ثقافة

الهويّة التاريخيّة والثقافيّة لمناطق الشهباء

مناطقُ الشهباء( تسميتها وأهميّة موقعها الجغرافيّ):

تُطلقُ تسميةُ مناطق الشهباء على المساحة الجغرافيّة التي تصلُ لأكثر من 5000 كم مربع. وأصلُ تسمية مناطق الشهباء تأتي من ” شاه با ” وتعني: هواء المَلك. وتعودُ تسميتها لعام 2400 قبل الميلاد، وتمتازُ بمناخها المُعتدل وسهولها الممتدّة من تخوم سفوح جبال عفرين ومنحدرات جبال ليلون غرباً، إلى حدود منطقة سمعان جنوباً، ومنطقة الباب شرقاً نحو حدود الدولة التركيّة شمالاً.

وتُعتبَرُ مناطقُ الشهباء صلةَ وصلٍ بينَ حضارة ميزوبوتاميا والغرب، وهي البوّابةُ الرئيسيّة والخاصرة السهليّة الخصبة لسلسلة جبال طوروس والجبال الساحليّة للبحر الأبيض المتوّسط، وتُعتبرُ القاعدةَ الوحيدة للانطلاق نحوَ العُمق السوريّ، باعتبارها عقدة مواصلات والطريق البريّ الوحيد للعبور والوصول إلى أوروبا. وتزدادُ أهميّة مناطق الشهباء كونها العنوان التاريخيّ للحضارات المُتعاقبة التي شهدتها سوريا، وتُعبّرُ عن حالها وهويّتها بعدّة مُدنٍ وحواضرَ هامّة.

مناطقُ الشهباء تاريخيّاً:

كلُّ الوثائق تثبتُ بأنّ مناطقَ الشهباء كانت تابعةً لولاية كلّس منذ القرن الخامس عشر حتى ما بعد الحرب العالميّة الثانية، أي عندما استقلّت سوريا بموجب رسم بنود اتفاقيّة سايكس بيكو التي قسّمتِ المنطقةَ لصالح الدول الحُلفاء التي ربحتِ الحربَ، وجعلوها مناطق النفوذ بما يقتضي مصالح تلك الدول في الاستيلاء على مُقدّرات شعوب المنطقة عن طريق إنتاج أنظمة تابعة لأسواق اقتصادها الاحتكاريّ وحماية مصادر الطاقة لها في تلك الألفيّة.

العثمانيّون لم يقتلعوا الكُردَ من منطقة عفرين، ولكنهم فعلوا ذلكَ بالنسبة لإعزازَ والبابَ، فعشيرةُ ديدانَ وحدها كانت تضمّ أكثر من(36) قرية تحتَ حُكم آل جنبلاط، وتمّ تهجيرها. وتوجدُ عشائرُ عديدة فيها، مثل الهسكي والدومللي والقره كجي والبرازي والكيتكان.

إنّ النظامَ البعثيّ، ورغمَ شوفينيته المقيتة، لم يتمكّن من تغيير هويّة المنطقة وتحويلها إلى منطقة عربيّة صرفة عبرَ سياسة الصهر القومي. وإذا ما أخذنا السلسلة الجغرافيّة الممتدّة من جرابلس الآن إلى تخوم مقاطعة عفرين، نجدُ أنّ القرى الكرديّة لا تنفصلُ عن بعضها، حيثُ يصلُ عددها إلى(117) قرية كرديّة صرفة فقط في منطقتَي الباب وإعزاز، إضافةً إلى(70) قرية في منطقة جرابلس، وهناكَ بعضُ القرى المشتركة ما بينَ الكُرد والطاطا الذين ينحدرونَ من أصولٍ أوروبيّة وليستْ عربيّة. وإلى الآنَ يوجدُ في مدينة إعزاز أكثر من(12000) كرديّ من أصل(40000) نسمة يتوزّعونَ ما بين(3000) تركمان، وقسم من الآشوريين والشركس، وقسم صغير من العرب، والأغلبية الباقية هُم من الطاطا. وكذلكَ مدينةُ تل رفعت، حيثُ توجدُ إلى الآن عوائل كرديّة، مثل آل أوسي وحوراني وسلو وأوسو.

مناطقُ الشهباء في التسلسل الزمني التاريخيّ:

شهدتْ هذه المناطقُ، وبحُكم الأهميّة الاستراتيجيّة لموقعها، العديدَ من الحضارات التي إمّا استوطنتها أو عبَرتها لأهدافٍ عسكريّة. وسنسردُ فيما يلي الحضاراتِ التي شهدتها مناطقُ الشهباء بحقبها التاريخيّة المتسلسلة زمنيّاً:

الحوريون: في الألفيّة الثالثة قبل الميلاد- مملكة ماري وإيبلا 2700 قبل الميلاد تقريباً.

الأكاديون: بقيادة ريموش ابن صارغون القرن الخامس عشر- مملكة يمحاض، الألفية الثانية قبل الميلاد.

الحثييون: 1600 قبل الميلاد- الميتانيون1560 قبل الميلاد- الفراعنة المصريون 1518 قبل الميلاد.

الميتانيون: 1473 قبل الميلاد- الآراميون في عهد شلمناصر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

الآشوريون: 853 قبل الميلاد- الميديون 612 قبل الميلاد- الأخمنيون 533 قبل الميلاد.

الكسندر المقدونيّ: 333 قبل الميلاد- السلطة السلوقيّة بقيادة نيكاتور 312 قبل الميلاد.

الرومان: بقيادة بومبه 64 ميلادي- دخل كسرى بقيادة أنوشروان540 ميلادي.

دخلَ جيستان البيزنطي565 ميلادي- الأمويون 661 ميلادي- العباسيون749 ميلادي – الهمذانيون945 ميلادي- البيزنطي نقفور964 ميلادي.

المرداسيون1024 ميلادي- السلجوقيون1094 ميلادي- الصليبيون1124 ميلادي- عماد الدين الزنكي1128 ميلادي- الأيوبيون1160 ميلادي- المغول بقيادة هولاكو1265 ميلادي- تيمورلنك 1401 ميلادي.

احتلّها العثمانيون في معركة مرج دابق1516 ميلادي- دخلها إبراهيم محمد علي باشا 1832 ميلادي- الحرب العالمية الأولى 1914 ميلادي.

العشائرُ الكرديّة المتواجدة في مناطق الشهباء:

  • الرشوان: وهم يتجمعون في قرى منطقة الراعي، ومتوزعون على أكثر من خمسة وعشرين قرية، يتجاوز تعدادهم 80 ألف نسمة.
  • كيتكان: وهم ينتشرون في القرى الشمالية لمنطقة الباب، ويتوزعون على عشرين قرية تقريباً، ويتجاوز عددهم 60 ألف نسمة.
  • ديدان: وهم يتواجدون حوالي سدّ الشهباء، ويتوزعون على 36 قرية، يقدّر تعدادهم ب80 ألف نسمة.
  • دنا: وهم يتوزعون على عدّة قرى ذات كثافة سكانية حوالي عشرين قرية، ويقدّر تعدادهم ب90 ألف نسمة.
  • دمللي: أو زازا، ويتوزعون في حوالي سبع قرى، وتعدادهم يقدّر ب30 ألف نسمة.
  • بيزيكان: وهم يتوزعون على حوالي عشر قرى، تعدادهم الإجمالي حوالي 25 ألف نسمة.
  • قره كيج: متوزعون على ثماني قرى، وتعدادهم يقدّر بحوالي 70 ألف نسمة.
  • بيش آليتي: وهم يتوزعون على خمس قرى، وتعدادهم يتجاوز 15 ألف نسمة.
  • عشيرة الموشان: من أكبر العشائر الكرديّة في الجبل، ومركزها سلمى والقرى المحيطة بها كالمريج والمارونيات وترتياح وعكو وبعض القرى في مناطق الشهباء.
  • عشيرة العوجان: أيضاً عشيرة كردية كبيرة في الجبل، وتضمّ عدداً من القرى مثل كسبا والحدادة وشلف.
  • عشيرة الكيخيا: وهي عشيرةٌ كردية، ويصلُ امتدادها إلى حلبَ ومنبج والباب وتل حاصل مروراً بجسر الشغور وريف إدلب.
  • وتوجدُ عشائرٌ كرديةٌ أخرى، مثل براز، كيكان، ميران، وشرقيان.

المُدن الرئيسيّة الاستراتيجيّة في مناطق الشهباء:

تتبعُ لمناطق الشهباء ستُّ مدنٍ، وما يقاربُ 600 قرية، تتراوحُ مساحتها بين الكبيرة والصغيرة، وأهمّ مدنها🙁 إعزاز- تل رفعت- جرابلس- منبج- الباب- السفيرة- تل عران- وتل حاصل).

مدينة إعزاز:

اسمها(عزاز) وطرأت على المدينة واسمها تغييرات ميثولوجيّة وديموغرافيّة، فتغيّرَ اسمها إلى(إعزاز)، أي الإسداء، أو مصدر أعزَّ، وكان يُطلقُ عليها اسم(عزازو)، وفي اللهجة الصورانية(عزازو- أي العزيز)، وكلمةُ(ezaz) باللهجة الكرديّة معناها(مَن يصفُ أو يمدح حبّه وولعه)، ويعيدها آخرون إلى الميتانيين، وخاصةً أنّ إعزاز في فترة الهوريين كانت تتبعُ إدارياً لمنطقة النبي هوري.

وبحسب التسلسل التاريخيّ فإنّ إعزازَ تأسّست قبل مدينة حلب، وكانت إعزازُ في عهد الاحتلال العثماني كرديّةً، وتمرّدت مراتٍ عديدة ضدَّ جور وهيمنة العثمانيين، حيثُ شاركت مع أهالي تلك المنطقة في الثورة ضدّ العثمانيين، لذلكَ تعمّدَ الأخيرُ إلى تغيير ديموغرافيّة المنطقة عبرَ التهجير القسريّ والنفي، وإسكان الأتراك ليصبحوا فيما بعدُ التركمان. فمنهم مَن تمّ تهجيرهم إلى منطقة حارم وآخرين إلى جبال الشّوف في جبل لبنان، مثل عائلة جنبلاط التي حكمتِ المنطقةَ حتى عام1760م.

وتمتازُ إعزازُ كسائر مناطق الشهباء بمناخها المعتدل وسهولها الممتدة من تخوم سفوح جبال مقاطعة عفرين ومنحدرات جبال ليلون غرباً، وإلى حدود منطقة سمعان جنوباً، وإلى منطقة الباب شرقاً، وإلى حدود تركيا شمالاً. تربتها خصبةٌ، ومن هنا كان سرّ ازدهارها بالمزروعات الموسميّة والأشجار المثمرة والخضار الصيفية والشتوية، وخاصةً أشجار الزيتون وكروم العنب وصناعة الدبس المخثّر المعروف في إعزاز.

وتقعُ مدينةُ إعزاز إلى الشمال من مدينة حلبَ بنحو 50 كيلو متر، وتشكّلُ المدينةُ موقعاً استراتيجياً بالغ الأهميّة في ريف حلب الشمالي، لأنها تقعُ في وسط الريف الشمالي على الحدود التركيّة فاصلةً بين شرقه وغربه. كما أنها لا تبعدُ سوى خمسة كيلو مترات عن معبر باب السلامة، وتقعُ على الطريق الدولي من غازي عنتاب في تركيا إلى مدينة حلبَ.

على الصعيد البشريّ إعزازُ فُسيفسائيّةُ الأجناس والعادات والتقاليد والأديان، فسكّانها مرّوا بتطوّراتٍ كثيرة من الميتانيين الكُرد وثمّ اليهود والأرمن والعرب وأخيراً التركمان في فترة الاحتلال العثماني. وكذلكَ الأديان، فمن الزردشتية والمسيحية فالإسلام. ولا تزال معالم هذه الديانات باقيةً على أبواب بعض البيوت، كالنجمة السداسيّة” نجمة داوود”، وفيها بعضُ العائلات الزردشتية التي توافدت إليها من قسطل جدو- وقطمة.

تل رفعت:

اسمها آرفاد وتنتمي لتاريخٍ عريق، فقد كانت عاصمةُ مقاطعةٍ حكمَها عدّةُ ملوكٍ عبرَ التاريخ، أهمهم الملكُ السوريّ تيغلات بلاصر، والذي رفعَ من شأن المدينة وجعلها عاصمةً لهُ.

حضارةُ مدينة تل رفعت تعودُ إلى السنوات883-859 ق.م، ولا يزالُ اسمُ آرفاد يُطلقُ على المدينة إلى الآن.

تقعُ تل رفعت على بعد 35 كم شمال مدينة حلب. وموقعها الجغرافيّ يجعلها مركزاً لجميع القرى والبلدات المحيطة بها. ومن أهمّ المواقع الأثريّة التلّ الذي يتوسّط المدينة، وهو غنيٌّ بالآثار والمكتشفات الأثرية، وهي تدلّ على تسلسل الحضارات في المنطقة. وتشتهرُ تل رفعت بالزيتون والقمح والعدس والشعير والعنب.

جرابلس:

هي مدينةُ كركميش التاريخيّة، عاصمةُ الحثيين الشهيرة. وقد استوطنها الإنسانُ منذُ آلاف السنين، وتُعتبرُ مهدَ الحضارة الإنسانيّة.

مدينةُ جرابلس تقعُ على بعد 125كم شمال شرق مدينة حلب في أقصى شمال سوريا على نهر الفرات، حيثُ أنها أوّل مدينةٍ يدخلُ عبرها النهرُ، وتبعدُ مسافة 40كم غربي مدينة كوباني. يحدّها من الغرب مدينةُ إعزاز، ومن الشمال مدينة منبج، ومن الشرق نهرُ الفرات.

تتميّزُ جرابلس بمناخٍ معتدلٍ نسبيّاً في الصيف وباردٍ في الشتاء، والربيعُ من أجمل فصول السنة حيث تتلوّنُ الطبيعةُ في سهول وأرياف جرابلس الرائعة.

وسكّانها من الكرد والعرب والسريان والتركمان.

مدينةُ منبج:

تُعتبَرُ واحدةً من أقدم المدن التاريخيّة في ريف حلب الشماليّ، وأثريّةً من حيثُ المعالم. ولدَ فيها الشاعرُ عمر أبو ريشة والبُحتريّ.

تقعُ مدينةُ منبج في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة حلبَ، وهي من ضمن مناطق الشهباء. تقعُ على مسافة 77كم من حلب. سكّانها من العشائر الكرديّة والعربية، وقسمٌ منها تركمان قطنوا فيها منذ مئات السنين. تشتهرُ بزراعة الشعير والبطيخ الأحمر.

وتتألّفُ هذه المنطقة من النواحي التالية:

( ناحية مركز منبج- ناحية أبو قلقل- ناحية خفسة- ناحية مسكنة- ناحية أبو كهف).

منطقة الباب:

البابُ مدينةٌ تقعُ في الجهة الشماليّة من سوريا، وهي ضمن مناطق الشهباء. تقعُ على بعد 30كم من مدينة حلب.

تعدُّ مدينةُ الباب أكبر وأقدم وأهمّ مدينة في مناطق الشهباء، ويعودُ تاريخها إلى العهد الرومانيّ.  تسكنها مكوّناتٌ عربيةٌ وكرديّة وقسمٌ منها تركمان. تبعدُ عن حلبَ 38كم نحو الشمال الشرقي.

وتتألّفُ منطقة الباب من النواحي التالية:

(ناحية مركز الباب- ناحية تادف- ناحية الراعي- ناحية عريمة)

تل عران:

مدينةُ تل عران الكرديّة هي من أبرز المناطق ذات الكثافة الكرديّة. تقعُ في الجنوب الشرقي من مدينة حلب، وتبعدُ عنها ب22كم. واسمها الحقيقيّ(كِري آران)، أيّ ” تلّ النيران”، نسبةً للنيران التي كانت توقَدُ فوقها.

موقعُ التلّ الكبير في المدينة يدلّ على أنهُا كانت مركزاً للإشارة، حيث تستقبلُ الإشارة الناريّة من جبل الحصّ وتبثّها بكلّ الاتجاهات للإنذار عن خطرٍ محدقٍ عبر التلال المحيطة بها وبمسافاتٍ متساوية. وهي موطنُ عشيرة البرازيّة، وكانوا يتّبعون الديانةَ الإيزيديّة.

بقيَ الكردُ متمسّكينَ بقوميتهم وبأرضهم التاريخيّة، وتربطُ أهالي مدينة تل عران والقرى المجاورة لها مع قرى مدينة الباب روابط القرابة. وتل عرانُ تعرّضتْ، مثلها مثل البلدات والقرى الكردية في الريف الشرقي والشمالي من حلب، لهجرة عدد كبير من العائلات الكردية.

تل حاصل:

يعودُ تاريخُ أبناء المكوّن الكرديّ في تلكَ المنطقة إلى ما قبل 200 سنة، وتعودُ جذورهم إلى العشائر الكرديّة في شمال كردستان. عاداتهم وتقاليدهم تتقاطعُ كثيراً مع عادات وتقاليد الشعب الكردي في مدينة كوباني من الناحية الدينيّة، إلاّ أنهم أكثر تشدّداً، بحُكم اختلاطهم مع المناطق المجاورة المتديّنة.

تل حاصل هي بلدة كردية تابعة لمنطقة السفيرة في مناطق الشهباء. وتقع جنوب شرق مدينة حلب. تشتهرُ بزراعة الخضروات، وتبعدُ عن حلبَ حوالي20كم. سكّانها من الكُرد من عشيرة دنا، وهذه العشيرةُ إيزيديّة قديماً، أسلمَ معظمُ أفرادها.

السفيرة:

اسمُ السفيرة هو بالواقع تعريبٌ لكلمة شبرتا السرياني، والتي تعني الجميلة. كانت مدينةً غنيةً بالبساتين والأنهار، وما زالت فيها آثارُ قنوات الريّ القديمة وأماكن تجمّع المياه التي تسمّى الفورات.

وتفعُ مدينة السفيرة على مسافة 25كم جنوب شرق حلب. وتعتبرُ السفيرةُ من المدن التاريخيّة، وتثبتُ الوقائعُ التاريخيةُ أنّ منطقة السفيرة مأهولة بالسكّان منذ عهودٍ قديمة، وهي تتربّعُ جاثمةً على أنقاض مدينة” حثيّة آشوريّة” مركزها في جوف تلّ كبيرٍ تحيطُ المدينةُ الحاليةُ بهِ كإحاطة السوار بالمعصم.

وتعودُ هذه المدينةُ للقرن الخامس عشر ق.م، وتدلّ الدراساتُ على أنها كانت قديماً ممرّاً للقوافل. كما يُعتقَدُ أنها حاضرة لدولة” كتك” المشهورة في التاريخ القديم. أمّا النشأةُ الحديثة للمدينة فتعودُ إلى نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر الميلادي.

ومن البلدات والقرى التابعة للسفيرة:

(خناصر- الحاجب- أبو جرين- تل عرن- تل حاصل- وتل علم).

خاتمة:

الكردُ في هذه المناطق لم يكونوا بعيدين يوماً ما عن واقع وطنهم كردستانَ، وهناك إلى الآن في بعض القرى مواطنون أصولهم من آغري ووان وديلوك وأورفا ولهم أقرباء في شمال كردستان، وحدثت عمليات مصاهرة بينهم.

أمّا بالنسبة إلى علاقات المكوّنات الموجودة من عرب وكرد وتركمان، نستطيعُ القول بأنها كانت أخويّة، وهناكَ تشاركٌ فعليّ في الحياة وعلى كافة المستويات، حيث يتشاركون في الأفراح والأحزان، رغمَ أنّ نظامَ البعث حاولَ مراراً خلقَ فتنٍ عرقيّة وتأجيجها، لكنها فشلت ولم تلقَ صدىً لها في هذه المنطقة.

كذلكَ لم تنقطع صلاتهم مع كلّ من كوباني وعفرين، بل منطقتهم كانت ولا تزال الجسر الواصل بين عفرين وكوباني. وهي علاقةٌ متبادَلة، بمعنى أنّ عفرينَ وكوباني تستمدّان قوتهما من منطقة الباب وإعزاز، والعكسُ صحيح أيضاً.

سليمان محمود

زر الذهاب إلى الأعلى