مقالات

الفرصة الروسية الأخيرة …!

محمد أمين

تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في فترة الماضية و تقارير صحف عربية وعالمية تؤكد على انهيار نظام دمشق، حديث لافروف ” أن النزاع في سوريا في وضع مجمد وأن استمراره على هذا النحو يهدد بانهيار الدولة السورية ” ما لذي يقصده الوزير الروسي هل هذه تصريحات بمثابة الرسالة الأخير إلى الاتحاد الأوربي خاصة و المجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان  ..؟

مفادها ، أن الوضع السوري القادم ستشهد مزيد من حالات نزوح بأعداد كبيرة و ستشهد سوريا حرب أهلية أكثر وحشية عن قبل ، قد تكون الغاية الحقيقية من تصريحات لافروف، فك الحصار و الضغط على إدارة الرئيس جون بايدن إنهاء ” قانون قصير ” والعمل على إعادة إعمار بإشراف الروسي.

روسيا اليوم في موقف محرج وصعب للغاية ، ما فعلت روسية خلال سنوات الماضية من عمر الأزمة السورية و إفساح المجال أمام الاحتلال التركي ومرتزقته، كان أحد أهم أسباب الحرب في سوريا ، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة في احتلال الأراضي السورية من “عفرين و اعزاز والباب وصولا إلى إدلب و تل أبيض و سر كانية”

الوضع الحالي و تطورات التي تشهد الساحة السورية وخاصة الاقتصادية والاجتماعية تؤكد على انهيار نظام دمشق البعثي  وهي تعيش الأنفاس الأخيرة ، برغم من حالات الإسعافية الإعلامية التي تسعى إلى قلب الحقائق و الواقعية من درعا و السويداء إلى حمص وحماة حتى اللاذقية و طرطوس وطوابير الشعب السوري في الشوارع.

لم يعد بيد المدافعين عن النظام أوراق، طالما كان الاقتصاد من أهم الركائز الأساسية لبقى نظام دمشق وأدواته.

اذا الوضع الاقتصادي و الكارثة الحقيقة التي يعاني المواطن السورية، لم تعد تتحمل أكثر، سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأخرى،  انهيار البنية التحتية غياب الاستثمارات و حالة الفوضى الأمني و الفساد و الحواجز التي تحولت إلى عصابات و مافيات تدير حياة المواطن السورية.

وغيات ابسط مقومات الحياة من تقديم الخدمات ، في ظل غياب الرقابة و المحاسبة الحقيقية، نتيجة عدم وجود قانون أو حقوق يحمي المواطن السورية، حيث لا فرص العمل، أصبح مستويات الفقر والبطالة في أدنى مستوى على مستوى العالم ، هذا قد أكد عليه الكثير من الشخصيات المحسوبة على النظام البعثي و حالة تشبيه الوضع السوري بالوضع الصومالي .

وأيضا حالة الشرخ في المجتمع السوري نتيجة سياسات البعث الشوفينية على مستوى العلاقات الاجتماعية و ناحية الاقتصادية ، في سوريا فقط هناك طبقتين الأولى تعيش حالة فحوش من الثراء السريع و أما الثانية ، هي الفئة أكثر تحت خط الفقر ، نتيجة احتكار السلطة و الاقتصاد من قبل ميلشيات البعث و الإيرانية وحتى الروس من تجار و رجال الامن على حساب الدم السوري و دمار المجتمع.

اعتماد البعث العربي الاشتراكي، على سياسات بيع مرافق العامة إلى روسيا و إيران و تركية الإرهابية، والاعتماد على المساعدات الخارجية والقروض، استخدامها لضرب الشعب السوري لأجل الحفاظ على السلطة.

أن الدولة السورية منهارة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا شاء من أبى، السؤال الذي يطرح نفسه…؟؟؟

ماذا فعلت روسيا لتمنع انهيار الدولة السورية( مؤسسات الشعب ) سياسات روسيا في سوريا فقط لحماية النظام البعثي الأمني ، لقد تحول مؤسسات الشعب السوري من مؤسسات خدمية تطويرية تهتم بمجالات الحياة لتلبية احتياجات المواطن السوري

 إلى جهة تعمل على مدار الساعة بدون توقف من أجل بقاء السلطة المتحكمة في مصير وحياة الناس.

فكانت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الوقت الضائع المقلقة والحريصة وأظهر روسيا على أنها تحاول الحفاظ على الدولة السورية، لم تعد لها مصداقية في الشارع السوري الموالي للنظام ، ولا نستبعد دور الإيراني العسكري على غرار دور الروسي ، ما يخدم بقاء السلطة في دمشق لأجل مصالح روسيا وإيران. المساعي والسرعة الروسية عبر وزارة الخارجية ” في عقد لقاءات مع دول الخليج و ارسال رسائل إلى الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة الأمريكية، وأخرها لقاء الدوحة بعد جولة خليجية، لمحاولة كسب دعم عربي لأجل بقاء الأسد و إنقاذ ما تبقى من مفردات الدولة السورية، الرئيس الروسي يعرف جيداً أن إنقاذ الدولة السورية يمر فقط من شمال و شرق سوريا ولا حل في سوريا في ظل إقصاء الإدارة الذاتية من مؤتمرات لأجل سوريا المستقبلية.

ويعرف ايضاً عليه إيجاد صيغة توافقية مع الأطراف الدولية لوجود رأس النظام ، أو التخلي عنه وهذا الأمر مرفوض من قبل طهران ، بقاء الأسد يعني وجود إيران في سوريا ، ويعرف وزير الخارجية الروسي ” أن المعارضة الداخلية القوية بقيادة مجلس سوريا الديمقراطي لن تقبل بوجود المحتل التركي ومرتزقته في الأراضي السورية ، هي نقطة تخوف لدى موسكو.

لن يتمكن الروس من الوصول إلى حل سياسي ديمقراطي حقيقي ، إذا ما استمروا في هذا التحالف الخطير مع المحتل التركي، وإذا كانت “سوريا الموطن الوحيد لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”  نتيجة سياساتها العدوانية مع الشعب الكردي و شعوب شمال و شرق سوريا لن نستمر  كثيراً ..

التعنيف والعناد الروسي أوصلت روسيا إلى حالة غموض حول موقفها حيال الانتخابات القادمة في سوريا، وحالة التردد في إنقاذ ما تبقى من الدولة السورية أو إنقاذ نظام عائلة الأسد هو عقبة حقيقية أمام أي حل أضف إلى ذلك وجود المحتل التركي أيضا الذي خرج عن سيطرة الروس..!

الوضع العام يذهب باتجاه، إعادة النظر في سياسات الروسية في سوريا، وأدرك خطر القادم من حليفه التركي ومرتزقته.

فمهما بلغت أو حاولت ، لن يستطيعوا فرض اي حل أو قرار في المشهد السوري ، في حال غياب الإدارة الذاتية و مجلس سوريا الديمقراطي.

لا تصريحات أو بيانات تفيد اذا لم تبدأ  روسيا بإعادة سياساتها في سوريا ، أو انهيار مؤسسات الدولة و معها رأس النظام البعثي قادم وتحرير كافة الأراضي السورية مسائلة وجودية.

زر الذهاب إلى الأعلى