مقالات

الإرهاب التركي المنظم المستمر

مصطفى حمو

في قراءة الواقع السوري؛ نجد ومنذ بداية الأزمة في سوريا عام ٢٠١١ وقيام مظاهرات سلمية تدعو النظام إلى تعديل سلوكه تجاه الشعب وإجراء إصلاحات دستورية قبل أن تتدخل القوى العالمية والإقليمية في الأحداث لتنفيذ أجنداتها الخاصة، هنا لن نتدخل كثيراً في تفاصيل تلك المصالح، فقط سنتطرق إلى السلوك والتدخل التركي في سوريا.

في البداية كان التدخل التركي عبر بعض ضِعاف النفوس من خلال إغرائهم بالمال والمناصب وتجنيدهم، وقدمت لهم الدعم الكامل اللوجستي والمادي عن طريق فتح الحدود والمطارات، وهذا الأمر لم يكن خافياً على أحد وأدى لتحول حقيقي في مسار الثورة الشعبية إلى غزو عصابات مسلحة و مرتزقة خدمة لأجندات تركيا التي دمرت الشعب السوري ودمرت البنية التحتية وسرقت ممتلكات المدنيين العامة ونقلها إلى أراضي الاحتلال التركي. لقد كانت مدينة “الشيخ نجار” من أهم المدن الصناعية في الشرق الأوسط خير مثال على ذلك.

بعد الانتهاء من السرقة ونهب الممتلكات، بدأ الاحتلال التركي بعقد الصفقات مع الروس والإيرانيين من خلال اجتماعات أستانا وستوشي واحد واثنين …إلخ، وحاول أردوغان الاستفادة من أوضاع السوريين المهجرين نتيجة ويلات الحرب الشرسة بين النظام السوري والجماعات الإرهابية المحسوبة على تركيا وقطر، وعمل على استفزاز أوروبا من خلال التلويح بورقة اللاجئين وفتح الحدود أمامهم حتى غضت أوروبا الطرف عن سرقته لأموال التبرعات الأوروبية المقدمة للشعب السوري هناك.

كلنا نعلم أن هدف حزب العدالة والتنمية التركي AKP هو الوصول إلى مبتغاه في تطبيق الميثاق الملي، من كركوك إلى ولاية حلب التي تتضمن أجزاء من حماة وحمص والساحل السوري ومحافظة إدلب بالكامل مع حلب.

مع إدراك الشعب في شمال وشرق سوريا وتنظيم نفسه استطاع الوقوف أمام هذه المخططات التركية الخطيرة التوسعية عبر المقاومة الشعبية.

 سارع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى التدخل عسكرياً تحت ذريعة حماية الأمن القومي من خلال حملات عسكرية “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام” بضوء أخضر من الدول المهيمنة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

لقد شردت تركيا الملايين من الشعب السوري، ودمرت ما تبقى من ممتلكات الناس، وقامت بالاحتلال المباشر وفرض التغيير الديمغرافي، وباشرت بالسلب والنهب والاعتقالات العشوائية وفرضت اللغة والعملة التركيّة في مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين.

اليوم وبعد انكشاف الوجه الحقيقي لإرهاب الدولة التركية، يحاول النظام التركي تصدير أزمته الداخلية من خلال الاستهداف اليومي لشمال وشرق سوريا، من تل رفعت إلى ديريك، إما عبر القصف أو الطائرات المسيّرة أو من خلال أساليب الحرب الخاصة وإعادة انتشار خلاياه داخل تلك المناطق وآخرها في “تل تمر وقامشلو وكوباني”.

نحن الشعوب الموجودة في سوريا بغض النظر عن ديننا ومعتقدنا وقوميتنا؛ يجب أن نقف يداً بيد ونتكاتف لكي نحمي مكتسباتنا ورموزنا ونقف وقفة واحدة في وجه كافة المخططات التي تدفع شعبنا إلى الهلاك، وأن نلتف حول مشروع الأمة الديمقراطية التي هي المنفذ الوحيد لخلاص الشعوب من أنظمة القهر والاستبداد وعلى رأسها الاحتلا ل التركي ومرتزقته.

زر الذهاب إلى الأعلى