مقالات

الوعي الذاتي للمرأة مراحله ومصادره

المرأة عنصر أساسي في المجتمع، ولكي تكون قادرة على القيام بدورها الريادي في المجتمع يجب توعيتها وتثقيفها وتفعيل دورها في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل إدراكها لوظائفها العقلية والجسمية، وإدراكها خصائص العالم الخارجي، ومن ثم خصائص نفسها باعتبارها عضو فعال ضمن الجماعة، وبذلك تتجاوز إطارها المعهود وهذا ما نسميه بــ “الوعي الذاتي” والذي يتضمن عدة نقاط بارزة من أهمها: احترام الحقيقة والواقع مهما كان حلواً أو مُراً وعدم انكار الحقائق المؤلمة والاستفادة منها بشكل إيجابي في البحث الدقيق للذات والتعامل معها على هذا الأساس، وبعد هذا التقييم يجب عليها التحرر من الأفكار والمعتقدات الزائفة المنتشرة بكثرة في مجتمعنا، ومن ثم الانفتاح على المعرفة الحديثة والتقييم الدقيق للذات وتقبل العلاقات الاجتماعية وآراء الآخرين وتقبل النقد الهادف والاعتماد على قانون الإدراك والإسقاط والذي ينص على أن ما تدركه كفرد في داخلك سيسقط عليك وما تركز عليه ستحصل عليه سلباً كان أو ايجاباً فأن فكرنا بالنجاح والتقدم نحصل عليه وإن فكرنا بالفشل سنحصل عليه والاسقاط الداخلي يحدد ذلك وبما أن الفكرة لدى كل فرد منا تتشكل على ثلاثة مراحل ألا وهي الأفكار والمشاعر والسلوك فالفكرة عندما تخلق تتحكم بمشاعرنا تجاه الفكرة وهذه المشاعر تؤدي بشكل طبيعي إلى التحكم في السلوك العام، ولهذا فالوعي في تشكيل مثل هذه الأفكار بمراحلها الثلاثة لا بد الحديث عنها لنتعرف على مدى وصولنا إلى أي درجة منها وهذه المراحل هي:

مرحلة الوعي بالشكليات أوما تسمى بالقشرة كأن تطلب من شخص التعريف بنفسه فيقول أنا فلان الفلاني فهذا الشخص يهتم بالشكل الخارجي فقط، بينما يوجد شخص آخر يعرف عن نفسه بأنه فلان الفلاني ويحب الموهبة الفلانية أو الفكر الفلاني هنا نقول عن مثل هذا الشخص أنه وصل إلى مرحلة الوعي بالأفكار والمشاعر وهذه هي المرحلة الثانية من الوعي، بينما نجد شخص ثالث بالإضافة إلى التعريف عن نفسه والإفصاح عن مشاعره وأفكاره يتحدث عن الواقع؛ حلوه ومره، وإيجاد الحلول وطرح الأفكار فمثل هكذا شخص يكون قد وصل إلى المرحلة الأخيرة من الوعي آلا وهي الوعي الخالص وهي أسمى مراحل الوعي والإدراك.

ولتحديد واقع الوعي الذاتي يجب أن نحدد صورة الذات وأن نحدد النظرة للوقائع والواقع ومن ثم نحدد مَوَاطِن القوة والضعف والمهارات التي نمتلكها والناس الذين نتأثر بهم وساهموا بشكل مباشر في تشكيل شخصيتنا سلباً أو ايجاباً لهذا الذات بشكل دقيق والتخلص من الطاقة السلبية المغروسة داخلنا بالفطرة.

وبعد تحديدنا لهذا الواقع للوعي ما علينا معرفته هو مصادره وطرق شكله.

بداية نبدأ من الذات فالفرد من الفطرة السليمة والعاقلة  قادر على الوعي والتفكير والتقرير إذا فعَّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والاستنباط واتخاذ القرار.

والمصدر الثاني هي الأسرة التي لها الدور الأساسي لتشكيل الوعي الذاتي من ثم المجتمع فالأفكار والمبادئ وصولاً إلى الأحداث والمواقف التي مررنا بها ولا بد من عدم نسيان دور الإعلام في تشكيل الوعي ورقياً والكترونياً وبعد إدراكنا لمصادر تشكل الوعي هناك أخطاء للتفكير يجب تلافيها من أهمها: التبسيط والتعميم وقراءة الأفكار والاستدلال العاطفي وتحقير الإيجابيات ولوم الذات في الآخرين من ثم التصوير الكارثي (كل شيء أو لا شيء)  والمقارنات الموجودة على أرض الواقع، وذكر الأشخاص الذين ساهموا سلباً على تكوين وعينا والابتعاد عن الإيجابية التي ترى حلاً لكل مشكلة، وترى في العمل أمل وشعاره “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك” وأن كل شيء ممكن مهما كان صعباً ولا مستحيل فالأفكار جزء من العقل علينا مراقبتها واستبدالها بما يخدم شخصيتنا وتحديد موقفنا ومدى رضا كل منا عن واقعه وعلامة الرضا لديه وذكر المعوقات وإيجاد الحلول.

هنا نكون قد حددنا وظائفنا العقلية وإدراكنا خصائص العالم الخارجي وتجاوزنا الإطار المعهود وهذا ما يسمى (الوعي الذاتي) الذي هو من أقل المهارات نمواً.

زر الذهاب إلى الأعلى