مقالات

الائتلاف السوري الإخواني وتوابعه نموذجٌ للانحطاط السياسي والأخلاقي

كثيرة هي معالم الانحطاط الأخلاقي والشذوذ الفكري وخاصة عندما تصبح جماعات أو تكتلات حزبية منفصلة عن واقعها ومعاناة شعبها و ويصبح الارتزاق السبيل الوحيد لنيل الرضى والثناء وتصبح العمالة قيمة أخلاقية وسِمَةٌ للاستقامة عند مشغليهم ومروضيهم وتمسي الخيانة وجهة نظر وسلوكاً وممارسة تتحول إلى صفة متجذرة في قاموسهم الفكري والأيديولوجي، وهم مدركون تماماً أنهم في الدرك الأسفل من الانحطاط الاخلاقي والفكري، فعندما تكون هذه الجماعة أو ذاك التكتل الحزبي القزم أمثال جماعة الائتلاف السوري وتابعه المخلص في العمالة الأنكسي ENKS منحطين داخلياً في القِيَم والأخلاق والمبادئ؛ فمن المؤكد بأن هذا الجسم الخليع مناسب ومؤهل لأن يكون منحط فكرياُ ومستقبلياً، وسيكون نجماً لامعاً بين أقرانه من المنحطين فكرياً.

نعم فعندما تَفْقِدُ جماعةٌ ما قِيَمُها ومبادئها الأخلاقية ستكونُ عرضة للتأثر بالمحيط المنحط الذي يحيط بها وترعرع فيه، وهذا ما حدث تماماً مع الائتلاف الأخواني الاسطنبولي الذي انسلخ من بيئة بعثية منحطة واندمج مع بيئة عثمانية أكثر انحطاطًاً وخلاعة وكذلك الأمر بالنسبة لمجلس الأنكسي الذي لايزال يتشظى فكرياً وأيديولوجياً حتى بات أحزابه المتناثرة تُعرف باسم شخوصها وزعاماتها المنتفعة والمستثمرة من كثرة انشقاقاتهم العامودية والأفقية، والمفارقة أن جميعها تدَّعي تبنيها النهج القومي والوطني وهم في أحضان ألد أعداء بَنِيْ جلدتهم وقومهم !!.

ما الذي يجعل من هؤلاء رموزاُ من رموز الانحطاط الفكري والأخلاقي في وقت بات فيه الوطن السوري ساحة مستباحة أمام ناظريهم وبكامل رضاهم وموافقتهم ربما يكون الجواب هو أنهم لم يستطيعوا البزوغ في عالم الفكر والقيم والأخلاق والمبادئ الهادفة والصحيحة والسامية .. وحباُ للتألق والتميز والارتزاق والمصلحة لجأوا إلى العالم الآخر وهو ما عكس واقعهم وتكوينهم الفكري والقيمي المُزرِي والمُنَفِّر حتى من مشغليهم ومموليهم.

من المسلم به أن الانحطاط الأخلاقي والانحطاط السياسي متلازمان وقد يكون الانحطاط السياسي ممهداً الطريق أمام الانحطاط الأخلاقي فعندما يتهم الائتلاف الاخواني الاسطنبولي وتابعه مجلس انكسي (الكردي) في بيانين منفردين وبتوقيت واحد حزب الاتحاد الديمقراطيpyd  بأنه يقف وراء حرائق المحاصيل وهم يعلمون جيداً أن من يحارب نيران الحقد والطائفية والعنصرية هم قِوى ومكونات الإدارة الذاتية بريادة حزب الاتحاد الديمقراطي ولا يخفى على أحد بأن ربيبتهم داعش الإرهابية قد تبنى علانية مسؤوليتهم عن حرق محاصيل الفلاحين والمزارعين في كل من شمال وشرق سوريا وصولاً للعراق والأمر الذي يدعو للسخرية أن مجاميعهم الإرهابية من النصرة وأحرار الشام والعشرات من المجاميع الارهابية المماثلة يحرقون يومياً الآلاف من أشجار الزيتون وآلاف الهكتارات من المزروعات  في عفرين في محاولة للتغيير الديموغرافي والجغرافي عدا عن حالات السلب والنهب والخطف اليومية والتهجير القسري للسكان الاصلين وتوطين الآلاف من عائلات الإرهابيين والمرتزقة الذين جُلبوا بصفقات الباصات الخضراء من الغوطة وإدلب وحلب وغيرها من المدن التي سُلمت للنظام وذلك في أعظم انحطاط سياسي وأخلاقي عرفته الشعوب في تاريخ (الثورات المعاصرة).

وبالعودة إلى روج آفا وشمال وشرق سوريا وبنظرة ومراجعة بسيطة لتاريخ اندلاع الحرائق في المحاصيل الزراعية نجد أن جميع  قوى الإدارة الذاتية المدنية والعسكرية ومؤسسات وقوى أمنية نجدها لاتزال حتى هذه اللحظة في استنفار كامل وقدمت أكثر من عشرة شهداء من قواها العسكرية والمدنية لإطفاء نيران الحقد والعنصرية والإرهاب المفتعلة سواء من مجاميع أردوغان الإرهابية كداعش والنصرة ومثيلاتها وقناعهم السياسي الائتلاف الاخواني وتابعهم مجلس الأنكسي وكذلك جماعات النظام البعثي الأسدي وتوابعهم ومن المفارقة أن هذه الجهات الإرهابية والعنصرية متوافقة ومتوائمة تماماً في توجيه التهمة لقوى الإدارة الذاتية في روج آفا وشمال سوريا تماما مثل توافقهم في صفقات سوتشي والاستانا التي جعلت من الشعب السوري رهينة الصفقات الدنيئة والمنحطة سياسياً وأخلاقياً بين كل من الروس ونظام الملالي في طهران وخليفة الإرهاب أردوغان أو ما يروج على أنهم (الثلاثي الضامن ) وهم أبعد ما يكونون ضامنين للسلام بين الشعوب فهؤلاء هم المستفيدون الوحيدون لحرق المحاصيل، وحالة الدمار والقتل واستنزاف قدرات ومقدرات الشعب السوري الاقتصادية والاجتماعية

فلنتمعن قليلاً لما جرَّهُ هؤلاء المنحطين أخلاقياً على الشعب السوري بكل مكوناته الدينية والقومية، انظروا لما فعله الدواعش والنصرة ومجاميع درع الفرات (درع نسف حضارة الفرات )وحزب الله والميليشيات الايرانية على سوريا بكل مكوناتها.

فمن يقتل في سبيل كرسي السلطة الزائف ليس أهلاً للسياسة وبالتالي هو منحط أخلاقياً وقادر على تعميم انحطاطه، ومن يقتل وسلاحه العنصرية والطائفية ليس أهلاً للسياسة؛ بل هو منحطٌ أخلاقياَ وسياسياً في آن واحد، ومن يصرخ لبيك يا…. ويقتل ويسبي ويخطف هو منحط أخلاقياً وليس أهلاً للسياسة، ومن يعلن نفسه خليفة ويدمر البلاد والعباد هو منحطٌ أخلاقياً وليس أهلاً للسياسة ومن يرفع شعار الموت للملحدين والمرتدين والموت للكرد والدروز والأيزيديين والمسيحيين ويجند الإرهابيين والمرتزقة لقتلهم هو منحط أخلاقياً، ومن يصرخ باسم (الله أكبر) والوطنية ويحرق محاصيل وأرزاق الناس فهو ليس بسياسي بل في الدرك الأسفل من الانحطاط الأخلاقي والسياسي.

ومن يحكم بقتل الناس في سوريا والعراق بقايا الهمجية في التاريخ، ومن يحكم ويرجم ويصلب هم بقايا الهمجية في التاريخ، من يطرد الكرد من عفرين وشنكال والمسيحيين من حمص والموصل أو يطلب منهم الجزية أو يحمله على الإسلام (أسلم تسلم ) فهو منحط أخلاقياً وفكرياً وسياسياً

فالسياسة هي ممارسة الأخلاق كما يقول القائد أوجلان وهي مبنية على القيم المجتمعية للشعوب  لترسيخ بناء الانسان الحر الواعي لقضايا وطنه والعيش بكرامة دون إزلال وقهر، والتي وجدت سبيلها في التجربة الديمقراطية والمدنية في روج آفا وشمال شرق سوريا التي طرحت منذ بداية الأزمة والمقتلة السورية الخط والنهج الثالث بتبني مكوناتها للعقد الاجتماعي لمشروع الامة الديمقراطية المبني على أخوة الشعوب والعيش المشترك والتنوع والغنى الثقافي واللامركزية السياسية في إدارة شؤون البلاد والعباد عبر عشرات المؤسسات المدنية بدءاً من آلاف الكومينات وصولاً للمجالس عبر تقسيماتها الفيدرالية الإدارية والتنظيمية من مقاطعات وأقاليم وغيرها العشرات من منظمات المجتمع المدني، وبالعكس تماماً وفي الاتجاه النقيض نجد كل من النظام ومجاميع الائتلاف وتوابعه قد رسخوا الطائفية والعنصرية وإقامة الإمارات الإرهابية السلفية الاخوانية كما في إدلب حالياً والرقةَ سابقاً قبل تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك رهنت سماءها وماءها للاستثمارات المفتوحة كما يحدث في مينائي اللاذقية وطرطوس وأصبحت عاصمتها دمشق مرتعاً للحسينيات والعصابات اللقيطة والدخيلة وذلك في أفظع صور الانحطاط الأخلاقي والسياسي التي عرفتها سوريا شعباً وأرضاً وذلك على يد مجاميع الائتلاف وميليشيات النظام البعثي.

زر الذهاب إلى الأعلى