مقالات

ماذا تريد تركيا الأردوغانية؟

سيهانوك ديبو

تركيا الأردوغانية الفاقدة لأدنى حالات الشرعية القانونية والسياسية والأخلاقية لن تستطيع الدخول إلى سوريا وفي أحسن رغبة لها سيكون دخولها إنْ حدث وقتياً لحظياً تحت حجة ملاحقة عناصر داعش، وهذا المتفق عليه دولياً إقليمياً ووطنياً، وستعمد من أجل إيجاد من ينوب عنها إلى الأدوات وهذه الأدوات ذات الصناعة التدميرية التركياتية هي حتى هذه اللحظة جبهة النصرة المصنفة عالمياً ومن غالبية السوريين بأنها الإرهاب مثلها مثل داعش. والهجوم التركي الأخير المعلن على مواقع حزب العمال الكردستاني الذي حارب جنباً إلى جنب مع التحالف الدولي ضد داعش، والهجوم التركي الأخير المعلن أيضاً على وحدات حماية الشعب الذي أبدى بأن أهل لمحاربة التنظيم الإرهابي وكل من على شاكلته واستبداديته، لا يوجد تفسير للهجوم سوى أنه بمثابة العقاب لهما بعد أن قلّمتا أظافر الوحش ودحرتا التنظيم الأسود في أكثر من مكان، وأما حجج الأمن القومي والحدود والسيادة فلم تعد تنطلي على أحد؛ خاصة أن أكثر من سنتين من إقامة دافئة لداعش في تل أبيض وبعلمه الأسود كان المبتغى الذي أثلج صدر تركيا. ومن المؤكد أن الاعتماد على النصرة سيكون عن طريق بعض صنوف المعارضة التي تجاهر في العلن بأنها والنصرة على توافق؛ والنصرة في تقدير هذه الصنوف القاصرة المترددة الباحثة لها عن شبر في سوريا مهما يكن الأثمان ما هي إلا المعارضة العسكرية المعتدلة!!، مع الاعتقاد بإن الاعتماد التركي سيكون عليها وقتيا ريثما تنفذ ما تريده وتُحَضِّر من تريد كبديل، والأخير بات معروفا لدى الجميع.
أيّاً كان الموقف الدولتي وأيّاً كانت التقلبات ومهما بلغت حجمها؛ من يريد وطناً يجب أن لا يحقق ذلك عبر التعكز على الغير أيّاً يكن هذا الغير. الوطن الذي يتحقق بإرادة نفسه وليس بسبب الرغبات الخارجية هو الذي يدوم ويبقى، ومن يقدمه لك على طبقه؛ يستطيع أخذه ويستطيع أخذك إلى أية جهة يريد.
المعارضة بغالبيتها العظمى تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها بل بعضها أو المحسوب عليها بات سيلان لعابها كافية لزحلقتها إلى أسفل القيعان وبئس دركها.
شيئان لا يزولان: الأرض المروية بدماء الشهداء، والحق مهما استبد به الظالم. والفعل الهمجي الأرعن الذي يقترفه أردوغان هو في زوال؛ فهذه الأرض لها حماتها ولها شهدائها الذين نطقوا بالحق قبل كل تلاحم مع التراب.
تركيا الأردوغانية تريد دماراً بشعبها وبالعملية السلمية المؤسسة لها منذ ثلاث سنوات، تركيا أرادت وتريد دماراً لسوريا وروج آفا ولتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية. والخاسر الأكبر في كل ما يحدث هو أردوغان الرهيب.

زر الذهاب إلى الأعلى