مقالات

التعاون في أعلى درجات الخيانة!!

محمد أمين

استهلال

مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، أو كما يقول أردوغان وحكومته “إقليم شمال العراق”، زار أنقرة قبل يومين من العملية التركية الإرهابية، وأجرى محادثات مع الرئيس التركي وبعدها، قال بارزاني: إنه يرحب بالتعاون في المجال الأمني، وقد رأى بعض الخبراء في هذا البيان موافقة قيادة إقليم كردستان العراق على عمليات القوات التركية.

أردوغان يقول: إن العملية العسكرية تجري بالتعاون مع العراق، وفي المقابل نفت بغداد مساء الأربعاء 20 / 4/ نيسان/ صحة ما ورد على لسان الرئيس التركي أردوغان من أن العراق يدعم العملية العسكرية التركية في شماله ضد حزب العمال الكردستاني، واستنكرت وزارة الخارجية العراقية ما وصفته بـ “الادعاء المحض”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن أحمد الصحاف المتحدث باسم الخارجية قوله: إنّ ما يعلن عنه الجانب التركي مراراً بأن هنالك تنسيقاً واتفاقاً مع الحكومة العراقية بهذا الشأن لا صحة له وهو ادعاء محض.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية يوم الثلاثاء  19 / نيسان/   في بيان لها، أنها سلّمت السفير التركي علي رضا كوناي “مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة” داعية تركيا إلى “الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية والخروقات المرفوضة”.

وأشارت إلى أن الحكومة العراقيّة تجدد مطالبتها بانسحاب كامل القوات التركية من الأراضي العراقية بنحو يعكس احتراماً ملزماً للسيادة الوطنية،

وتابعت: إن العراق يمتلك الحقّ القانوني لاتخاذ الإجراءات الضروريّة والمناسبة وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المُتحدة وقواعد القانون الدوليّ إزاء الأعمال العدائيّة والأُحادية الجانب كهذه.

وهنا ندرك معنى الكلمة “لخيانة قيادات في حزب الديمقراطي الكردستاني الذين تحولوا إلى مجرد أدوات رخيصة الجودة فقط لتنفيذ أجندات الاحتلال التركي”.

بغداد تنفى التعاون مع المحتل التركي وهولير تتعاون وتشارك في الهجمات على مناطق الدفاع المشروع في جبال كردستان الحرة.

إن حرب الإبادة والإنكار التي بدأتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من أجل القضاء على مكتسبات الشعب الكردي ووجوده والعمل على طمس إرادة المقاومة والحرية لديه مع هجمات 14 نيسان 2022 على مناطق “زاب، متينا” هي مرحلة جديدة وفقاً لتصريحات التركي.

 ولولا خط الخيانة في إقليم كردستان “الذي يؤكد على مدى التعاون والشراكة بين (AKP و PDK) و غض الطرف من القوى الدولية، لما تمكنت الدولة التركية الفاشية من شن هجماتها واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أبناء الشعب الكردي في جبال كردستان.

في الحقيقة هنا الدور الأول والأكبر يقع على شرفاء الوطن؛ بل على الجميع وخاصة الفنانين والكتاب والمفكرين والصحفيين تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه دماء الشهداء، وشرح وفهم معنى هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وأدواتها وخطر الاعتداءات على الشعب.

 نعم، المثقفون الكرد يعني “وعي وضمير ولغة المجتمع”، فالدولة التركية تهاجم قوات حماية الشعب في مناطق الدفاع المشروع وجميع المناطق من أجل القضاء على الكرد وطمس هويتهم؛ لذلك يتطلب إظهار موقف أخلاقي وطني ضد الاحتلال، بل أكثر من ذلك عليهم أن يأخذوا زمام المبادرة في قيادة الاحتجاجات الشعبية في أي مكان كان، وأن يكونوا صدى المقاومة والنضال والكرامة والشرف، للتصدي للاحتلال التركي والمتعاونين مع العدو ورفع الغطاء عنهم وإظهار وجههم القذر والعدواني، وفضح محاولات تعزيز سلطتهم على حساب دماء الشعب الكردي وكرامته.

زر الذهاب إلى الأعلى