مقالات

النضال الديمقراطي في مواجهة الفاشية

النضال الديمقراطي يحتاج الى كوادر مؤمنة تماماً بالنضال في سبيل تحقيق الديمقراطية التي تعني أن يقوم الشعب بإدارة ذاته بذاته ولذاته؛ أي أن الشعب يكون قادراً على النضال بذاته، وهذا يعني الاعتماد على الذات والعمل الجماعي وبإرادة حرة جماعية، وأن يعرف أن طريق النجاح هو الجهد الذي يبذله بذاته وليس من دعم الآخرين.

بطبيعة الحال أي ثورة عليها أن ترى الهجمات المضادة ضد قِيَمِها التي أنتجتها أو تطمح لتطويرها وأن تواجهها بالاعتماد على ذات القيم وتدافع عنها بنفس الروح التي حققت بها الثورة.

إننا في روج افا وسوريا حققنا ثورة تاريخية في التاسع عشر من تموز عام ٢٠١٢ ويوماً بعد آخر تطورت الثورة وحققت منجزات ومكتسبات عظيمة بإرادة الحرية التي تحققت من خلال نضال الشعب الديمقراطي من خلال المجالس والكومونات وقوات الحماية.

وقد رسخت الثورة القيم الديمقراطية لإرادة الشعب الحر والتي تمثلت في بناء نظام ديمقراطي وحققت الوحدة الوطنية والديمقراطية في روج افا بقوة، وتشهد مزارات الشهداء بتلك الحقيقة؛ حيث انه في معمعان النضال والحرب ضد المرتزقة والاحتلال استشهد الكردي من كافة الأجزاء وحققوا الوحدة الوطنية بدمائهم الطاهرة، وأيضاً استشهد الكردي والعربي والسرياني الآشوري والتركماني … جنباً إلى جنب في ساحة المعركة للدفاع عن الثورة وحرية الشعب ونظامه الديمقراطي.

إن ما نواجه اليوم في روج افا وسوريا هي الفاشية التي تسعى بشتى السبل والوسائل إبادة شعبنا والقضاء على مكتسبات شعبنا وقيمنا الديمقراطية؛ أي أنها ليست فقط احتلالٌ للأرض وإنما تأتي بالمجازر والإبادة الشاملة وتريد إزالة هذا الشعب العظيم والقوى السياسية التي أنتجت ثورة ديمقراطية في سوريا.

وفي هذا الإطار لا يتوانى الفاشي أردوغان عن التصريح في كل مكان ليفرض رؤيته بوصف الشعب الكردي وقواه الطليعية “بالإرهاب” ولكن لا يقف إلى جانه أحد إلَّا المستفيدين منه أو الذين قبلوا الارتزاق له.

إن شعبنا الكردي يقوم بتطوير الثورة الديمقراطية في كل مكان يتواجد فيه، وهو متمسك بالإرادة الحرة والنظام الديمقراطي ويقف في وجه الفاشية وهو مؤمن بأن النصر سيكون من نصيبه؛ لأن الفاشية رغم ما تقوم به من دمار وتخريب وقتل إلا إنها لم تنجح في أية بقعة من العالم قبل الآن ولن تتنصر الآن أيضاً أمام إرادة الشعب الحرة والديمقراطية.

الفاشية يمكنها أن تشتري بعض الذمم أو تستخدم بعض المرتزقة ولكن لا يمكنها الانتصار على إرادة الشعب الحر والديمقراطي مهما كان.

ولتحقيق النصر على الفاشية يتطلب من المناضلين في سبيل الديمقراطية أن يكونوا منظمين، وأن يعملوا بجد لتحقيق إرادة الشعب وأن لا يتأثروا بالأفكار التخاذلية والإستسلامية العلنية والمُبطنة بل يتطلب مواجهتها بالإيمان المطلق بأن النصر يكمن في تطوير الثورة على أسسها الديمقراطية.

وعلينا أن نرى أخطاءنا، ونعمل على تجاوزها وأن نعمل بروح الثورة في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى