مقالات

المخططات التركية وأذرع أردوغان

محمد أمين عليكو

يسعى النظام التركي، منذ بداية الأزمة السورية، إلى استغلال الأقليات واللعب على عواطف الشعوب من خلال الدين والتغني بالأمجاد العثمانية ومحاولة إعادة رسم الخرائط البائدة القديمة بكل سُّبل التدمير وارتكاب المجازر والإبادات مستخدماً في ذلك أذرعه وأدواته المختلفة، واليوم أحد أهم الأدوات التي يستخدمها أردوغان لتنفيذ مشاريعه في المنطقة، هُم “الأقلية التركمانية” ويستغل وجودهم في عدد من الدول، وتسعى أنقرة الى إحياء روابطها مع تلك المجموعات وتوطيدها بهدف تعزيز نفوذها وتمرير أجندتها في الشرق الأوسط،  وجاء التركيز على أهداف عدة بعد الانتخابات الأخيرة في شمال كردستان وتركيا.

ومن أهداف حزب العدالة والتنمية التركي الفاشي:

الانفتاح بشكل موسع على المجموعات التركمانية بدول المنطقة وعلى الشخصيات ذوي الأصول التركية لتحقيق إقامة (رابطة العالم التركي، أو الكومنولث التركي)، ولتحقيق الحلم إلى واقع عملي بدأ حزب العدالة والتنمية AKP من خلال مراكز الأبحاث التركية إجراء دراسات ومسح شامل بهذا الخصوص، وقام مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ORSAM في عام 2009 بإجراء دراسة عن الجاليات التركمانية في لبنان تحت اسم “الأتراك المنسيون، الوجود التركماني في لبنان”

وبعد عام قامت الدولة التركية بإنشاء قسم خاص ملحق بمكتب وزير الخارجية تحت مسمى “شؤون العالم التركي” والهدف منه الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني، ولكن في حقيقة الأمر في الواقع هو إيقاظ القومية العثمانية والاثنية على حساب الانتماء الوطني للوطن الأم، وما تسعى إليه حكومة أردوغان هو الاستفادة من التركمان لأجل بسط سيطرته الكاملة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتحويل التركمان إلى ورقة ضغط على المنافسين.

ونلاحظ الاهتمام الاستخباراتي التركي بهذه الأقليات، وفي عام 2020 زار وفد تركي لبنان وقد أعلن وزير الخارجية “جاويش أوغلو”: إن أنقرة على استعداد لتجنيس التركمان، فضلاً عن استحداث مكاتب تابعة للوكالة التركية للتنسيق تحت اسم “تيكا” في العديد من المناطق التي توجد بها الأقليات من أصول تركمانية.

إن توظيف التركمان لأجل المصالح التركية بالعراق وسوريا، إضافة إلى التهديدات على لسان الفاشيين الأتراك في 2019 حينما أكد نائب رئيس الوزراء التركي “هاكان جاويش أوغلو” أن كركوك تاريخياً مدينة تركمانية وأن أشقاء تركيا “التركمان” خط أحمر، أضف إلى ذلك ممارسات الاحتلال التركي في المنطقة التي يسيطر عليها وتحديداً في المدن، عفرين وتل أبيض و سري كانية، المحتلة من عمليات التغيير الديمغرافي وإسكان التركمان في قُرى وبيوت الكُرد والعرب، في ظل غياب تام للمجتمع الدولي و منظمات حقوق الإنسان، بل أصبح الجميع شريك مع أردوغان في تنفيذ المخطط الإرهابي وهو تهجير السكان الأصليين وتغيير هوية المدن والبلدان على حساب دماء الشعوب.

نعم، إن ‏أحد المخططات التي يسعى له نظام أردوغان المافيوي هو المحاولة قدر الإمكان سحب التركمان إلى الصف التركي وسلخهم عن الانتماء الحقيقي للوطن وتحويلهم إلى ذراع التخريب والتدمير وجعلهم أدوات تنفيذ السياسات التركية في المنطقة من احتلال الأراضي والتغيير الديمغرافي وإنعاش التنظيم الإرهابي داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى