PYDبيانات

بيان إلى الرأي العام

تمر على شعبنا في شمال وشرق سوريا الذكرى السنوية الأليمة السادسة لغزو عفرين ثم احتلالها بعد ثمانية وخمسين يوماً من المقاومة الباسلة لشعبنا وتقديمه دماء الآلاف من أبنائه ثمناً لكرامته وتمسكه بتراب وطنه إلى آخر رمق.

لقد استطاعت عفرين الدفاع عن نفسها بإمكانياتها الذاتية والتصدي لجحافل الجهاديين منذ بداية الحراك الشعبي السوري لتتحول إلى واحة آمنة لأبناء الشعب السوري الذين فروا من بطش قوات النظام السوري ومن ظلم وتنكيل الفصائل الجهادية وسيوفهم، فقد لجأ إلى عفرين أكثر من نصف مليون شخص من كافة أنحاء سوريا ليجدوا في عفرين واحة للسلام والأمان بحماية أبناء عفرين، ولكن ذلك لم يرق لأعداء الشعوب والذين يتاجرون بدماء الأبرياء وأصحاب الذهنيات العفنة التي تحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.

غزو عفرين ثم احتلالها جاء نتيجة توافق دولي وسلسلة من المقايضات تورطت فيها قوى عالمية وإقليمية وسكوت بعضها الآخر على جريمة تتعارض مع كل المبادئ والقوانين والمعاهدات الأممية التي ينادون بها ويدعون حمايتها، ولم يبق أمام شعب عفرين بكل مكوناته وشرائحه سوى المقاومة أمام دولة غازية تستمد قوتها من الحلف الأطلسي لتستخدم في عدوانها أحدث الدبابات الألمانية وطائرات الأواكس التي لا تستخدم سوى في الحروب الدولية الكبيرة، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة المحظورة دولياً والأسلحة الكيميائية، في ممارسات وحشية تتنافى مع كل المعايير الأخلاقية والمقاييس الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان وحتى قوانين الحروب إلى درجة حرمان سكان عفرين من الماء لمدة شهر كامل وقصف المستشفيات وأماكن العبادة وملاجئ المدنيين.

لقد استخدمت الفاشية التركية أثناء وبعد غزوها جحافل الإرهابيين والجهاديين فيما يشبه استخدام الجيوش العثمانية للإنكشاريين في غزواتهم ليقوموا بالسلب والنهب والتنكيل بالمدنيين، وبعد الغزو قامت بتهجير المواطنين وسلب أملاكهم وأموالهم وفرض التغيير الديموغرافي وفرض اللغة التركية والتاريخ التركي في المدارس، وتحويل كل المناطق المحتلة إلى مرتع لكل من هب ودب من شذاذ الآفاق والإرهابيين، لتتحول عفرين إلى جهنم لا تطاق بعد أن كانت واحة للسلام والوئام لكل مكونات وشرائح الشعب السوري، بينما المهجَّرون من عفرين يعيشون في مخيمات بالقرب من مدينتهم وعيونهم تتوجه إلى عفرين كل صباح ومساء.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي نرى أن عفرين هو جرحنا الذي لازال نازفاً بكل آلامه وحرقته، ولن يَقرَّ لنا قرار إلا بعودة أهل عفرين إلى ديارهم وحقولهم، ونقول لأولئك الذي تحولوا إلى أدوات للفاشية التركية في غزوها سواء بالسكن في منازل المهجرين أو شرائها من المغتصبين أو الذين يساهمون في بناء المستوطنات وإجراء التغيير الديموغرافي: إن شعب عفرين لن يسكت على ما اقترفتموه، وسيأتي يوم الحساب لكم ولمن استخدموكم، ومن جانبنا نعاهد شعب عفرين وشهداءها على أننا سنكون إلى جانبكم ومعكم حتى يوم تحريرها بالكامل لتعود واحةً للسلام وأخوة الشعوب.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي

19 كانون الثاني 2024     

زر الذهاب إلى الأعلى