مقالات

النشطاء الغربيون هل بإمكانهم التحكم في قرارات دولهم؟!

سيدار رمو

كثيرة هي الحملات التي أطلقتها ويطلقها النشطاء الغربيون لدعم عفرين وروج آفا ومنها الشمال السوري، وكثيرون منهم زاروا هذه الأمكنة وتناولوا تجاربهم مع شعوبهم فكتبوا عن كل شيء رأوه؛ الطالح قبل الصالح، واستندوا في ذلك إلى منطق العقل، فكثيراً ما برزت المقاومة والديمقراطية على شكلها الحقيقي في كتاباتهم، ولعل العدد الكبير من الأوروبيين والغربيين الذين أصبحوا أصدقاءً للكرد ولروج آفا على وجه الخصوص يأتي من هذا الشيء، ومع ذلك لا أدري مدى تأثير هذه الحملات في تغيير سياسات ومواقف الحكومات الغربية والمجتمع الغربي ككل تجاه الكرد الذين مورست بحقهم سياسات الإنكار والصهر حتى بات اردوغان رئيس جمهورية شرق أوسطية يفضل بين نوعين من الكرد (الجيدين والسيئين) طبعاً الجيدين هم هؤلاء الذين يمتثلون لأوامره ويبدون الطاعة بعدما أغراهم بوسائله أو أخافهم بآلته التعسفية الإرهابية، أما السيئين فهؤلاء الذين يتمردون في وجهه ويفضلون المقاومة أو الموت على حياة الذل والمهانة.

بالعودة إلى موضوعنا الرئيس ألا وهو حملات النشطاء الغربيين؛ ومن خلال متابعة ليست بالخجولة في هذا الشأن فإن الناشط أو الناشطة باعتبار روج آفا كانت ولا زالت تستضيف وفود نسائية كثيرة تود التعرف على الثورة التي أقامتها المرأة في روج آفا يتبعون ما تراه أعينهم ولا يدخرون جهداً في الحديث بحرية عن مساوئ وكذلك مناقب نظام روج آفا التي ترسخت بعد ثورة مغايرة تماماً للحالة السورية باعتبار روج آفا جزءً من الكل السوري، وهذا النظام المستلهم من فكر الأمة الديمقراطية للفيلسوف عبدالله أوجلان أتى تنفيذه حسب الخط الثالث على يد المخلصين للوطن لاسيما وأن روج آفا تعرضت لموجة نزوح كبيرة إبان وقبيل تعرضها للهجمات التي شنتها المجموعات المرتزقة وفي الوقت عينه ظهرت أمثلة يحتذى بها في البطولة والفداء قدمها المغاوير من أبناء هذا البلد.

بلا شك عند الغوص والتعمق في مسألة أو شأنٍ ما، من الضروري معايشته ومراقبته عن كثب للوصول إلى نتيجة صائبة نسبياً، كذلك كان الحال في روج آفا حيث استقبلت العشرات ومن المرجح جداً أن يكون عدد الغربيين الذين زاروا روج آفا قد تعدى المئات ولربما الآلاف أيضاً، وأغلبهم بقي فيها، وأعتقد أن هذا العدد الكبير للغربيين أو الأمميين الذين انخرطوا في  ثورة روج آفا وخاضوا المعارك حتى ارتقوا إلى الشهادة متأتي من معايشة هذه الثورة.

بلا ريب وجود هؤلاء النشطاء في روج آفا مكسب كبير كتلك المكتسبات التي تحققت إبان هذه الثورة، ووسيلة ضغط على حكوماتهم للتفكير ملياً تجاه ثورة روج آفا ودعم نموذجها وتشجيع أفراد مجتمعاتها على ما تحقق في روج آفا، ولأن وجود هؤلاء في روج آفا يعود بالفائدة على المجتمع الغربي حيث أنهم يتعلمون الارتباط بالقيم وبالأفراد على عكس المجتمع الغربي الذي يغيب عنه هاتين السمتين بوضوح؛ عليهم لعب دورهم بشكل أكبر وأبرز.

زر الذهاب إلى الأعلى