تقارير

عندما يدق ناقوس الخطر ستجدني في الجبهة الأمامية

هل منَّ الممكنِ أنْ يقدمَ أحدٌ لأجلك إحدى مقلتيه … رجله … ذراعه  أو قطعةً من كَبِدِه أو إحدى كليتيه أو نزف شرايينه؟

 لكن تخيّل أن هناك بالفعل من يفعل ذلك إن لزم الأمر لأجلك؛ بل وقد فعله الكثيرون دون أن تعرفهم، تخيل أن هذا الشخص على أتمِّ الاستعدادِ أن يَهِبَ روحه من أجلِ الدفاعِ عنك وهو لا ينتظرُ حتى كلمةَ شكرٍ واحدة أو ردُّ جميل؛ نعم إنهم أكرم منّا جميعاً؛ فالشهيد الذي قاوم ويقاوم الاحتلال والظلم والاستبداد والمؤامرات الدولية ضدَّ الشعب الكُردي ألا يستحقُ منّا هذا الشخص الخلود، فالشهيد دمهات أحدُ الأبطالِ الذين ضحوا من أجل الآخرين، من أجل شعبه ليحيا غيره بالأمن والأمان، هذا البطل من أهالي قرية كرباوي، التابعة لمدينة قامشلو، وُلِدَ فيها بتاريخ 6/6 /1992 لعائلة  وطنية استقت فكر وفلسفة القائد منذ التسعينات، تتألف عائلته من ثمانية أشخاص، وهي عائلةٌ ذاتُ دخلٍ محدود، فوالده يعمل مُدَرِّسَاً في الدولة ووالدته في الرئاسة المشتركة لكومين القرية، كان منذُ طفولتهِ يهوى تربية الطيور والحيوانات، كان يقضي أغلب أوقاته في تربية الطيور، كما تأثر بوالدته كثيراً المنتمية إلى حركة حرية كردستان، والمؤمنة بفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان، تربى المناضل دمهات وترعرع على هذه الأفكار والخُصال الحميدة، وكان يُردد دائماً لست أبوجياً وإنما كرديّ. وعند اندلاع الثورة السورية وامتدادها لمناطق روج آفا كان من أوائل الذين انضموا إلى وحدات حماية الشعب والمرأة (ypg-ypj ) فانضم إلى الـ ypg في 2011 أي منذ تأسيسه، فكان مناضلاً شجاعاً صبوراً، أحبَّ الدفاعَ عن شعبهِ ضد المرتزقة والمجموعات الإرهابية مردداً “سأقاتل العدو الذي يشكل خطراً على أهلي ومجتمعي وأرضي” فعندما يدقُّ ناقوسُ الخطر سأكون في الجبهة الأمامية. وبالفعل كان كذلك محارباً قوياً ومحارباً شرساً كان معروفاً بحبةِ للدبكات والأغاني الثورية التي يستمد منها معنوياته القتالية، ليعود إلى جبهات القتال والتحرير ببسالة. شارك في معركة تحرير مدينة تل براك الأولى؛ فَجُرِحَ فيها وعاد ليتلقى العلاج، كان يتمنى أن يشفى بسرعة ليعود ويشارك رفاقه في جبهات القتال والشرف، كان البطل دمهات شجاعاً لا يثنيه شيء عن واجبه الوطني والكُردي؛ فقاتل العدو والإرهاب منذ بدء تشكيل قوات الحماية الشعبية، ليلبي نداء الشعب والوطن، فناضل مع رفاقه حتى استشهاده في تل براك 22/2/2012 بعد أن أبدى قتالاً بطولياً ضد الجماعات التكفيرية والتنظيم الإرهابي.

 كان الشهيد البطل دمهات مقاتلاً عنيفاً أربك العدو في كل جبهات القتال والتحرير التي شارك فيها، حتى لحظة استشهاده وهو يقاتل حتى آخر رمق في حياته وفي مسيرته النضالية، كان له تأثير واضح على رفاقه وأصدقائه الذين أخذوا على عاتقهم اتمام مسيرته والسير على دربه حيث انضم الكثير منهم بعد استشهاده إلى وحدات حماية الشعب.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: دمهات

الاسم الحقيقي: أنس حسين

اسم الأم: سهام

اسم الأب: محمد خير

محل وتاريخ الولادة: 6/6/1992

محل وتاريخ الانضمام:2011

محل وتاريخ الاستشهاد:22/2/2012

زر الذهاب إلى الأعلى