مقالات

عين عيسى… صرخة واضحة للحراك السياسي 

في البداية نتناول اجتماع استانا /11/: إن أي اجتماع لحل الأزمة السورية يجب أن تتوفر فيه عوامل النجاح؛ كالدول الضامنة والمشروع السياسي الذي يقدم كالتوافق السياسي بين الجهة المعارضة والجهة المؤيدة، بين النظام وبين المعارضة، لكن كل هذه العوامل غير موجودة في استانا منذ اليوم الأول، أي منذ استانا1، من هي الدول الضامنة في استانا هي “روسيا، تركيا وإيران” روسيا وإيران حليفتان لنظام الأسد وتركيا شبه حليف لنظام الأسد، وطبعاً تعتبر تركيا وإيران هم من أسباب المشكلة في سوريا وليسوا دول ضامنة أو دول محايدة، أيضا تركيا وروسيا هما من اتفقوا فيما بينهم ومع نظام الأسد على احتلال عفرين وإعادة تدوير الإرهاب مرة أخرى هذا من ناحية،

من ناحية أخرى إن المعارضة السورية لا تمتلك من أمرها شيء؛ فهي تساق إلى استانا أو إلى جنيف كما تساق البعير كما أنها لا تمثل الشعب السوري ولا تمثل تطلعات الشعب ولا تمتلك من امرها شيء وليس لديها أي مشروع سياسي بإنهاء الأزمة.

فالمجتمعين في استانا جميعهم ليس لديهم النية والرغبة في إنهاء الأزمة وليس للمعارضة أي ثقل سياسي تفرض رؤيتها السياسية بل هذه المعارضة تمثل الدول الداعمة والبنوك الضامنة والسفارات المشغلة، بالمختصر استانا مضيعة للوقت ولن تقدم شيء للشعب السوري ولن تنهي معاناة الشعب السوري، ورأينا ــ دي مستوراــ  كيف صرَّح بشكل علني وواضح وصريح أن اجتماع استانا فاشل والمعارضة لا تمتلك شيء والنظام متمسك بحله السياسي وبدستور النظام السوري ولا يمكن التنازل عن أي شيء لذلك لا يمكن التعويل على أي شيء ولا يمكن مقارنة استانا بمؤتمر عين عيسى.

مؤتمر عين عيسى هو مؤتمر سوري سوري بامتياز وهذا يكفي، ولم نرَ هذا الحراك السياسي والديمقراطي والعلماني في سوريا ليس فقط منذ الأزمة السورية إنما منذ أربعين عاماً، ولم نرَ هذه التيارات السياسية والمعارضة سواءً علمانية أو ليبرالية أو شيوعية أو يسارية؛ لم نرَ هذا الحراك والحوار السياسي بين السوريين منذ ولادتنا إلَّا في مؤتمر عين عيسى، وعين عيسى يختلف تماماً عن استانا ويختلف عن الكثير من المؤتمرات، لأنه جاء كصرخة واضحة، صرخة عالية لرفض جميع الإملاءات والضغوطات الدولية وكل هذا بفضل وعي مجلس سوريا الديمقراطية السياسي ومجهوده لإيجاد حلول لإنهاء الأزمة السورية عبر دعوة جميع التيارات وجميع المنصَّات السياسية والثقافية لإدراكه أن التوافق السياسي بين التيارات سيشكل جبهة قوية لخروجنا من هذه الأزمة ولفرض الحل السوري على المجتمع الدولي؛ لا أن يكون فرض الحلول علينا من الخارج التي تؤدي إلى تقسيم سوريا والقبول بالاحتلال التركي.

لذا الوعي السياسي من مجلس سوريا الديمقراطية في إيجاد الحل السياسي لتقوية الجبهة الداخلية وبناء قاعدة ديمقراطية أساسية لجميع السوريين، والذي لفت انتباهي في الحوار السوري السوري شعاره “بناء وتقدم” فهذا يعني أن الجانب الإنساني في المقدمة في هذا الحوار، والحوار دائماً داخل سوريا لأنهم أبناء سوريا، ولأنهم يعانون من الحرب السورية ومدركين ما يحدث على الأراضي السورية وليسوا في فنادق خمس نجوم في تركيا والدول الغربية والخليج بل يعلمون أن الجانب الإنساني مهم ولا يستثمرون هذا الجانب الإنساني كما يفعل بعض المعارضين في أروقة المؤتمرات الدولية.

في الخلاصة مؤتمر عين عيسى هو بنكهة سورية بحتة، ومن يريد إنهاء المعاناة السورية عليه أن يلتف حول مؤتمر عين عيسى ويشدد على أهميته لأننا بمثل هكذا مؤتمرات داخلية يمكننا انقاذ سوريا من هذا المستنقع.

زر الذهاب إلى الأعلى