مقالات

أين المعقولية في لقاء (نور سلطان)؟

منذ الإعلان عن لقاء (نور سلطان) اتضح أن هذا اللقاء تلفه حالة من الغموض غير الطبيعي، كما اتضح أيضاً أن اللقاء كرس الاحتلال وضَمِنَ أمنه وسلامته ومصالحه، بالمقابل عجز عن رؤية أمن وسلامة ومصالح السوريين أنفسهم…!

ومن جهة أخرى تؤكد تطورات الأحداث أن تركيا تسعى من خلال هذا اللقاء إلى ديمومة احتلالها من خلال إبقاء مرتزقتها داخل نطاق الأراضي السورية المحتلة من قبلها بحجج واهية، والدليل على ذلك عدم التزامها باتفاقياتها السابقة مع كل من أمريكا وروسيا بوقف الأعمال القتالية وإنهاء الاحتلال ولجم مرتزقتها.

فأين هي المعقولية في هذه اللقاءات؟

يُلاحظ الآن إن النظام السوري يزداد ضعفاً أمام الأطماع التركية وأصبحت تركيا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، والاتفاقات السارية المفعول على الأرض هي بين روسيا وتركيا وما تُسمى المعارضة أو النظام أصبحوا فقط يبررون الاتفاقات بين الطرفين وهم مسلوبو الإرادة بهذا الشأن.

لقاء (نور سلطان) الذي انعقد بمن حضر، رغم إنه منح لبعض الأطراف ما لا يستحقه، ورغم أنه قطع خيوط التعايش من ثوب الوحدة الوطنية ومزَّق الجسد السوري، إلا انه كشف للجميع الحقيقة أكثر، بأنهم هم من يضعون العراقيل أمام تسويات سياسية مع الشعوب والمكونات، وعلى الرغم من وجود جنوح واضح وتراجع فاضح وسكوت على مشاريع مميتة هدفها تفكيك الحقوق المشروعة للشعوب والمكونات وجعل أرض سوريا منطقة الاستقطاب لمشاريع خطيرة وعلى الرغم من كل الحالات؛ فسوريا بشعوبها ومكوناتها لا يمكنها القبول حتى بمجرد طرح مثل هذه الأفكار.

الشيء الهام والجوهري أن لقاء (نور سلطان) وغيره من اللقاءات لا تعطي شيئاً للسوريين بل تفرض عليهم المزيد من القيود. لقد نبَّه حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مخاطر هذه اللقاءات والاتفاقات المنفردة مراراً، ويتفق الآن جميع الأطراف ذات الصلة على أن وصفنا لمثل هذه اللقاءات والاتفاقيات كان موضوعياً ودقيقاً خاصة في ضوء العراقيل والعقبات التي ظهرت وتظهر.

من جانبها تحرص الدولة التركية دوماً على طرح حلول منفردة لأنها تستطيع من خلال هذه الحلول أن تفرض آراءها وتكرس مصالحها على مختلف الصعد وقد نجحت إلى حد ما في اقتناص بعض الأطراف.

إذاً، فالمطلوب هو إيجاد حل يحفظ صيغة التعايش ويحقق النظام الديمقراطي ويمنع عن الوطن أسباب الانهيار والتفكك بدلاً من استنباط حلول تكرس الأمر الواقع.

وما نود الإشارة إليه في النهاية أن موقفنا لم ولن يتغير من الأزمة السورية ومن طريقة الحل وهذا ما عبرنا عنه مراراً، نحن لن نغير موقفنا فهي أزمة كل السوريين، ونؤكد على الحل الديمقراطي وتحقيق الإرادة الحرة للشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى