمكوّناته وأطيافه, يعيش على مبدأ الأخوّة والمصير المشترك, فكلّ عائلة من قامشلو قدّمت شهيداً لهذه الأرض, حتى غدا اسمها مدينة الشّهداء, واليوم نتحدّث عن أحد هؤلاء الأبطال الّذين قدموا أرواحهم فداءً للحريّة.

ولد الشّهيد آركيش في حيّ الكورنيش بمدينة قامشلو سنة 1998, وكان الابن الأكبر لوالديه, وله أخوات أربعة وأخ واحد, وعائلته كانت كردستانيّة بامتياز, حيث كان والده وعمّه ضمن حركة التّحرّر الكردستانيّة.

كان الشّهيد آركيش شاباً محبوباً, وكان مطيعاً لوالديه جديّاً و متحمّلاً للمسؤوليّة, درس إلى الصّف الثّامن، ثم ترك المدرسة نتيجة أوضاعهم الماديّة الضّعيفة , واضطرت عائلته للهجرة إلى دمشق من أجل العمل, حيث عمل في سوبر ماركت, و في سنة 2011 عاد مع عائلته إلى قامشلو, وانضمّ والده إلى ثورة روج آفا منذ بداياتها, حيث شُكلت لجان لحماية الأحياء قبل تأسيس الأسايش وال YPG, ثم انضمّ والده إلى قوّات الأسايش , وسافر الشّهيد إلى إقليم كردستان للعمل أسوةً ببعض رفاقه, ولكنّه  بقي سنةً واحدةً لأنه لم يتحمّل الحياة هناك, و كان يحلم بالانضمام إلى ثورة روج آفا, ولأن والده جُرح مرتين في المعارك, كان إصراره على الانضمام إلى العمل العسكري يزداد أكثر مع مرور الأيّام, وقد أخبر أبويه أكثر من مرّة عن هذه الرّغبة, وتحت إصراره وافق والده على طلبه, وسجلّه ضمن قوّات الأسايش, ولأنّ الشّهيد كان يعشق المعارك ترك قوّات الأسايش بعد ثلاثة أشهر, وأخبر والده أنّه ذاهب إلى قنديل من أجل الانضمام إلى حركة التّحرر الكردستانيّة, وخضع هناك للتّدريب مدّة ستّة أشهر وعاد إلى روج آفا ليُفرز إلى قوّات الأسايش مجدّداً في مقاطعة كوباني, وفي اجتماعٍ للقيادة مع العناصر طلب الشّهيد الانضمام إلى قوات مكافحة الإرهاب HAT, وتمّت الموافقة على طلبه, وخدم في مقاطعة كوباني.

كان للشّهيد مقولةٌ مشهورةٌ, حيث كان يقول دائماً: (ثورة روج آفا هي والدي وكردستان هي أمّي )

شارك في حملات منبج والطبقة, وفي حملة تحرير مدينة الطّبقة من داعش, جُرح أفرادٌ من مجموعةٍ تابعة لهم في منطقة قرقوزاك, فهبّ هو ومجموعته لإنقاذهم, وكان مكان تواجدهم في الضّفة الأخرى من نهر الفرات, فركب هو ومجموعته الزّورق لإنقاذ زملائهم, ولكنّه كان للقدر رأيٌ آخر’ فقد غرق زورقهم في منطقة عميقة من نهر الفرات واستشهد هو وأربعة من رفاقه غرقاً.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: آركيش

الاسم الحقيقي: جنكوار ابراهيم فواز

مكان وتاريخ الولادة: قامشلو 1998

تاريخ الانضمام 2015 أسايش ثمّ قوّات HAT

مكان وتاريخ الاستشهاد: 21/ 4/ 2017 الطبقة.

زر الذهاب إلى الأعلى