تقاريرمانشيت

التسوية في سوريا وفق تداخل وتشابك إقليمي ودولي

هل من بوادر أو تسوية كما يشير إليها بعض المحللين لتفكيك التشابك والتعقيد على الخارطة السورية، كلٌ أخذ قسمته؛ وإرجاء الحل لأشعارٍ أخر؟

الأزمة السورية هي الأكثر تعقيدا من بين تلك التي شهدتها دول الربيع العربي كما يحبذ البعض تسمية هذه المرحلة من تاريخ المنطقة والتي تشهد تحولات متفاوتة الدرجات بين جغرافية وأخرى تتعلق بمدى أهمية تلك الجغرافية على الصعيد الاقليمي والدولي والعالمي، ولِما لها من تأثير في رسم الخارطة الجيوسياسية للمئوية القادمة.

الصراع في سوريا لا يشبه التحول الذي حدث في تونس أو في ليبيا أو في مصر بالرغم من التشابه في المسميات والشعارات ( ثورة- ديمقراطية – مظلومية- استبداد- حرية- إرهاب- حكومة- معارضة- ميليشيات- نظام  وتدخل دولي…) وإلى ما ذلك من تسميات سرعان ما تحولت إلى صراع عنيف لإرادات إقليمية ودولية تكاثفت على الأرض السورية، لذا فالأزمة في سوريا أخذت أبعاد عميقة على مستوى الصراع والحرب الدائرة وستكون كذلك على مستوى الحل أي يجب أن يكون الحل في سوريا حلاً جذرياً شاملاً غير مجزأ، تطغى عليها الحسابات الجيوسياسية والاستراتجية لمعظم القوى الداخلة في الصراع وستؤثر حتماً على المحيط الإقليمي والدولي في المنظور القريب والبعيد.

في ملف تحقيقنا لهذا العدد نطرح قضية التسوية التي تحاول الغُرف الدولية التي تدير الصراع انتاجها وفق مخططات وخرائط تُعَد بكل تفاصيلها في عملية ارتسام للمنطقة وللقوى الاقليمية التي فرضت نفسها على سوريا تحت مسميات عدة لكن ظاهرها كباطنها ومنذ اليوم الأول من استفحال الصراع، كما سنتطرق للدور التركي بشكلٍ خاص كونه الطرف واللاعب الاقليمي الأكثر تأثيراً وتدخلاً في الشأن السوري بحكم الجغرافية والتاريخ ولمّا  للنظام الحاكم في تركيا من تأثيرٍ على المجموعات الارهابية التي قاتلت وتقاتل في سوريا ولما لها من طموح قديم مستجد  في اعادة امجاد دور الامبراطورية الأبوية العثمانية.

   باختصارٍ وجيز كيف تدخلت تركيا في الشأن السوري:

كانت علاقة تركيا مع النظام السوري ومع عموم المنطقة تنطلق من مبدأ داوود أوغلو صفر مشاكل لكن ومع بداية الأزمة في سوريا أذار2011، اختلفت طبيعة هذه العلاقة وتحول أردوغان مباشرة إلى معارض سوري شديد اللهجة والتعبير تجاه النظام السوري وبدأ بتدجين وترويض وتحضين الجماعات المعارضة بشتى مشاربها ومع دخول الأزمة في الطور الثاني أي بعد عام أو اكثر بقليل حتى بدأ أردوغان بتبني استراتيجية ألا وهي اختيار مركزٍ له في هذه الأزمة لذا فقد بدأ بفرز للمعارضة التي كانت تتخذ من تركيا مكاناً لها، هكذا فقد كان الخيار الأقرب للذهنية التركية الاسلاموية هو التيارات الاسلاموية  المحسوبة على المعارضة والمتعطشة لاستلام السلطة واتباع منهجها الاسلاموي القوموي الشوفيني في ادارة الدولة السورية، وهذا بالطبع هدف  من اهداف النظام التركي وضمن استراتيجيته تجاه سوريا.

لعبت تركيا الدور الأكثر خبثاً في الأزمة السورية وفي جميع المؤتمرات والمباحثات التي عقدت من أجل إيجاد حل للأزمة في سورية (جنيف وسوتشي وانتهاءاً بأستانا) والتي سعت من خلالها ضمان بسط سيطرتها على الأراضي السورية والقضاء على أي مشروع سوري ديمقراطي خاصة في الشمال السوري، لكن تركيا فشلت في مجمل مشاريعها سواء تلك التي أوكلتها للإرهابيين أو تلك التي عملت عليها بنفسها.

لذا بدأت بعمليات الاحتلال المباشر 24/ أب 2016 بالتوافق والتآمر مع غرف إدارة الأزمة بما فيه النظام السوري صاحب السيادة!.

جرابلس ،الباب، اعزاز، إدلب وعفرين مؤخراً مناطق وقعت تحت سيطرة الاحتلال التركي بشكلٍ أو بآخر، ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، تحت  حجج واهية احتلت تركيا عفرين وعينها على بقية المناطق الأخرى في شمال سوريا.

أمام العدوان التركي على شمال سوريا عموماً وعفرين خصوصاً برز الصمت الدولي كموافقة  ضمنية مريبة لما تقوم به تركيا، خاصة وإن دخول تركيا لجرابلس مختلف تماماً لاحتلالها وغزوها لعفرين، السياسات التي يتبعها الدولة التركية ومرتزقتها وبتوافق دولي ضمني إلى حدٍ ما في تقاطع للمصالح والاجندات، تشير إلى  الغاية والنية الحقيقية لتركيا تجاه عفرين وتجاه الشمال السوري عموماً( اقتطاع أجزاء وضمها إلى الدولة التركية، بعد “تتريكها” بالقوة وبسياسات شبيه بسياسات مجرمي الحروب.

-مستقبل التواجد التركي في الشمال السوري

التواجد التركي غير المشروع في الشمال السوري يثير القلق لما تحمله هذا التواجد من ابعاد جيوسياسية وتخلق لأزمة طويلة الأمد شبيه إلى حدٍ كبير بالتواجد التركي في قبرص والعراق ولواء اسكندرونة، لطالما كانت الدولة التركية تعتبر تلك المناطق بأنها جزء من أراضيها خسرتها بموجب اتفاقيات وتوافقات خلال الحرب العالمية لذا عليها أن تسترد تلك الأراضي، كلام اردوغان قبيل احتلال الجيش التركي أمام رهط كبير من قيادة جيشه بأن معركتهم في عفرين “ضد الكرد” ستكون كمعركة “اقجه كالي” تعبير صريح عما يضمره النظام التركي ليس المتمثل باردوغان فقط ربما اردوغان يمثل القومجي الأضعف ضمن التيارات الطورانية القومومية في تركيا.

من هنا يشير الكثير من الباحثين  والسياسيين إن الوجود التركي في الشمال السوري هو عملية احتلال واستيطان بنفس الوقت والتي ستنتهي بقضم تركيا لجزء من الأراضي السورية، والممارسات التركية من ناحية تتريك المنطقة المحتلة من قِبلها تفضح النوايا وتكشف عن النية الحقيقية للتدخل التركي في الشأن السوري منذ بداية الأزمة وحتى قبلها وإن كان شكل التدخل والعلاقات مغايرة تماماً لما عليه الآن بين النظام السوري والنظام التركي، كلنا نتذكر زيارة اردوغان وزوجته إلى حلب!.

وهنا نشير إلى ثلاثة محاور رئيسية

-هل سيشكل الوجود التركي خطراً على التواجد الروسي خاصة وإن روسيا هي التي شرعنت الوجود التركي على الارض السورية

–  الأسس التي يعمل عليها تركيا لترسيخ وجودها  الدائم في عفرين، من دون أن تنسى حلب كولاية من الولايات التركية.

– الموقف الامريكي من الوجود التركي  المتاخم لتواجدها. هل تعارض واشنطن فعلاً على الوجود التركي والجماعات المرتزقة الارهابية الراديكالية المعادية لواشنطن وللغرب عموماً. 

بالنظر إلى الدور الأمريكي في الشرق الاوسط عموماً، خاصة وانها تقود التحالف ضد الارهاب منذ سنين، لها دور كبير في رسم وهندسة الشرق الأوسط باعتبارها القطب الأكبر الذي يهيمن على السياسة الدولية، أمريكا وتركيا حلفاء وشركاء، بالرغم من  حالة التوتر والخلاف بينهما حول الكثير من القضايا، تعتبر واشنطن الدولة التركية من الدول المارقة تنتهي ما أن تؤدي دورها الوظيفي، لكن فيما يتعلق بسوريا والشمال السوري هناك خلاف كبير بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الحميمية بين موسكو وأنقره، وعلاقة تركيا مع المجموعات الارهابية  كداعش و النصرة  والتي تحاربها واشنطن، لكن من المؤكد أنها لا ترغب في خسارة حليف مهم لها. الأمر كذلك بالنسبة لعلاقة الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية والتي شكلت حليف استراتيجي لها في محاربة الارهاب .

عدم التواجد الامريكي في شمال غرب سوريا ماذا يعني؟ سؤال أخر يطرح بعد أن اعلن الادارة الامريكية سحب تموليها من شمال غرب سوريا، هل تركت الولايات المتحدة مصير تلك المنطقة بيد تركيا والروس، ما خارطة توزيع الادوار في تلك المنطقة” إدلب”  وكيف ستتحكم تركيا بشمال غرب سوريا بعد الانسحاب الامريكي الفعلي منها؟

الادارة الامريكية ومنذ بداية الأزمة السورية عملت على دعم الجماعات والقوى المعتدلة في عموم سوريا خاصة في شمال غرب سوريا، لكن معظم تلك الجماعات كشفت عن توجهها الاسلامي الراديكالي وهذا ما شكل بلبلة في الاوساط الامريكية، خاصة بعد أن انضمت مجموعة عسكرية دربتها وسلحتها واشنطن مع اسلحتها وانضمت فور دخولها الاراضي السورية إلى جبهة النصرة المصنفة على لائحة الارهاب قبل عامين،  بالطبع كانت المساعدات المالية الأميركية في إدلب أو ما سميت بالمناطق المحررة تدعم جهود مكافحة التطرف والعنف، ولتعزز الأمن المحلي والمجتمع المدني والتعليم في تلك المناطق.

يبدو إن اصواتاً في الادارة الامريكية ايقنت إن بلادها تهدر المال في تلك البرامج في شمال غربي سوريا، وكانت تقع في خدمة الجماعات الإرهابية، وتعزز من نفوذها، ولربما كانت هذه النقطة هي الاساسية لأن تتخلى أمريكيا عن شمال غرب سوريا لروسيا وتركيا، بالمقابل عملت على تقوية وترسيخ وجودها في شمال شرق سوريا حسبما يرى بعض المهتمين بشأن الصراع والأزمة في سوريا.

وهنا فأن عدم التواجد الأمريكي في شمال غرب سوريا تعني إن المنطقة تلك تخضع تماماً للنفوذ التركي  اللاعب على الوترين، وبالتالي فإنها ستخضع بشكل مباشر لسيطرة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” الفصيل الارهابي الأكبر في تلك المنطقة.

تركيا تستعد لفرض سيطرتها على إدلب، لكن  هناك عراقيل محلية واقليمية ودولية تواجهها في اخضاع تلك المنطقة لنفوذها بالكامل، ويبقى السؤال: هل ستجتاز تركيا هذه العراقيل وتؤسس لولايتها الرابعة في سوريا ؟( جرابلس الباب- اعزاز- عفرين).

بيد أن الإجراءات والتوافقات الاخيرة بشأن هندسة عموم سوريا قد شكلت تحديا لتركيا، حيث ستصبح القوَّة الكبرى الوحيدة المسؤولة عن التعامل مع المسلحين في إدلب، بما في ذلك عناصر تنظيم القاعدة حسبما يرى بعض المحللين، لكنها تستطيع أن تتجاوز هذه التحديات لما لها من تجربة ضاربة في دعم وكسب واحتواء المجموعات الارهابية، وهنا نشير بأن هذه المنطقة الشاسعة التي احتلتها تركيا ستكون ارضية مناسبة لإحياء تنظيم القاعدة مجدداً  وستكون معقلاً آمناً للإرهابيين في شمال غربي سوريا.

التسوية في سوريا وفق تداخل وتشابك إقليمي ودولي

بوادر أو تسوية كما يشير إليها بعض المحللين لتفكيك التشابك والتعقيد على الخارطة السورية، كلٌ أخذ قسمته، وإرجاء الحل لأشعارٍ أخر؟

يبدو إن إطراف الصراع الاقليميين والدوليين قد بدأوا باتخاذ اجراءاتهم لتسوية الصراع في سوريا وفق خرائطهم الخاصة خاصة وقد شارفت حرب الوكالة في سوريا على الانتهاء( التفاهمات الامريكية الروسية الاسرائيلية بشأن تحجيم الدور الايراني في سوريا والمنطقة عموماً، التوافقات الروسية الامريكية بشأن شمال غرب الفرات، وجنوب سوريا، تصريحات النظام السوري وزياراته الأخيرة لموسكو)، لكن المشهد في عفرين وإدلب يؤثر حتماً على المشهد بشكلٍ عام خاصة وإن المقاومة في عفرين مستمرة مع اصرار سكانها على العودة إليها وتحريرها من القوى المحتلة،  والوضع في إدلب أيضاً معقد بعد خضوعها بالكامل لتنظيم القاعدة  لكن قابلية التسوية في إدلب بين تركيا التي تُخضِع الجماعات الارهابية لسيطرتها  وروسيا تساهم في الحل في إدلب على شاكلة الحل في حلب ضمن عقد صفقة توافقية فيما بينهما.

مؤشرات أخرى يمكن وضعها في إطار اجراءات التسوية وهي إن روسيا كانت قد اقترحت مسودة دستور  تشير مادة من مواده إلى لامركزية الدولة السورية، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيم سوريا إلى إدارات ذاتية و أقاليم  تتيح لها فسحة كبيرة من الاستقلالية في شؤونها الادارية والسياسية من ضمنها حرية إبرام صفقات عسكرية أجنبية “تضفي مشروعية قانونية” في عملية تسوية هشة تتيح للأطراف الدولية إمكانية التلاعب بكل تفاصيل الخارطة في الشرق الأوسط ضمن استراتيجية جيوسياسية طويلة الأمد.

يبقى التواجد الايراني على الارض السورية أمراً غير صعب ضمن عملية التسوية، فالرسائل الاخيرة التي وجهتها واشنطن واسرائيل وبتوافق روسي وتركي للوجود الايراني بما فيه حزب الله اللبناني، ودخول الدول الاوروبية شركاء ايران على الخط قد اجبرت ايران أخيراً على كبح جماحها في سوريا والمنطقة، الانتخابات العراقية مؤشر على ذلك.

وهنا يرى بعض المحللين إن الخطة الامريكية الروسية تسير بشكلٍ مستوي، بالرغم من الخلافات بينهما لكن تقاطعات كثيرة تجمعهما، ويشيرون إلى أمكانية مغادرة المجموعات الايرانية وحزب الله سوريا  خلال فترة قريبة، بالتزامن مع عملية ” الإصلاح الدستوري” في سوريا وفق جنيف وسوتشي وذلك عن طريق وساطة الأمم المتحدة، وإرساء نوع من “السلام البارد” كما سماه البعض، تأتي دور المرحلة الثانية “الخطوة الثانية” بعد تجميد الصراع مع احتفاظ كلٍ من روسيا وامريكا وتركيا بالمناطق الخاضعة لنفوذها  هو تغيير الدستور، وتنفيذ بنود قرار 2254، من تنظيم انتخابات جديدة برلمانية، وبناء حكومة انتقالية مع بقاء رئيس النظام السوري في منصبه أسمياً خلال الفترة الانتقالية  ضمن مساومات دستورية متفق عليها من قبل  الحلقة التي تدير الأزمة والصراع.

أما الحديث الطوباوي حول سيادة سوريا كدولة تتخذ قرار الحرب والسلم لأمر يثير السخرية، النظام متفق تماماَ على ما يخططه الروس ولن يكون بمقدوره  الخروج عن الطاعة، الدور الروسي كلاعب اساسي وموازن في الأزمة السورية عمل على فرض عملية تسوية متوازنة بين حلفائها على الارض السورية.

ـــ بالطبع الصراع في رقعة الشطرنج محتدم، والسلسلة المذهلة من المناورات الديبلوماسية لإرساء التوازنات على الأرض على المستوى الدولي أولاً من ثم على المستويين الاقليمي والمحلي (الداخلي السوري) أخيراً  في الحلقة المقبلة الأخيرة من الأزمة السورية، وهنا من المفيد العودة إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية لاستنباط مقاربات ونتائج تضفي اللمسة التاريخية بربط الماضي بالحاضر واستنتاج المستقبل، هل عاد روسيا إلى الشرق الأوسط مجدداً بعد فشل التجربة السوفيتية؟!.

أين يكمن دور القوى السياسية وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا من تسوية الصراع ؟

المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو غابرييل في حديثٍ له للإعلام، أكد على إن الحل العسكري في سوريا لم تجلب أي نتيجة للسوريين، على العكس فقد تسببت بأضرار جسيمة وعلى كافة المستويات، مشيراً إلى  الدور الذي قامت به قوات سوريا الديمقراطية كقوات سورية حاربت الإرهاب في مناطق سورية مختلفة وساهمت بشكلٍ كبير في ارساء السلم والأمان لمساحات شاسعة من الأرض السورية، هذه  القوات استطاعت أن تحرر وتخلص المكونات السورية عموماً من  قِوى الإرهاب التي تدعمها تركيا ودولٌ أخرى ليست من مصلحتها تسوية الصراع بالوسائل السياسية والسلمية وفق مشروعٍ سوري ديمقراطي.

ولأن الانظمة الاستبدادية ترى في سوريا ديمقراطية تعددية تهديداً لمصالحها واجنداتها الشخصية في المنطقة عموماً، لم تدخر أي جهدٍ إلا واستخدمته في محاربة المشروع الديمقراطي في شمال سوريا و إشعال الفتنة بين مكونات المنطقة، كما أنها لم تهدأ للحظة في محاربة قوات سوريا الديمقراطية (القوات التي تصون  وتدافع عن المشروع الديمقراطي في سوريا) سواء عبر الجماعات المرتزقة الارهابية، أو بشكلها المباشر عبر جيوشها واسلحتها، عفرين مثالٌ حي أمامنا.

بالطبع لقوات سوريا الديمقراطية سجل غني عن التعريف في محاربة الارهاب وإرساء الأمن والاستقرار، وهي قوات سورية بامتياز، إرادة وقرار هذه القوات التي تضم ضمن تشكيلاتها العسكرية كل ألوان الطيف السوري بيدها لا تخضع لأي إملاءات خارجية إقليمية أو دولية كما يحاول البعض على ربطها بالإرادة الخارجية، وهنا لسنا في وارد مدح هذه القوات هم أثبتوا جدارتهم وهويتهم الوطنية السورية، من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمتها هذه القوات في سبيل الدفاع عن مناطقها على الأقل ضد جحافل الإرهاب المارق، والتعاون الحاصل بين التحالف الدولي ضد الإرهاب وقوات قسد منذ تحرير كوباني وحتى اللحظة هي محصلة جهودٍ مكثفة وحثيثة، وتضحيات جسام قدمتها هذه القوات في محاربة الإرهاب الذي هدد العالم أجمع، وانتصارات بحجم تلك التضحيات هي التي أغنت وأثرَت من صعود هذه القوات كقوة ضاربة في سوريا، لذا فان أي تسوية سياسية يفضي إلى الحل في سوريا غير ممكن من دون القوى السياسية التي تمثل هذه القوة “مجلس سوريا الديمقراطية”.

 ولا شك بأن الرسائل التي يود النظام السوري توجيها بين الفينة والأخرى لهذه القوات، ليست سوى املاءات ورسائل أبعد لروسيا تجاه تواجد قوات التحالف الدولي بشكلٍ أو بآخر.

الحديث عن دور قوات سوريا الديمقراطية في المستقبل السوري يجب وضعه في إطار مدى مصداقية الاطراف الاخرى في تسوية الصراع في سوريا بالوسائل السلمية ووفق نموذج حلٍ ديمقراطي، بالتأكيد حينها ستكون هذه القوات جزء من الجيش السوري والذي سيكون من مهمته حماية كل الاراضي السورية وليس فقط حماية العاصمة أو مناطق نفوذ معينة!..

تحقيق- دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى