مقالات

الحقيقة واضحة… فلماذا المجاملة؟!

xalid omerخالد عمر – إن فترة أربع سنوات كاملة وها نحن نعيش السنة الخامسة كافية لكي يميز الشعب الكردي في غربي كردستان بين الصواب والخطأ بكل ما تتضمنهما كلمتا أو مصطلحا “الصواب والخطأ” من حقائق ومعاني ودلالات, سواءاً كان هذا الصواب مقصوداً به الصدق والحق والوطنية والتضحية والفداء والكبرياء والعزة والحماية والنصر وخدمة القضية وخطو خطوات عملية في طريق حل هذه القضية وغيرها من معاني ودلالات الخير والحقيقة والجمال, وسواءاً كان ذلك الخطأ مقصوداً به الكذب والباطل والخيانة والعمالة للأعداء والأنانية والخنوع والذل والاستسلامية والانهزامية وطمس القضية وتجميدها في أدراج المكاتب والمتاجرة بها, وغيرها من معاني ودلالات الشر والافتراء والبشاعة.

لقد بات واضحاً وجلياً أن هناك خطين عريضين في ساحة غربي كردستان, خط الوطنية الحقيقية وخط الوطنية المزيفة (العمالة والخيانة) والذي إن أسميناه بتسمية أخرى غير خط العمالة والخيانة فإننا نكون بذلك نناقض المنطق ونناقض الحق والحقيقة, بل وحينها لن نكون أقل بشاعة منهم, بعد ما يقارب الخمسة سنوات من الحرب الدفاعية ضد أعتى الأعداء وأقوى حركة إرهابية تعرفها البشرية بالتوازي مع تنظيم المجتمع وبناء مؤسساته وأهمها بناء القوتين العسكرية والأمنية وبالتوازي أيضاً مع بناء وتفعيل المؤسسة الدبلوماسية الكردية والتي تتحرك وبدون كلل وملل في شتى دول العالم لتوصل صوت الكرد وتضع ملف قضيتهم على كافة الطاولات التي تتناول الوضع السوري وبالتوازي أيضاً مع تأمين الحدود ورسمها بالدم وبناء التحالفات العسكرية مع المحورين العالميين, لا يعقل بعد كل ذلك أن تتم مقابلة كل ذلك بروح الإنكار والمعاداة والاصطفاف مع الأعداء من قبل من صدعوا رؤوس الناس بالشعارات الطنانة الرنانة التي تتباكى على الشعب والقضية, بل وفوق ذلك يدعون أموراً مضحكة بأنهم هم حملة المشروع القومي الكردي والذين سيحققون حلم الشعب الكردي في غربي كردستان, مستغبين في خطابهم ذلك الشعب, أي مشروع وأي حلم ؟!

لايمكن التغاضي عن أدوار المحاور الكردستانية أو الإدعاء بعدميتها أو انعدام تأثيرها في أحسن الأحوال, بل إنه لا يمكن التصور إلا بأن المشهد في روج آفا والأطراف الموجودة فيه لا يتعدى كونه وكونها امتداداً للمحاور الكردستانية كآيدلوجيات موجودة على جغرافيا كردستان التي يشكل غربي كردستان أحد أجزائها الأربعة, بل أن التوصيف الأقرب للحقيقة والواقع الموجود هو أن كل محور كردستاني هو بمثابة المنبع للطرف على ساحة روج آفا, بل نستطيع أن نصف أن كل محور كردستاني و كل طرف مرتبط به على ساحة روج آفا بأن كل واحد منهما مرآة للآخر, ببساطة تستطيع أن تفهم وتتعرف على حقيقة كل منبع (محور) من خلال ممارسات ومواقف الطرف, والعكس صحيح, وبالتالي فلا نجد أية صعوبة في التمييز بين الوطنية والخيانة, فقط الأمر يحتاج إلى الشجاعة والصدق وعدم المجاملة.

في خضم الثورة المعاشة في روج آفا يبرز “التهرب الناعم” من الواجبات التي تلقي بنفسها على كاهل الأطراف التي تعرف نفسها كممثل لنسبة أو جزء من الشعب بوصفها أحزاباً وتيارات سياسية تعيش الثورة, اتخذت من الوسطية أو التوسط منهجاً بحسب اصطفافها و التفافها في حلف أو تحالف ثالث, تمييزاً لها عن الطرفين الآخرين الموجودين, ليس الاصطفاف الثالث هذا بمستوى متطلبات الثورة وتطلعات الشعب على الأقل ليس بمستوى مايتطلبه تحقيق أهدافهم كأحزاب, ولا يعتقد أحد أو طرف بأنه سينجو من محاكمة التاريخ وعليه فإن الوقت الراهن والأحداث الجارية والمستوى الذي وصلت إليه القضية الكردية والشعب الكردي بما حققه من منجزات يتطلب من الجميع الالتفاف حول الخط الثوري الحقيقي وإلا فإن التاريخ والشعب لن يرحما أحداً.

 فأية غفلة أو تغافل عن الحقيقة لازال يعيشها ويعيشه البعض؟

زر الذهاب إلى الأعلى