تقارير

كوكب لمع من جبال كردستان فأضاء جبل كزوان

الشهيد هو أكثر الناس كرماً وأنبلهم، قدم أغلى ما عنده (روحه) رخيصةً لأجل الحق والحرية، والشهيد نبراس يضيء طريق الظلمات ويرشد الناس إلى طريق الحق في النصر والتحرير، هو الذي زُف روحه إلى السماء ليعيش من على الأرض بسلام، لولا تضحية الشهيد لما علا صوت الحق أبداً، وما ارتفعت راية الأوطان، فرسالة الشهيد تحمل في طياتها كل معاني الشرف والإباء، وتضرب أروع الأمثلة في التضحية.

وشهيدنا اليوم جسد ما ذكرناه آنفاً فـ عمار أسعد الاسم الحركي كوران عامودا من الذين عشقوا أرض الوطن فقدم روحه قرباناً لها.

ولد المناضل البطل كوران في مدينة عامودا بتاريخ 21 تشرين الثاني من عام 1997 لعائلة وطنية كردستانية مؤلفة من ثلاثة صبيان وبنتين مع والديهما، كان المناطل هو الابن البكر.

عاش طفولته البريئة بمدينة عامودا في كنف الأهل، درس الابتدائية بإحدى مدارس عامودا ثم تابع المرحلة الإعدادية إلّا أنه ترك الدراسة ليعمل مع والده فحمل المسؤولية منذ الصغر، وكان الحضن الدافئ لأخوته، كما كان من هواة الرياضة فأحب كرة القدم، استمد حماسته الوطنية في بداية الأزمة من المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت من ساحات روج آفا، تحمس لها كثيراً لم يعرف الخوف أبداً، تأثر بفكر حركة التحرر الكردستانية وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، لذا انضم إلى دورة تدريبية في جبال كردستان لمدة سنة ونصف السنة؛ بعدها التحق بصفوف وحدات حماية الشعب؛ ليعمل تالياً مرافقاً لخاله عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي.

تحلى الشهيد كوران بالذكاء والصبر والشجاعة فكان من أوائل المشاركين في حملات تحرير مناطق روج آفا من رجس الإرهاب، وأبرز هذه الحملات حملة سري كانيه، كما كان من بين الذين حرروا جبل (كزوان) ورفع على قمة الجبل علم وحدات حماية الشعب ليتصل مع والدته ويبشرها بتحرير جبل كزوان من مرتزقة داعش معبراً عن سعادته بالإنجاز العظيم الذي أحرزه مع رفاقه الأبطال وكان له شرف المشاركة في تحرير مدينة تل تمر، حسكة، عالية، عين عيسى، سلوك، كري سبي (تل أبيض)، قنطري.

ولأن الشهيد كوران لم يكن يمل من أي عمل يكلف به ولتميزه بالنشاط  والحيوية والشجاعة عمل على حفر نفق تحت الأرض مع مجموعة من رفاقه في منطقة سلوك على الرغم من تراجع أغلب سائقي أليات الحفر خوفاً من ممارسات داعش التعسفية إلّا إنه بقي مستمراً في العمل.

وبينما كان يقود السيارة وهو في طريقه إلى سلوك أصيب بجروح بليغة إثر انفجار لغم أرضي بسيارته؛ ونقل إلى مشفى الشهيد خبات بمدينة قامشلو لتلقي العلاج حيث بقي فيها مدة يومين إلّا أن حالته الحرجة أدت إلى استشهاده ووري الثرى بمقبرة الشهداء في عامودا بحضور جماهير غفيرة من المنطقة.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: كوران عامودا

الاسم الحقيقي: عمار أسعد

اسم الأم: شيرين

اسم الأب: محمد

محل وتاريخ الولادة: عامودا

محل وتاريخ الانضمام: 10/9/3013 عامودا

محل وتاريخ الاستشهاد: 12/10/2015 سلوك

زر الذهاب إلى الأعلى