مقالات

مصائب سوريّة ومدمريّها: هيثم المالح نموذجاً.

sehanok debboسيهانوك ديبو- كتب هيثم المالح رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف عدة أسطر متناقضة فيما كتبه؛ يصعب عليّ اعتبارها: خاطرة أو مقالة أو موضوع تعبيري؛ أو كتابة إنشائية. المهم من ذلك أنه كتب تحت عنوان تم نشره في بعض المواقع الإلكترونية تحت مسمى: القضية الكردية في الماضي وحاضرها اليوم ومستقبلها غداً.

في الحقيقة وأقل ما يمكن القول حيال ما كتبه السيد مالح أنها مجموعة من الأسطر المتناقضة المتحاربة ويشم منها رائحة حريق وقصور معرفي قانوني سياسي ويحتاج كاتبه الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عام إلى ثمانين عام أخرى ربما تؤصل عنده مفاهيم أولية في حقوق الإنسان (أفراداً وجماعات).

مثلاً:

* يتحدث عن عظمة الاتحادات العالمية وأتى بمثال الاتحاد الأوربي والاتحاد الهندي والاتحاد الكندي والاتحاد الأندونيسي…. ماذا عن الاتحاد السوري أيها الحقوقي؟ وهو بطبيعة الأحوال مشروع جميع الكرد وليس الأكراد كما تكتب؛ حيال سوريا المستقبل.

* يخرج بنتيجة أن (الأكراد) هم عرب!! وأسماهم بالعرب الأكراد ودعاهم إلى المزيد من الاندماج بالمجتمعات المحيطة بهم. من حيث لا وجود لقومية ولشعب كردي بالأساس.

كتبت قبل يومين في ليلة عيد الأضحى المبارك؛ بأن الأضحى العظيم هو التأسيس لشرق أوسط ديمقراطي يتشارك بها ويكون موجود فيها قوميات وثقافات هذا الشرق التاريخية وأية محاولة إنكار أو اقصاء أو محاولة تفيد إلى الإبادة الثقافية يتم التوجه له: أنا كردي يا بغل. وأن الأضحى الأعظم أن نقوم بذبح الرؤوس العفنة وقتل الأفكار التوليتارية ووأد الوصايات بأنواعها، وأن تعريف الديمقراطية واحد بالرغم من وجود ألف تعريف لها فارغة جوفاء غير مؤدية؛ وأنها: قبول الآخر للمختلف كما هو موجود؛ وفي المثال السوري؛ وكجزء من ديمقراطية القبول؛ أن يكون تعريفه كما هو: القبول بالكردي كما يقرر مصيره وانتمائه لسوريا.

كلما يظهر أمثال السيد المالح؛ نتوصل إلى نتيجة من هم الذين استبدوا بسوريا في الماضي وحاضرها اليوم ومستقبلها غداً؛ ومن قسموها ومن سيقسمونها مجدداً.

ربما نصدق لو قلنا بأن مصيبة سوريا لا تكمن في وضعها الحالي؛ من المؤكد بأن هذا الوضع وهذه الأزمة تزول؛ لم نسمع بأن أزمة كتبت لها الديمومة، وكلنا نسمع بأن الحلول تكون؛ وأن الحروب يمكن تعريفها بأنها تعريفٌ لغياب الحلول، لكن؛ المصيبة السورية الكبرى وأسباب الأزمة السورية كمثال لأزمات الشرق الأوسط تكمن في الذهنيات العدمية والتفاكير الاقصائية الواقفة ضد التفكير العلمي؛ مثال المالح وثلة العبور إلى الهاوية ومن يمثلهم في بعض كتل الائتلاف وخارج الائتلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى