مقالات

تحالفهم وتلاحمنا

انتشرت على وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات عقب إعلان التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة واشنطن عن إنهاء مهامها في حربها ضد الإرهاب وانسحابها من المنطقة…هنا نحن بدورنا يمكننا أن نضيف بعض الأسئلة على جملة هذه التساؤلات لسد الطريق أمام كل ما قد يجول بخاطر البعض

هل قوتنا تكمن في التحالف الدولي؟

هل نحن قادرون على المقاومة بدون التحالف؟

للإحاطة بالسياسة الدولية والإقليمية المتّبعة ولمعرفة المزيد عن توجهاتها وأهدافها علينا أولاً أن نملك جواباً للتساؤل التالي:

ما الذي دفع التحالف بقيادة واشنطن إلى الدخول في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً سوريا والعراق؟

كلنا يعلم أن التحالف الدولي ضد إرهاب منظمة القاعدة والتي أنجبت فيما بعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا(داعش) تشكلت بعد أحداث نيويورك في11أيلول.

بدأ هذا التحالف بتعقب الإرهاب ليصل إلى منطقة الشرق الأوسط، والهدف كان دوماً كما تدَّعيه واشنطن وأصدقائها هو الحفاظ على أمنها القومي و حماية أمن إسرائيل في المنطقة والحد من تدخل إيران في المنطقة إلى جانب كبح جماح روسيا من السيطرة الأحادية لها على المنطقة.

فهل حقق التحالف جزءاً بسيطاً من أهدافها في المنطقة ليعود أدراجه؟  يعلم الجميع أننا لم نطلب من التحالف الدولي أية مساعدة, ولم نطلب من التحالف التدخل في المنطقة ولم نصفق للتحالف كما يصفق اليوم بعضهم لعدو الإنسانية ومجرم العصر.

لم نعلق الآمال على أيَّة قوى خارجية مهما كان شكلها ومضمونها.

منذ البداية كان اعتمادنا على مقدرات شعبنا بمكوناته المختلفة.

فالمشروع الذي اختاره مكونات وشعوب المنطقة كان قبل قدوم التحالف على المنطقة ولم يكن التحالف جزءاً منه.

وبالتالي يبقى المشروع الذي اختارته هذه الشعوب هو الأصح وهو الأسلم للجميع وبناءً عليه يتوجب علينا اليوم ممارسة المزيد من الضغط على المجتمع الدولي وعلى المنظمات الدولية والحقوقية وعلى الرأي العام العالمي لوضع حد للانتهاكات وتهديدات (حكومة العدالة والتنمية) والعمل على وقف جنوح أردوغان الذي يعتمد على الإرهاب العالمي لتحقيق أطماعه التوسعية وبناء إمبراطوريته الوهمية.

محصلة الكلام, سواء خرج التحالف من المنطقة أم لا, فأن شعوب المنطقة التي استفاقت من سُباتها وانتهجت سياسة صائبة لا يشوبها أية شائبة ستظل تدافع عن وجودها وعن مشروعها الديمقراطي اعتماداً على قوتها الذاتية قوة الشعوب بعد أن توحدت إراداتها وأصرَّت على نيل جميع حقوقها وبذلت الجهود الكبيرة للوصول إلى هذه المرحلة وروت بدمائها تراب الوطن بالغالي والنفيس.

 بالأمس كان الكردي وحده واليوم يقف إلى جانبه العربي والسرياني والآشوري والتركماني وجميع المكونات والطوائف الأخرى الجميع في صف واحد بعد أن امتزجت دماؤهم وتوحدت ضمائرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى