مقالات

الوقوف إلى جانب الوطن

مصطفى عبدو

أمّا الآنَ وقد كشفتِ الأيامُ عن الصورة التي أصبحتْ واضحةَ المعالم للعيان، وانقلبت مفاهيم المقاومة والنهج إلى التعبد في محراب الأعداء، وأن الشعارات يتم تفريغها من مضمونها؛ هذهِ الشعاراتُ البرّاقةُ التي تناقضت مع المصالح الوطنية، بدأوا بالسير في حافلة الأعداء وفقاً لمخططاتهم، واتضح أنَّ ارتباطاتهم المشبوهة مع الأعداء تفوقُ بكثير أي نوعٍ من ادعاءاتهم بوطنيتهم؛ فهم لا يمتون بالوطن إلا بالاسم, وقد نجح هؤلاء إلى حدٍّ ما  في تنفيذ مشاريعهم ولكن هيهات.

اليوم عادت الأنظار بالتوجه من جديد إلى مشروع الأمة الديمقراطية؛ بل وإعادة النظر فيها ودراستها من جديد، وبدأت العناية بها بشكلٍ واضحٍ و بأثرٍ طيب, والسؤال الذي يطرح نفسه بعد كل ما جرى ويجري فهل نستمر بالوقوف جامدين ؟؟؟

اليوم أنَّ تَخَلّينا عن المسؤولية والتكاسل والتباطؤ والوقوف عن المتشابهات, وسياسة النأي بالنفس لهي مواقفُ متخاذلة؛ فلنستيقظ جميعاً لهذا الواجب، وليأخذ كلٌّ منّا بيدِ الآخر، ولنفرض جانباً من التنافس الايجابي؛ خاصةً بعد أن تأكد الجميع أن مشروع الأمة الديمقراطية قد بَسَطَ صوابيته على جزءٍ كبيرٍ من المجتمع، وبرهن على قوته وعدالته وإخلاصه؛ ونحن بدورنا واثقون من أن هذا المشروع يَسُدُّ حاجة المجتمع وينظمه خيرَ تنظيم، وأنهُ يُصْلِحُ لكلِّ زمانٍ ومكان، وحقيقةً أنهُ فكرٌ ونهجٌ واقعيٌّ يعالجُ كل شيء في الحياة بما يساير مصالح المجتمع بكليته، ويستطيع دفع الدعاوى عنه بأنه فكرٌ مثاليٌّ ونظريٌّ غيرُ قابلٍ للتطبيق، ويثبت للكافة أنه فكرٌ واقعي وصالح للعمل به، وأنه يفوق أيَّ نظامٍ حديث آخر، وأنه يعلو على كلِّ فكرٍ أو مشروع آخر أياً كان مصدره، لأن جميع المشاريع النافعة للمجتمع تجدها مضمونة في مشروع الأمة الديمقراطية بصورةٍ واضحة جلية ودقيقة، وتجعلها أدعى للقبول وأقرب إلى القلوب، وهذا المشروع يتسع لكل ما هو مفيدٌ ونافع ويحقق للمجتمع الإنساني السعادة والسلام.

مشروع الأمة الديمقراطية يخاطب الناس جميعاً، وتتحرك عواطفهم في ظله؛ وهو القانون الذي يجب أن تكون تصرفاتهم والتزاماتهم على أساسه، وأن يكون مرجعهم في كل الجوانب الحياتية, خاصة وأن أحكامه جاءت للعالم عامة، وتتوقف كثيراً عند وضع الأسس والقواعد الكلية, أنها مرنة تساير مصالح الناس وتتفق مع الأعراف والتقاليد المجتمعية .ولهذا العموم جاء مشروع الأمة الديمقراطية وافياً لحاجة الناس أفراداً وجماعات عادلاً سهلاً من غير إفراط ولا تفريط ومن ميزاته أنه يخاطب العقل البشري ويدفع الى العمل في الحياة والمجتمع والتعاون بين الأفراد والجماعات ويهدف إلى التسامح والحرية .وجاء الى الفطرة التي فطر الناس عليها ويبني دعائم قوية واسس متينة بين أفراد المجتمع  ويراعي التيسير على الناس ويرفع الحرج عنهم أي بعبارة أوضح “في حدود الاستطاعة والقدرة البشرية “.

بالمحصلة :لقد علمتنا الحياة ان النصر في أيدي الرجال الذين يقفون مع شعبهم ووطنهم لا مع المنصب والسلطة .

زر الذهاب إلى الأعلى