مقالات

مرتزقة ولكن


علاء عباس
بداية من هو المرتزق ؟
المرتزق هو شخص يجري تجنيده محلياً أو خارجيا ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك فعلاً ومباشرةً في الأعمال العدائية، هكذا ورد تعريف المرتزقة في الملحق الأول الاضافي الى اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949 المتعلقة بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة وهي أول اتفاقية دولية تتناول بالتحديد المرتزقة.
وفي ديسمبر / كانون الاول 1989 اعتمدت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة وبهذا أكد المجتمع الدولي على خطورة الارتزاق وسلبياته على المجتمع بالرغم من بقاء هذا القرار وهذا التأكيد ضمن اطار الشكليات فقط.
ان الارتزاق ظاهرة قديمة عُرِفت على مدى العصور الماضية، إذ استخدمت الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي المرتزقة لمساعدتها على القتال ضد الأتراك، وخلال القرن الماضي، استخدمتهم المخابرات المركزية الأميركية والشركات الأمنية الخاصة في حرب فيتنام، وتستخدم حالياً دول غربية المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا، ومن نماذج تلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق.
وبرزت قضية المرتزقة على السطح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة خاصة في العراق، الذي تعمل فيه نحو 60 شركة أمنية جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها –الذين يتمتعون بالحصانة- رواتب عالية.
ففي رقعة محدودة ظهرت عشرات التنظيمات السياسية التي ان جمعت كلها على بعضها لن تجد عشرة أسطر تختلف في مناهجها السياسية وبرامجها كما لو جمعتهم على أساس الكم لا يشكلون بكمهم تنظيماً حقيقياً هدفها الأول اثارة النعرات السياسية بين أطياف المجتمع عامة، ما سبق من الحديث عن المرتزقة المسلحة التي تعمل على مبدأ من يدفع أكثر نقاتل من أجله، و ما تشهده اليوم الساحة السورية من مرتزقة تم جلبهم من كافة بقاع الأرض لخدمة أجندات الاحتلال التركي مقابل حفنة من الدولارات والليرات وتم ارسالهم الى ليبيا و اقليم قره باغ جميعهم يسمون مرتزقة، ولكن ما نشهده من صناعة تركية للمرتزقة هو النوع الآخر الحديث والأخطر من المرتزقة.
أما النوع الأشد فتكاً ورخصاً من الارتزاق والذي يصب في نطاق العمالة هم أصحاب الأقلام المأجورة والبثات اللا أخلاقية , و المرتزق السياسي الذي يخرج علينا ببثات فيسبوكية يدعي بها الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب، مثال على ذلك المرتزق الذي يخرج علينا بدفاعه عن الكرد والقضية الكردية وهو يعمل لأجندات بعض الدول الاحتلالية ودوائر الحرب الخاصة أو أمثال الذين يخرجون الينا عبر قنوات التلفزة ويدافعون عن الحقوق السورية وهم عبيد مأجورين لتركيا، وباتوا يدافعون عن أمنها القومي وكأنهم أصحاب ذلك الأمن وانهم المستهدفين من ذلك الخطر الأمني ـ ولو كلامياً ـ ونخص بالذكر مرتزقة الائتلاف اللاوطني.
ان الواقع المتشرذم لبعض الحركات السياسية وغيرها من العوامل قد شكلت بيئة خصبة لتفشي ظاهرة الارتزاق حيث اتخذ البعض السياسة مهنة ووسيلة للارتزاق بل اعتبروا العمل السياسي مجرد وظيفة يكسبون من خلالها المال والجاه، وبمجرد انقطاع هذا السبيل عنهم يعلنون عن تذمرهم ومظلوميتهم، وهم بذلك يبحثون عن مبررات يعرضون من خلالها شخصهم للبيع لأية جهة ينتفعون منها، فهم بعيدون كل البعد عن مفهوم السياسة كفعل في خدمة المصلحة العامة من خلال الوعي الفردي والجمعي، والتضحية من أجل تحقيق الأهداف النبيلة والتي يمكن أن تتكامل بالإنسانية والديمقراطية والوطنية والعدالة الاجتماعية…لكن المرتزق يرى السياسة عبارة عن صراع بين الأفراد والجماعات مستخدما كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإشعال هذا الصراع واستثماره لمصلحته الشخصية ومصلحة العدو بالدرجة الاولى، فهو انتهازي و وصولي ينطلق غالباً من مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، فزيارة أعضاء المجلس الوطني الكردي الى مناطق تحتلها تركيا ومرتزقتها ويقتلون أهلها ويمارسون أبشع أنواع الاجرام بحقهم، اضافة الى الوحشية في قطع أشجار الزيتون واستهداف الموروث الثقافي لهذه المنطقة والتعدي على حرمات المزارات الخاصة بالشهداء والمدنيين والمزارات الدينية وتدنيسهم لها يقابله على الضفة الأخرى زيارة أحد أعضاء ENKS مع مجموعة من المرتزقة السياسيين مما يسمى الائتلاف قبر أحد الارهابيين و الذي قام بسرقة حلب وقتل أهلها وشرد سكانها واستهدافه الكرد خاصة، وعلى المقلب الآخر لم نراهم لا هو ولا أحد أعضاء مجلسه يزورون قبور شهداء من دافع عن كرامته وارضه ووجوده.
ستبقى صورتهم وهم يقرأون الفواتح معلقة بأذهان أبناء هذا الوطن لأنهم أظهروا حقيقتهم الإرتزاقية وليعلموا ان التاريخ لا يرحم وهم زائلون
وننتهي بقول لاحد الشعراء
(( كم تظلمون ولستم تشتكون، وكم تستعصون فلا يبدو لكم غضب ألفتم الهون حتى صار عندكم طبعا، وبعض طباع المرء مكتسب ((

زر الذهاب إلى الأعلى