مقالات

رسالتي إلى أخوتنا في الاتجاه الآخر

مصطفى عبدو

قررت أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة على الرغم ما بيننا من قطيعة وخلافات في وجهات النظر منذ سنوات…

 أخوتي في الاتجاه الآخر.. فلنقل أنها رسالة عاجلة… أتمنى أن تنال بعضاً من اهتماماتكم الموزعة ما بين تنظيماتكم والأنظمة المعادية والائتلاف والمجلس المسمى “بالوطني” والمصالح الشخصية وكل الواوات الأخرى التي أقحمتموها في حياتنا بغير وجه حق.

رسالتي هذه: أتمنى أن لا تهملوها كما أهملتم هموم ومعاناة شعبكم وأوصدتم كل الأبواب في وجهه منذ أن اعتليتم المنابر لتخطبوا خطاباتكم البليغة, وعاهدتم الجماهير وأقسمتم بربطات أعناقكم بأنكم ستقدمون أفضل حياة ووعدتم الجماهير بمستقبل لم يكن ليحلموا به, بيدَ أن عهودكم ووعودكم لم تثمر سوى عن مزيد من القتل والتدمير ومزيد من الاحتلال والاختطاف وطلب الفدية من قبل أصدقائكم الذين تحالفتم معهم, فأصبحت وعودكم كوابيس في خاصرة أحلام الجماهير تستنزف قوته وتبعثر طاقاته وتهدر امكانياته, وعودكم لم تزل تنتابها الأهواء والخلافات والتدخلات والمصالح الضيقة. لا عجب فكل ذلك أمور عهدناها وتعودناها منكم.

أخوتي إخوة يوسف.. أنا لا أتحدث إليكم بلسان حالي فقط بل بلسان كل الجماهير البسيطة الذين فاقمتم من أزماته ومآسيه بدلاً من أن تبددوها.

أناشدكم بأن تفكروا ملياً… فنحن أحياناً تشدنا الرغبة بأن نحلم, نعم, نحلم بغد أفضل لكن ليس لنا, إنما لأولادنا وأحفادنا فهم الذين يشغلون بالنا. لأننا نعلم أن الغد لن يكون غداً مشرقاً إلا بهم وأنه لا غد لنا من دونهم.

يا أنتم, خذوا المناصب والمكاسب خذوا ما شئتم… خذوا الأموال الممتزجة بدمائنا وشهادة وفاتنا ولكن لا تبيعوا مستقبل أطفالنا.

فكيف ستجيبونهم عندما يسألون عن الذي باع غدهم بأبخس الأثمان؟

مرة أخرى وسأظل للمرة الالف أقول أن ما يجمع بيننا أكبر وأهم بكثير مما يفرقنا ويباعد بيننا وأكبر من أية خلافات ومكاسب آنية قد تتراءى لكم، وأريد أن أؤكد أن فداحة الخطر يجب أن تدفع بنا إلى حل الخلافات عن طريق الحوار الجاد والعقلاني، فالخلافات يجب أن تضمحل وتزول مهما كانت.

فدعونا نتفق بأن هناك أخطار تواجهنا وتحدق بنا ويجب أن نفوت الفرصة على الأعداء المستفيدين من أوضاعنا الذين يخططون ويعملون للتوسع مستفيدين من تناقضاتنا في هذه اللحظات.

بصراحة, المصلحة الأساسية وخاصة في هذه المرحلة التاريخية، تدعونا إلى الاستجابة لمتطلبات وطموحات الجماهير والتماسك والتضامن الحقيقي، وتعزيز الشعور بوحدة المصير وأن الانتكاسات التي أصابت الجماهير لا ينبغي أن تقودنا إلى فقدان الأمل وإنما يجب أن تقودنا إلى تكثيف الجهود وإلى مزيد من التصميم. فرص النجاح ما زالت قائمة فاحكموا ضمائركم ودعونا من نبش الماضي ونبش مراحل تاريخية عفى عليها الزمن وطويت صفحاتها الغابرة ..

زر الذهاب إلى الأعلى