مقالات

المرأة وإحياء السلام

روهات ملا خليل

مع وصول المرأة إلى المناصب القيادية ومشاركتها في مجالات السلطة الثلاث: التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، ودعمها لجهود السلام في العديد من المجتمعات بأغلب الدول؛ نرى استمرار معايشتها مع الصعوبات والعقبات التي يصعب تخطيها في محيط العمل العام. فمازالت المرأة مستبعدة عن ممارسة الكثير من حقوقها المدنية والإدارية للوصول إلى دورها في صنع القرارات والمفاوضات.

إذ أن هذه العوامل متصلة بالمجتمع والثقافة السائدة فيه اتصالاً وثيقاً خصوصاً بعدما أفرزته الخطابات الدينية المتطرفة والسلبية بحق المرأة لعدم تقبلها ككائن مبدع ومنتج في الحقل العام لها مما انعكست على خلق عقبات خطيرة أمام المرأة في لعب دورها بعملية السلام المرتكزة عليها المصالح العامة؛ مما اقتضى الحاجة المُلحة للمرأة إلى التغيير في العديد من المفاهيم للمشاركة في لعب دورها البارز في بناء السلام والأمن وبالأخص في البلدان الأكثر تضرراً من الصراعات والأزمات والحروب إلى يومنا الراهن.

وبموازاة تطور دور المرأة في بناء السلام الدائم؛ يُتطلب جهود كبيرة لتطوير الوعي  في مواجهة العنف القائم في الوسط الاجتماعي إلى جانب الحاجة المُلحة لفرض الخطابات السلمية حول الحلول التي تُفضي إلى معالجة العنف القائم سواءً كان اجتماعياً أو سياسياً أو حقوقياً وحماية هذه الحقوق أثناء الصراعات والنزاعات، و في هذا الإطار والخصوص قام البروفيسور فاليري هودسون بتقديمِ تحليلٍ يقول فيه “إن أمن المرأة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن الشعوب التي تعيش فيها، ويرتبط الأمن بقدرة النساء على الحفاظ على السلام من خلال الأدوار القيادية، وبناء السلام من خلال التواجد بشكل كامل على الطاولة.

وتعد المساواة بين الجنسين مؤشراً أقوى على سلمية الدولة من المؤشرات الأخرى مثل الناتج المحلي الإجمالي”.

لذا نرى أنه من الضروري للمرأة الانخراط في جهود بناء السلام والقيام بتفعيل الدعم السياسي والتشارك في منظمات حقوق المرأة والمجتمع المدني.

زر الذهاب إلى الأعلى