مقالات

القابع بأكوام النار

مصطفى عبدو

في كل مرة يُغَيِّرُ فيه «اردوغان» السلطان العثماني المُصاب بـ فوبيا الكرد؛ مواقفهُ وما تحت لسانه من تصريحات, الرجل يُغَيِّرُ مواقفهُ حسب مصالحهِ الشخصية، ومصالحِ بلاده، ولا يشعر بأيِّ حرجٍ من جراء ذلك, وكلما حاول انتشال نفسه من أزمة يجد نفسهُ في أخرى، فأصبح بمثابة من يقبعُ بأكوام من النار، أينما ولى وجهه ارتطمَ بحريقٍ سياسي اسمه الكُرد،  و”الفوبيا ” كما هو معروف لدى الجميع بأنه مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها، أو مجرد التفكير فيها, هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعلُ الشخصَ المُصابَ عادةً يعيشُ في ضيقٍ وضجرٍ لمعرفة هذا النقص. ويكون المريض غالباً مُدْرِكَاً تماماً بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه. أردوغان يقدم دليلاً إضافياً على ما ينتابه من قلق حالياً، في ظلّ المتغيّرات الدولية، وضربات قوات سوريا الديمقراطية الموجعة الذي شلّت فيه قبضة أردوغان وداعميه على الأرض السورية، وإن كان الرجل يقاوم رياح  الديمقراطية، ويسبح على عكس تيارها فعاجلاً أو آجلاً ستتجه إليه في مسير لا يعرف الرحمة. وجميع الدلائل تشير إلى ذلك اليوم، ونملك من الأدلة ما يكفي لتثبت الأعمال الإرهابية التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية وأدواتها في حق السوريين.

فكيف لا ينتابه القلق؛ وهو الذي كان بالأمس يموّل الإرهاب ويدعمه، ويدرّبه، ويمرِّرُ عناصره ومرتزقته عبر أراضيه إلى مناطقنا، ويسانده في كل خطوة، ويستقبله ويستقطبه على أراضيه، ويوفّر له الدعم والحماية؟

 مع كل محاولاته المفضوحة والمكشوفة للتنصل، إلا أنه  قد ثبت وتوضح بشكل لا يقبل الشك تورّطه مع الإرهاب.

فهل الأعمال الاجرامية التي قامت بها تركيا تجاه سوريا الوطن والشعب السوري سيمر مرور الكِرام؟ ألا يتداول الحديث بأن طباخ السم لابد وأن يتذوقه.

حديث فرضه أبطالنا في قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة في الميدان السوري، الذين وضعوا أصحاب المشاريع  القوموية في خانة «التهميش والاقصاء»، خاصة بعد الصمودِ المُذْهِلِ الذي أبدته قواتنا، والحنكة السياسية التي تدير بها مجلس سوريا الديمقراطية سواء سياسياً في المنطقة برمتها، أو عسكرياً على معاقل الإرهاب.

إنهم يسيرون ورياح الديمقراطية, والأيام القادمة كفيلة بذلك، والانتصارات المتلاحقة تؤكد على تقلص المسافة التي تفصلنا عنها، وستبدأ الأيادي التي امتدت بالدعم والتسليح والتمويل للإرهاب بالتراجع والقطع كرهاً وليس طواعية.. على الرغم من كل ما يُقال عن محاولات تركيا العسكرية (البائسة) في  اجتياح عفرين.

بالمحصلة يمكننا القول أن الإرهاب المحصور بين سندان قوات سوريا الديمقراطية، ومطرقة إرادة الشعوب والمكونات السورية المختلفة وفكر الأمة الديمقراطية المُنتشِرِ والذي استقطب جماهير واسعة, سيلدغ داعمه، سواء طال الزمن أم قَصُر.. تؤكدها الوقائع المتواجدة على الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى