ثقافة

الندوات والمحاضرات, هل تحقق أهدافها؟؟؟

تقرير: مصطفى عبدو

الندوات أو المحاضرات هي مبادرات تهدف إلى التقاء مجموعة من الأفراد المهتمين بالشأن العام، خلالها يقوم هؤلاء بمناقشة موضوع يهمّ الشأن العام على الأغلب، لتوسيع المعارف والخبرات  أو لتسليط الضوء على موضوع يجدونه هاماً، وفي كل ندوة أو محاضرة لابد من وجود مدير يديرها, وموضوع  قد تم تحديده مسبقاً إضافة إلى تحديد الزمان والمكان، وعلى المحاضر أن يكون من أهل الاختصاص في بعض الأمور  فيعبر عن وجهة نظره ويبدي وجهة نظره ويقدم اقتراحاته وأفكاره وبعد الانتهاء يُفتح المجال للمناقشة من قبل الحضور، وعادة ما تكون النّدوة أو المحاضرة يتعلق بأمر يهم المجتمع بشكل أو بآخر أو تشغل الرأي العام، ويشترط في الندوات عدم الانتقال إلى مواضيع أخرى أي عدم الخروج من الموضوع الأساسي، والبقاء في موضوع النّقاش  فقط لأن ذلك قد يفقد المحاضرة أهميتها ومصداقيتها.

من يحضر المحاضرات والندوات؟

بمناسبة الحديث عن الندوات والمحاضرات سأتطرق إلى الجمهور الذي يحضرها وأختار منها تلك التي تقام في روج آفا وشمال سوريا بحسب مشاهدتي لها وحضوري فيها.

من الملاحظ أن معظم الذين يتابعون ويحضرون هذه الندوات والمحاضرات هم جمهور من الإعلاميين وبعض أصحاب الشأن من كُتَّاب ومهتمين بالشأن العام، لا يوجد هناك إقبال نوعي وملفت للجمهور باتجاه ما هو (تثقيفي- معرفي) لأن معظم الناس اليوم منشغلة بأخبار العالم، من خلال متابعة الفضائيات أو منهمكين في العمل لتأمين مستلزمات الأسرة التي أصبحت في أيامنا هذه صعبة وقاسية ومن الأولويات وتطغى كثيراً على روتين حياتهم اليومية، فلا يجدون الوقت لحضور هذه الندوات رغم أن خبايا النفس ترغب بذلك.

أنواع الندوات أو المحاضرات

هنالك أنواع عديدة من الندوات التي تهدف إلى نشر الوعي ومناقشة مواضيع معينة تهم الرأي العام منها:

النوع الأول: هو الندوة البحثية ويقدم فيها كل عضو بحثاً يلقيه ويخضعه للنقاش، ويُعدُّ البحث المقدم مسبقاً، وينظم المسؤول عن الندوة عملية إلقاء البحث وإدارة الحوار وغالباً ما يكون موضوع هذا النوع من الندوات تخصصياً مقتصراً على المتخصصين في موضوع الندوة، وتكون الجهة الداعية لهذه الندوة علمية أو ثقافية، ويتم نشر الأبحاث بعد انتهاء الندوة، ويكون الجمهور عضواً فاعلاً فيها.

النوع الثاني: هو الندوة المفتوحة والتي تسمى بالندوة العامة أيضاً، يتشارك فيها الجمهور للنقاش بشكل واسع، ويطرحون وجهات نظرهم.

النوع الثالث: هو الندوة الاستجوابية والتي تقوم على طرح الأسئلة والإجابات المتعلقة بها، ويكون دور المدير أو مجموعة معينة باستجواب شخصية معنية بموضوع معين باختيار الأسئلة وصياغتها ووضع أسئلة جديدة، والإشارة إلى المشكلات التي تحتاج للتوضيح، وغالباً ما يكون الموضوع عاماً يهم الجمهور.

أهمية الندوات والمحاضرات

ترتبط أهمية الندوة أو المحاضرة بنوعية الأشخاص الذين يقومون بتولي إدارتها وعلى الأغلب هم من الأوجه المألوفة في المجتمع والتي تمتهن هذه الأفعال كنشاط حيوي يجعلها متعددة الادوار، أحياناً تجده على المنصة مخاطباً وأحياناً أخرى بين صفوف المشاركين والحضور مستمعاً ومتلقياً، بالمحصلة ترتبط أهمية الندوة بالشخص المحاضر إلى حد بعيد على ما أعتقد.

وعليه..

نستخلص أن جدوى الندوات والمحاضرات لدى بعض الجهات هو لملء الوقت وتفادي اتهامها بالخمول؟ أو ربما أصبحت عادة متبعة.

المشكلة لا تكمن في نوعية ما يقدم في هذه الندوات، بل بعقلية من يدير ويؤسس ويعلن عن تلك الندوات، فنجد في مناطقنا فئات وكأنها متعهدة للندوات والمحاضرات، وأخرى مهمتها منذ الصغر أن تستمع فقط وربما تنام في هذه الندوات والمحاضرات.

زر الذهاب إلى الأعلى