مقالات

“مسد” نجاح دبلوماسي وواقع ضاغط

بقلم: مصطفى عبدو

بعد سلسلة من الزيارات بين موسكو وواشنطن يبدو من الواضح اليوم أن “مجلس سوريا الديمقراطية” أمام خيارات محدودة، في ظل ما يعتبره البعض نجاحا من قبل “مسد” في الدفع نحو الاعتراف بالإدارة الذاتية، إلا أن الوقائع الجديدة تكشف أن “مسد” في الوقت ذاته يتعرض لواقع ضاغط على المستويين الإقليمي والدولي.

من الملاحظ أن واشنطن تحاول إقناع الجانبين الكرديين باستئناف الحوار الكردي الكردي وربما تمارس بعض الضغط على طرفي الحوار بهذا الاتجاه، في وقت تخشى هذه الأطراف من نفاذ الصبر الأميركي حيال عدم وصول هذا الحوار إلى نتائج حتى الآن، خاصة وأن هناك صمت أميركي مشكوك حيال الانتهاكات التركية المتكررة على داخل عمق الأراضي السورية والعراقية.

تستغل روسيا هذه الفرصة، لتقوم بدورها بممارسة الضغط على “مسد” والطلب منه بالتوجه صوب دمشق لفتح باب الحوار معها، وبتعبير أدق تنفيذ شروطها. ودمشق ترفض قبول أي تنازلات تسهم في زرع الثقة، والبدء بحوار سياسي وطني جاد.كما ترفض جميع الحلول والمبادرات من جانب “مسد” والتي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية بطرق سياسية.

أما تركيا خصم الإدارة الذاتية الأكبر مازالت مستمرة في استفزازاتها وانتهاكاتها وتهديداتها اليومية دون أي رادع وعينها على مناطق الإدارة الذاتية.

إلى جانب هذا وذاك هناك يأس وإحباط وخشية من المستقبل الغامض يخيّم على مكونات المنطقة، ولسان حالهم يقول أن النخب السياسية لا تشعر بأوجاع ورغبات الجماهير حسب قول البعض وحجتهم هي عدم تمكن هذه النخب من الوصول إلى اتفاق يكلل الحوار الكردي – الكردي بالنجاح حتى اللحظة.

وأمام هذا الواقع الجديد هناك بعض من الخيارات المتاحة أمام مجلس سوريا الديمقراطية منها:

ترميم الوضع الداخلي، وجعل المصالحة الكردية الأولوية الكبرى، والعمل قدما على إنهاء الانقسام في ظل التهديدات والتوقعات الضعيفة بإنجاز حل سياسي في المستقبل القريب.

والخيار الثاني،هو ضرورة زيادة النشاط الدبلوماسي، وكسب المزيد من الأصدقاء في دعم مشروع “مسد” والتركيز على أطراف دولية أخرى مثل الاتحاد الأوربي.

الخيار الثالث ربما يرتبط كثيرا بالمراهنة على عنصر الوقت، والاحتمالات، فإن كل شيء قد يتغير مع الوقت، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي فيما يتعلق بمشروعية مطالب مجلس سوريا الديمقراطية.

بجانب هذه الخيارات، وإضافة إلى تعقيد المشهد السياسي ما زالت الدول الفاعلة في الأزمة السورية تذرف دموع التماسيح وتسعى في الوقت ذاته إلى تعميق الجراح لدى الشعوب السورية بشكل أو بآخر.

بالمحصلة، بين دمشق وروسيا وأميركا يتحدّد خيار الإدارة الذاتية برأيكم ما الذي تبقى لمجلس سوريا الديمقراطية من خيارات في ظل تواصل الضغوط على تجربة الإدارة الذاتية؟

زر الذهاب إلى الأعلى