مقالات

بمناسبة الذكرى السنوية لحزبنا حزب الاتحاد الديموقراطي PYD

ثريا مصطفى

بادئ ذي بدء وبهذه المناسبة العظيمة يجب أن نهنئ قائد السلام “عبد الله أوجلان” وجميع الأحزاب السياسية المناضلة من أجل حرية جميع الشعوب.

لقد مرت عشرون عاماً على تأسيس الحزب، وخلال هذه السنين مرّ حزبنا بتجارب وصعوبات مريرة، وخاض نضالاً مليئاً بالمقاومة والإصرار على تحقيق أهدافه للوصول إلى مجتمع أخلاقي وسياسي، وضَحّى في سبيل ذلك بالآلاف من خِيرة شبابه مما جعله يُعرف بحزب الشهداء، وبالإضافة إلى أنه حزب سياسي واجتماعي، لكنه يتبنى مشروع الإدارة الذاتية الذي يكون مع الأمة الديمقراطية مثل الجسد والروح لا ينفصلان عن بعض طوال الحياة، ويتبنى أيضاً مشروع الرئاسة المشتركة ويطبقه فعلياً في شمال وشرق سوريا منذ العام /٢٠١٤/، ومن خلال الرئاسة المشتركة حقق مكاسب قيَّمة وديمقراطية ووحَّد المكونات والمجتمع، ولذلك كان إقبال مكونات سوريا كبيراً على حزبنا لأنهم متعطشون لنظام ديمقراطي في الوقت الذي يئن الشعب السوري تحت وطأة هذا النظام الذي يطحن مكوناته ويمزقها، فما تعيشه الشعب من أزمات روحية وأخلاقية وعنصرية وحالة حرب دائمة والبطالة والأمراض والجوع والفقر والهجرة والحرمان من أبسط حقوقه كلها نتيجة جشع نظام الدولة السورية الإستبدادية الفاشية الذي هدفه فقط إرضاء الهيمنة من أجل بقائه في السلطة ويضحي بكل شيء في سبيل ذلك.

لذلك نجد أن جميع المعطيات على الساحة السورية تثبت وتؤكد أن لا المعارضة، ولا الدولة، ولا تدخل القوى الخارجية، استطاعوا حل الأزمة السورية.

إن مشروع الأمة الديمقراطية هو المشروع الوحيد والأمثل لحل القضايا السورية وقضايا المنطقة، وهو مشروع يحق لكل مكون إدارة منطقته وأن يمثل إرادته في مصدر القرار، أي في المركز، الذي يجب أن يكون تعددي لا مركزي، وبذلك يطبق مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية التي بادرت وتُبادر من أجل الحلول،  ولكن حتى الآن سلطة دمشق تتقرب بعدم الجدية بهذه الحلول وبل على العكس من ذلك فهي تتفق مع دول الجوار المعادية للإدارة الذاتية وتعقد اتفاقات على إنهاء هذا المشروع الذي حافظ على وحدة الأراضي السورية وحمى مواطنيها ولا تريد تقسيم سوريا أرضاً وشعباً، كما أن الدولة السورية مستعدة لخسارة أراضيها مرةً أخرى كما فعلت في السابق من أجل عدم دمقرطة سوريا، لذلك نجد في الآونة الأخيرة في بعض المناطق يقوم الشعب بحراك سلمي ضد هذا النظام وخاصةً في “السويداء” ويطالبون بتطبيق الإدارة الذاتية التي أصبحت أكبر مثال مطبق عملياً على أرض الواقع، وهو نظام اجتماعي قادر على احتضان المكونات والأطياف والأديان والمعتقدات.

ونحن كأعضاء وعضوات الحزب، وكوننا مقتنعين ومؤمنين بهذه المشاريع، سنرفع من وتيرة نضالنا وعزيمتنا للارتقاء بالمجتمع إلى مجتمع أخلاقي سياسي.

زر الذهاب إلى الأعلى