دراسات

سحر الكمأة. من الرياض إلى تل أبيب إلى بروكسل عن المرحلة الجديدة؛ وعن تداعياتها: كردياً؛ سورياً؛ شرق أوسطياً

 

اعداد الباحث السياسي : سيهانوك ديبو

ملخص تنفيذي

العام 2008 لم يكن عام الأزمة لدول الحداثة الرأسمالية فحسب؛ إنما نتيجة كبرى بأن الأزمة هي قيميّة وبالتالي فإنها بنيوية. وإذا ما كان إعدام لويس فرنسا الأخير بمثابة بداية عهد الدولة القومية من بعد إسدال الستار على آخر فصول الدولة الدينية؛ فإن إعدام صدام حسين كان ختامها –كما يتحدث عن ذلك الفيلسوف عبدالله أوجلان في مجلده الرابع: أزمة المدنية وحل الحضارة الديمقراطية في الشرق الأوسط- وإن ذلك يعني أيضاً دخول الرأسمالية مرحلتها الثالثة المالية من بعد التجارية والصناعوية. ومن المفيد التوقف عند مسألة ربما نلحظها في فترة قادمة تكمن باختفاء خارطة الدول العالمية التي كانت تنسدل بدورها على سبّورات الغرف المدرسية؛ ليحل عوضاً عنها على سبيل المثال خارطة المدن العملاقة أو خارطة أنابيب الطاقة العملاقة التي تساندها ثورة المعلوماتية الضخمة أو اتحاد الأمم الديمقراطية من بعد التعديل الجذري الذي يجب أن يطرأ على هيئة الدول المتحدة وليست الأمم؛ من بعد تغيير الأخيرة لمنظمة عصبة الأمم بعيد الحرب العالمية الثانية. ومن المرجح وبحسب الظروف الدولية المعقدة والحرب العالمية الثالثة التي نشهدها بأن احتماليات نشوء النماذج هذه قد تكون من نصيب الثانية والثالثة أو ربما الظهور لهما سوية مع الكثير من التهادن؛ أشبه بالهدنة/ التحالف مع كلا من ممثلي الرأسمالية الصناعية أمريكا وبريطانيا من جهة ومن جهة أخرى ممثل الاشتراكية المشيدة الاتحاد السوفياتي في أتون الحرب العالمية الثانية. بالرغم من أن الحرب العالمية الثالثة مشهودة بشكل واضح لكن يبدو أن ظهورها يتم مع الكثير من التحكم بها والحرص المبذول من قبل قوى الهيمنة العالمية بأن لا تنفلت، وأن لا تظهر الفوضى السياسية بفوضى عسكرية عالمية، كما حال التنسيق المعلن المخفي ما بين واشنطن وموسكو في سوريا وغيرها من الجغرافيات الساخنة وأن تبقى تحت السيطرة مع السماح لها بالتمدد نحو النتوءات التي تبدو المعرقلة – تنبأ أوجلان عن الحرب العالمية الثالثة وعن التوازنات المحتملة أيضاً مع كثير من الإسهاب في مجلديه الرابع والخامس 2008 و2010. أياً كانت النتيجة فإن كلها تؤكد حقيقة واحدة وتُفْهَمُ وفق سياق وضمن صراع المشاريع وبداية جديدة لصراع الأيديولوجيات؛ التي لا يمكن أن تنتهي بدورها؛ إنما الذي سينتهي هي الخرائط والرسومات والهويات التي تم استظهارها قبل مئة وعام من هذا العام. أما الناتو العربي في قمة الرياض الأمريكية الإسلامية العربية، قمة تل أبيب، وقمة بروكسل؛ يعني كلها وفي الوقت نفسه ما هو المخفيّ الذي أدى إليها بالإضافة إلى المخفيات التي يتم طبخها فإن تؤكد بأن مرحلة جديدة بدأت. مرحلة جديدة بدأت ولا يمكن الجزم بأنها ستنتهي عاجلاً؛ إنما يمكن التكهن بأن نتائج المرحلة بختمها الأصيل يلزمه خمس سنوات أخريات في أقل تقدير له؛ وستكون كما هو المعتقد بأن تكون منفتحة على جميع الاحتمالات التي تستند على قوة المشاريع المطروحة وفي مقدمتها المشاريع المجتمعية.

هل هناك بالأساس صراع في الشرق الأوسط تحت مسمى السني الشيعي؟

هناك صراعٌ في الشرق الأوسط، على الشرق الأوسط، ومن الشرق الأوسط أيضاً. مثل هذا الصراع يُقَدّر أعماره بآلاف السنين، وليس وليداً في مرحلة الإسلام السياسي. الصراع بأغلب مراحله يأتي ويتأتى بالاستحواذ على مُقَدّرات الشرق الأوسط الإنمائية والاقتصادية والسكانية؛ من بعد شَلِّ قدراته النهضوية من قبل المتصارعين عليه؛ وهم جملة من التحالفات العديدة المتغيرة التي تطول قوائمها وقائماتها من قبل (الماورائيين ومن في داخل الشرق).

أما تركيا-أردوغان وهو بطبيعة الحال أبرز من يمثل رموز التسلط الاستبدادي الشرق أوسطي عن طريق السلطة؛ مُقاسِماً في ذلك مع الأنظمة الاستبدادية التي ظهرت تحت غطاءين أيديولوجيين هما القومية والدينية، وكلاهما فشلا أيّما فشل أن يكون لهما نجاحات في أيِّ مستوى من مستويات الأمن والاستقرار أو على مستوى التنمية القويمة وليست الهبات الاقتصادية التي تشبه إلى حد بعيد التلاعب بالحاجة المجتمعية وتطويع السوق كمفهوم اجتماعي إلى أنماط استهلاكية، و/ أو على أن يكون لتلك السلطات أدواراً تكاملية مع الأدوار الأخرى في العالميّة.

وهذا الذي قدّم نفسه كسلطان عثماني جديد لم يحظى إلا بعشرين دقيقة ضاعت معظمها ما بين الترجمة المزيّفة المتعددة؛ قسماً منها إلى الرأيين التركي والعربي والآخر إلى الأمريكي الأوربي. وأن قرار تسليح وحدات حماية الشعب والمرأة كانت قد أنهت على الاجتماع الفعلي والنتائج المرسومة المتوخاة من قبل الجانب التركي بمفاد استبعاد الكرد: شعباً وقضية من حرب التحالف الدولي ضد الإرهاب ومن ثم الاستعداد لدخول قسمها الثاني المعنون بالاستحقاقات السياسية، هذه الحرب التي تم اعطائها الزخم العالمي السياسي من بعد أن صرّح الناتو في اجتماعه الأخير أنه جزء من هذا التحالف، وأنه لن يشارك في هذه الحملة أرضياً. نقطتان تدحرجتا من أعلى القمة ومنعت بشكل حاسم بل وقطعت جميع الطرق أمام تركيا كي تكون مشاركة بشكل أرضي/ بريٍّ في الرقة بعد أن تم استبعادها من أن يكون لها أي محل في الموصل.

لكن؛ لو لم يكن الصراع في الأصل مذهبياً طائفياً؛ فماذا سيكون؟

ما زالت المبادئ في العلاقات الدولية تُبنى وتتفعل على أساس أن السياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد. وأن الهيمنات وبأشكالها العالمية والمحلية تتشكل وفق ذلك. ولعل الهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط، وخلق طرق حرير حديثة ومستحدثة، والتحكم من خلالها على الخواصر الرخوة في أوربا وبما ينقصها، والحاجة إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيه النووي يعتبر صوناً كلاسيكياً لمثل هذه الرؤى. تركيا ليست ممثلة للإسلام السني، كما أن إيران أيضاً ليست ممثلة للإسلام الشيعي، فكليهما يمثلان براغماتية مفرطة يجهدان من خلالها السيطرة والامتلاك؛ بما يكون لهم محلات في التراتبية العالمية من الأحلاف التي تتشكل.

الهلال الشيعي ليس سوى إضاءة على طريق الحرير الإيراني من طهران إلى العراق-موصل أو العراق المقابل للتنف السوري إلى حمص اللاذقية؛ متفرعاً منها إلى بيروت، ومنهما إلى أوربا.

وتركيا أيضاً التي تَجِرُّ قطر وعن طريق عقد اتفاقيات ثنائية كما الحال في العام 2013 وأن تكون لتركيا قاعدة عسكرية في الدوحة، في أن تكون نقطة استجرار الغاز القطري ثالث المصادر العالمية من بعد روسيا وإيران، وربط ذلك في مشروع السيل الجنوبي الذي يمر عبر تركيا إلى أوربا عبر الباب الروسي.

بالرغم من اتفاقيات مستمرة حصلت وتحصل ما بين قطر وإيران، ومن المتوقع هنا بأن إيران كان قد وضعت في حسبانها تجيير الخط الغازي القطري لصالحها في وقت لاحق؛ قاطعة بذلك على طريق الحرير التركي. أما الذي يحدث اليوم بأن التحالف الدولي قطع حبل الحرير الإيراني، وأن الروسي لن يسمح للحرير التركي أن يكون. بالرغم من أن روسيا ما تزال تقايض مستعجلة مع كلاً من إيران وتركيا في الآستانا؛ عبر ما أسموها: مناطق خفض التوتر. وما لحق عن ذلك من تغيير ديموغرافي كبير على أساس الطائفية.

أولى الإشارات حُمِّلتْ أمريكياً لأردوغان؛ والإفصاح كان عن طريق قطر

لماذا مثل هذا الاستغراب الظاهر من الموقف القطري الذي جاء بشكل سريع بعيد عقد قمة ال 55 في الرياض؟ المتابع للإعلام العربي الذي رصد موقف قطر في أنه السلبي أظهر عشرات المواقف التي تدين قطر.

بدءاً من دعمها المادي المالي للمعارضة السعودية في بريطانيا، وتورطها مع شريكتها –حتى اللحظة- تركيا في مصر وليبيا وتونس وبشكل كبير في سوريا. ما يفسّر ردة الفعل القطرية يصل بيسر إلى نتيجة بأنه استباق للخطوة التي تأتي.

من المرجح أن تكون الفترة القادمة محطة لبدء توجيه أدلة الاتهام إلى كلٍّ من تركيا وقطر ودعمهما لتنظيم الإخوان المسلمين المصَنف على لوائح الإرهاب؛ بالمناسبة هذا التنظيم بالإضافة إلى المجلس الكردي كانا السبّاقين في إعلان رفضهما لقرار تسليح وحدات حماية الشعب والمرأة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، وقد أتى الموقف الرسمي التركي بعدهما، وكانت هذه المواقف الثلاثة التي رفضت قرار التسليح.

كما أنه من المرجح أن تتفعل في الفترة التي تلي فترة الاتهام بأن تواجه هاتين الدولتين -وغيرهما- بشكل كبير وبسبب ادانتهما وتورطهما بالإرهاب من خلال العلاقة التنظيمية العضوية ما بين تنظيمي داعش والنصرة (فتح الشام) وعموم (المجاهدين) في إدلب ومن ناحية أخرى تركيا وقطر؛ عشرات التقارير المرئية والمسموعة والمكتوبة تؤكد هذه الحقيقة، ومن المؤكد أنها في طريقها إلى الظهور بشكل قانوني.

إضافة إلى تورط تركيا في مسألة ابتزاز الاتحاد الأوربي وتهديدها المستمر بملف الهجرة، ودعوتها إلى ما تسميها تركيا بالجهاد المقدس في أوربا. ومسائل أخرى تؤكد المرحلة الجديدة بأنها الكفيلة في إظهار ذلك كله في الوقت المناسب.

سورياً؛ كردياً

قمة ال 55 المنعقدة في الرياض يجب أن تتعامل بقانونية مع الذي نجم عنها/ مخرجاتها؛ بخاصة أن الحديث هو تشكيل ناتو عربي إسلامي. وأولى هذه الخطوات على المنحى السوري يجب أن يتم إقفال (الدكانة) التي وضع في عاليها: الهيئة العليا للمفاوضات. مع العلم بأن بضاعة هذه الدكانة قد أفسدت؛ فقد انتهت صلاحيتها منذ منتصف ديسمبر كانون الأول 2016، والنقطة الأهم بأن المهيمن على أعضائها هم حَمَلَةِ الفكر الإخواني الموجودين في تركيا و/أو تتلقى التعليمات المباشرة منها؛ وهذا هو حال الأغلبية في التي تسمى بالهيئةالعليا للمفاوضات المرتهنين لتركيا كأكبر جهة داعمة للفكر التكفيري والجماعات المسلحة الإرهابية الجهادية ولتنظيم الإخوان المسلمين؛ لا يحتاج لعناء التحليل؛ بل على سبيل المثال وفي الوقت الذي تستعر الحرب ضد الإرهاب نرى بأن الترويج للفكر الجهادي التكفيري يتم بمستويات عالية في المتروبولات التركية، وافتتاح مقرات رسمية لهم ومكاتب إعلامية واقتصادية لمختلف شتى صنوف هذه الجماعات، ودون شك إقامة معسكرات عديدة لها؛ ليست حديثة؛ وإنما تعود سابقاتها فيما يخص الوضع السوري إلى اكتوبر/ تشرين الأول 2012 في سري كانيي/ رأس العين في روج آفا والتي تم مهاجمتها غزواً من قبل 49 كتيبة تصدرها جبهة النصرة، وما زالت مستمرة، والمتغير في ذلك هي الأسماء وتغيير الأشكال؛ فتركيا اليوم تتهيأ إلى ما تسميه اليوم بالجيش الحر السوري الجديد وهم بطبيعة الأحوال من تبقى من ما يسمى بدرع الفرات يُضاف إليهم الذين تم تجميعهم من بعد اخلاء في مناطق متعددة وفق اتفاقيات رسمية من بينها المدن الأربعة الاتفاق الذي جاء بإشراف قطري تركي إيراني ويضاف إلى هؤلاء بعض من الأكراد؛ أكراد منفذين للأجندة التركية والقطرية؛ وبأن مهمة هذا (الجيش الجديد) محاربة (حزب العمال الكردستاني).

ما علاقة سوريا والسوريين برمتهم بالمشاكل الداخلية التركية والقضية الكردية في تركيا؟ لكن يبقى الجواب واضحاً بأن تركيا التي تنازلت وباعت المعارضة وآخر فصول البيع العلني كانت في حلب والوعر الحمصي؛ ستتنازل عن كل شيء فقط كي لا يكون بجانبها أي مشروع ديمقراطي وأي حل للقضية الكردية؛ مثال حل الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا.

القوى الديمقراطية في سوريا ليست طرفاً من أطراف النفخ في أي مسمىً يؤدي أن يكون اسمه صراع السنة والشيعة. حال ذلك حال الكرد؛ كرد الأمة الديمقراطية. من حيث أن هؤلاء الكرد بالأساس أعلنوا وأظهروا خطهم الثالث؛ خط السياسة الوطنية والديمقراطية وفق مشروع الإدارات الذاتية الديمقراطية منذ 21 يناير/ كانون الثاني 2014 وأنهم ليسوا طرفاً من أطراف الصراع الذي يجري ما بين النظام الاستبدادي والمعارضة التي يتم تشغيلها وفق الأجندة المعادية لإرادة شعب سوريا. الكرد يظهرون اليوم كلاعب أساسي على المسرح السياسي العالمي لأول مرة في تاريخهم؛ خلافاً لتاريخهم الذي أظهروا فيه على الدوام بأنهم بنادق يتم استخدامها من قبل الغير.

وهذه النتيجة المغايرة المتحصلة تأتي عبر نظرية الأمة الديمقراطية وفيلسوفها الثائر أوجلان، وهذه النظرية جعلت للكرد حالة حضارية تنسجم مع طبيعة بأنهم أمة لها ثقافة مقتصرة عليها ووجود لم يعد بالإمكان القفز من فوقهم، ولمشروعهم في الشأن السوري اليوم بات مهيأً أن يكون البديل الديمقراطي والتأسيس لأي نظام سياسي ديمقراطي لسوريا المستقبل؛ من حيث أن سوريا 2011 لم تعد موجودة اليوم ولا يمكن أن تكون موجودة إلاً عن طريق مثل هذا النهوض/ المشروع.

قمة ال 55 كانت ستكون أكثر نجاحاً؛ طالما حديثه المعلن عن محاربة الإرهاب ميدانياً وفكرياً؛ فيما لو كان/ت ممثل/ة وحدات حماية الشعب والمرأة موجود/ة في القمة ويكون المحور الأساسي حول الماهية الديمقراطية الضامنة للتصدي لظاهرة الإرهاب فكرياً وميدانياً وحول ما يجب أن يتم الأخذ به كي يُصار إلى تحقيق هدف تجفيف مصادر الإرهاب؛ وهو الأهم، وهو المضمون ضمّاً عبر مشروع النهضة المجتمعية لتحقيق الشرق الأوسط الديمقراطي.

واليوم؛ بما يحدث في تفاصيله يؤكد بأن للبشرية فرصة سانحة أن تنتقل إلى ساحة التكامل والتتام بين الثقافات والحضارات العالمية بشكل لا يشوبه شائبة؛ أما رافعة مثل الهدف فهي متمركزة بالأساس في طبيعة المشروع الخاص بالشرق الأوسط على أنه بالأساس هو مشروع لاتحاد الأمم الديمقراطية في الشرق. وهذا أصل العيش المشترك بكل القيم التي تؤكده.

سحر الكمأة

تؤكد المصادر المختصة ونقلاً عنها بأن التفسير العلمي الذي عرف حتى الآن لتكون درنات الكمأة في الأرض، فهو أن البرق يضع تحت تصرف الغلاف الجوي الطاقة اللازمة لتشكيل العديد من الأكاسيد والمركبات الغذائية (مركبات الأزوت)، ويعمل الرعد على ترسيب هذه المركبات، إما على صورة جافة بفعل الثقالة الأرضية (الجاذبية).

وإما على صورة محاليل مائية بفعل حبات المطر، فتصل الطبقة السطحية للأرض بعد أن رفع الرعد من قدرتها على تخزين الماء والغذاء اللازمين لنمو فطر الكمأة وعائلة (جردة الكمأة)، ومن المحتمل أن يكون الدور الرئيسي للرعد في إرسال بعض الموجات الصوتية التي من شأنها أن تمزق أغلفة أنواع فطر الكمأة الكامنة، فتنشط بوجود الماء والتربة الرخوة وتبدأ عملية (الفقع) إلى سطح التربة.

ولأن كل شيء في الكون مدْرِكٌ لوجوده في حريته بذكاء خارق؛ الحجر والنبات؛ والإنسان قبلهم كلهم كما الشروحات الضخمة في فلسفة أوجلان عن طبيعة الكون وعن ماهية انتقاله نحو الحرية. الأمم الموجودة اليوم؛ هي موجودة تاريخياً في الشرق الأوسط؛ السلالات والشواهد الأركولوجية تثبت صحة ذلك.

والشواهد الحالية تثبت بأن حل العصرانية الديمقراطية ليست ممكنة وحسب بل وهي عصرية وواقعية وقابلة للعيش أكثر بكثير من الأنماط التي يتم فرضها كل مئة عام على هذا الشرق، وأن فشل الاشتراكية المشيدة ليس إلا دليل مبرهن على وجوب وجود حقيقة الأمة الديمقراطية واتحادها في الشرق الأوسط المستقبلي.

كما أن فشل النمطيات باتت اليوم بمثابة أرضية تتشقق بفعل برق الثورة وتنبت على أنقاضها المشروع الديمقراطي الذي بات يشبه سحر الكمأة؛ في أن مشروع النهضة والتنوير يحدثه رعد الثورة الشعبية المتجسدة اليوم في ثورة شعب روج آفا.

وإذا كانت الكمأة دواء شافٍّ للعين فإن السير نحو الأمة الديمقراطية دواء القلب الذي يشعر بجاذبية هذه الأرض الحبلى بالثورة/ات، والعقل الذي يُمَيْزِنُ أيُّها التوازنات اللازمة في صياغة العلاقات لمجابهة التهديدات،والعيون التي رأت كل شيء وزال عُميّها ورمادها. إنه بالفعل سحر الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى