تقارير

الشهيد أحمد العفين عنوان التضحية والفداء

للأمم مقاييس واضحة في إظهار مدى تعلقها بالحرية وإصرارها على الحياة بشكل حرّ وكريم، وتأتي على رأس تلك المقاييس مقدار التضحيات التي قدمتها لانتزاع ضمان حريتها، أو بعبارة أخرى عدد الذين ضحّوا بدمائهم في ساحات الوغى لتوفير الحرية والأمان للباقين.

والشهادة في هذا الإطار تعني الموت في سبيل الأهداف السامية. الشهادة تزداد قدسية وسمواً بازدياد مستوى الوعي الاجتماعي والانساني لدى الشعوب، فكلما أدركت المجموعات البشرية أن الحياة لا تملك أي قيمة إلا إذا اقترنت بالحرية والمساواة ازدادت حباً واحتراماً لأولئك الذين دفعوا ضريبة الدم في سبيلها. فالشهداء هم بالنسبة لنا الماضي القريب ومصدر قدرتنا على الحياة في الحاضر وقوة الدفع الأساسية التي توجهنا دون خوف نحو المستقبل الزاهي، ومن بين هؤلاء الشهداء الشهيد البطل أحمد عيدان العفين

ولد المناضل البطل أحمد عيدان العفين، والدته خديجة موسى في مدينة قامشلو عام 1991 لعائلة من المكون العربي، مؤلفة من أب وأم وتسعة أطفال سبع بنات وولدان تعود، بأصولها إلى بلدة تل حميس الواقعة جنوب قامشلو. كبر أحمد وترعرع في شوارع أحياء الكورنيش بمدينة قامشلو يلهو ويلعب ويمرح مع أصدقائه من الكرد والعرب حتى بلغ السادسة من عمره فحمل حقيبته وتوجه إلى المدرسة، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الحمدانية الواقعة في حيه. تميز المناضل أحمد بتفوقه في الدراسة فكان منذ الصغر مولعاً بالقراءة يتوجه إلى مدرسته بجد ونشاط ويهتم بالدراسة كثيراً وإلى جانب ذلك تميز أحمد بحركته الدائمة ونشاطه في داخل وخارج المدرسة. وبعد أن أنهى المناضل أحمد المرحلة الابتدائية انتقل إلى المرحلة الإعدادية في نفس المدرسة وكذلك المرحلة الثانوية. وبعد إنهائه للمرحلة الثانوية انتقل للدراسة في معهد النفط ببلدة رميلان، وبعد عامين تخرج منها وعمل في حقول الرميلان النفطية. وبعد أن صادق المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة على القانون رقم 14 وهو قانون أداء واجب الدفاع الذاتي بتاريخ 13 تموز عام 2014 بدأت أول دورة لقوات الدفاع الذاتي بتاريخ 11 تشرين الأول من العام ذاته، ومن ثم تتالت الدوراتُ. والشهيد أحمد والذي يعمل في حقول النفط أدرك أهمية واجب الدفاع الذاتي في الدفاع عن أرضه وشعبه، لذلك قرّر الالتحاق بصفوف هذه القوات، وبعد أن أنهى أحمد الأوراق المطلوبة التحق بقوات الدفاع الذاتي في الـ 21 آب من عام 2015 وخضع لدورة تدريبية في معسكر تل عدس بمنطقة كركي لكي حيث تميز بنشاطه وانضباطه وحبه لأخوة الشعوب والتعايش المشترك، وبعد أن أنهى المناضل أحمد الدورة التدريبية تولى مهمة الدفاع عن تراب روج أفا في العديد من المناطق.

محطته الأولى كانت في منطقة جزعة حيث أمضى فيها مدة ثلاثة أشهر، وبعدها انتقل إلى منطقة الهول بعد تحريرها من مرتزقة داعش، وتولى مهمة حماية المنطقة لمدة شهرين، ومن ثم انتقل إلى مدينة سري كانيه، وكانت وجهته الأخيرة في بلدة حمام التركمان في منطقة كري سبي(تل ابيض). وفي 27 شباط من عام 2016 فتحت تركيا حدودها لمرتزقة داعش وأدخلت عشرات الإرهابين والمرتزقة إلى مدينة كري سبي وبلدة حمام التركمان، وهاجمت المرتزقة الأهالي وارتكبت المجازر بحقهم. وأمام هذا الوضع لم يقف المناضل البطل أحمد مكتوف الأيدي مع رفاقه في قوات الدفاع الذاتي، ودافعوا عن الأهالي ببسالة. ولكنه أثناء دفاعه عن ابناء حمام التركمان ارتقى إلى مرتبة الشهادة بعد أن سطر أروع ملاحم البطولة ولعب مع رفاقه دورا كبيراً في إفشال هجمات مرتزقة داعش على كري سبي وحمام التركمان.

 عيدان العفين والد الشهيد أحمد تحدث عن استشهاده قائلاً: أحمد أدى واجبه تجاه وطنه وبذل حياته رخيصة في سبيل الحرية، وعاهد عيدان العفين ابنه الشهيد وكافة شهداء الحرية بالسير على دربهم وقال بأن النصر حليف شعوب المنطقة، فالشهيد هو لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء حينما يثبت في مواجهة الموت ويعلو فوق الانعكاسات الشرطية وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل الذي ترفع له التحية العسكرية وتسجد له الملائكة في السماء.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: أحمد العفين

الاسم الحقيقي: أحمد عيدان العفين

اسم الأم: خديجة موسى

اسم الأب: عيدان العفين

محل وتاريخ الولادة:1991 قامشلو

محل وتاريخ الانضمام: 21/8/2015 كركي لكي

محل وتاريخ الاستشهاد: 2016 حمام التركمان

زر الذهاب إلى الأعلى