مقالات

تركيا اُمٌّ لداعش

لوعدنا للخلف قليلاً و نظرنا إلى خارطة روج آفا وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مناطق في روج آفا و شمال سوريا لوجدنا أن هدف التنظيم الإرهابي كان فصل المناطق الكردية عن بعضها البعض؛ أي فصل الجزيرة عن كوباني، وغربي الفرات تحديداً عفرين عن كوباني كي تبقى تلك المناطق معزولة و محاصرة ومن ثم مهاجمة كل منطقة على حِدَةٍ، وما هجوم التنظيم الإرهابي على كوباني إلَّا كان بداية لمخطط القضاء على الكُرد وروج آفا، وعلى هذه التجربة الديمقراطية الفتية و النيرة في عموم سوريا، ولكن إدراك القيادة السياسية والعسكرية بأن سقوط كوباني يعني سقوط التجربة وإنهاء للثورة الحقيقية في سوريا منع من حصول ذلك، ولا يفوتنا أيضاً الهجوم الإرهابي على شنكال وما تبعه من مآسي نتجت عن سيطرة التنظيم عليها من قتل وسبي وخطف الأطفال.

كل ذلك يبدو عادياً بالنسبة لتنظيم إرهابي يرغب بالتوسع، ولكن إذا دققنا قليلاً بأسلوب و سياسات هذا التنظيم لوجدنا أنه دائماً كان يبحث عن مناطق تواجد النفط؛ كي يقوم بتمويل ذاته وخلق عمق جغرافي له كي يكون له كخطوط خلفية كما فعل بسيطرته على تدمر عندما كان يتم تحرير دير الزور.

إذاً لنعُد إلى محاولة التنظيم الإرهابي  داعش ومحاول سيطرته على كوباني فلا نفط ولا عمق جغرافي وكذلك منبج وغربي الفرات فلا نفط و لا عمق جغرافي، وما الهدف من سيطرته على شنكال وليس بها إلا قُرى آمنة وَادِعة لا تطلب من العالم سوى السلام والعيش الكريم فلا نفط ولا عمق استراتيجي على عكس كل المناطق الأخرى فخلف شنكال حيث موصل والصحراء كاملة كانت تحت سيطرة هذا التنظيم وفيها النفط و العمق الجغرافي الاستراتيجي؛ فلماذا غيَّر هذا التنظيم من سياسته في شنكال و كوباني المتاخمة للحدود التركية فلا نفط ولا عمق استراتيجي وكذلك منبج وجرابلس والباب.

ادعكم هنا مع هذا التنظيم وسياسته التي فشلت بفضل القديسين والقديسات من الـ “ي ب ك – ي ب ج” و الكريلا و الـ ي ب ش و البشمركة،

وفقط أود أن أذكركم بتصريحات الساسة الأتراك وعلى رأسهم أردوغان زعيم تنظيم الأخوان المسلمين الإرهابي العالمي.

طبعاً بعد احتلال عفرين من دولة الإرهاب التركية وأنا اعتبر لا كرامة للأحرار إلا بعد تحرير عفرين، كانت تصريحات أردوغان دائماً تُعبِّر عن نيته في السيطرة على شنكال للفصل بين الكُرد في روج آفا و بين باشور؛ وما تصريحاته الأخيرة الآن بالسيطرة على كري سبي  حيث كان التنظيم الإرهابي داعش  إلّا ليفصل بين الجزيرة وكوباني مدينة المقاومة، إذاً هو نفس مخطط داعش ولكن داعش لم تكن تعلن عنه،

وطبعاً لا يخفى على أحد كيف تم استلام و تسليم جرابلس للأتراك دون أي قتال بينهم وبين داعش، كل هذا يؤكد بأن داعش كان ينفذ مخططات السياسة التركية الأردوغانية.

فَشِلَ داعش بفضل إدراك وحكمة الساسة الكُرد وتضحيات أبطالهم مما اُجبِر زعيم تنظيم داعش الإرهابي أردوغان وليس البغدادي على أن يتدخل  بنفسه ويجاهر بمتطلبات داعش وتركيا، ولا أعلم إن كان الصحيح هو تركيا أمٌّ لداعش أو داعش أمٌّ لتركيا فكلاهما واحد،

ولكن كما هُزِم داعش؛ سيُسحق أردوغان وأحلامه أمام الأحذية الصفراء لمقاتلينا.

زر الذهاب إلى الأعلى