مقالات

النتيجة الايجابية تتطلب الانطلاقة الصحيحة

خالد عمر

لا شك أن أية مسألة تشغل بال الإنسان مهما كانت صغيرة أو كبيرة يمكن تقييمها – ولو مجازاً بالنسبة لبعضها – على أنها قضية  أو إشكال مطلوب حله, و أنه من سمات هذا العصر أن حياة الإنسان ( فرداً وجماعات ) مليئة بالقضايا والمشاكل التي تستلزم الحل

ولعل من أهم معوقات التوصل إلى حلول لمشاكلنا هي الدوغمائية وأنماط العمل الكلاسيكية المستندتين في حقيقتيهما إلى الذهنية الخاطئة, إذا نستطيع القول بأن الذهنية الخاطئة هي من جهة مشكلة قائمة بذاتها ويجب حلها, ومن جهة ثانية فإنها العائق الأصل أمام حل بقية القضايا الاجتماعية، ومن هنا فقد كان التوسيم الأصح لثورة الشعب الكردي في روج آفا بأنها ثورة الذهنية ليبدأ بنفسه ويقود بذات الوقت الثورة الذهنية لشركائه في الوطن.

إن إحدى أهم الحقائق التي أثبتا الكوانتوم هي أن جميع أجزاء الكون مرتبطة ببعضها بغض النظر عن أنواعها وأحجامها والمسافات التي تفصل بينها، وحالة التمازج والتداخل الموجودة في سوريا بين جميع المختلفين عن بعضهم قومياً ودينياً ومذهبياً لا تدع مجالاً للشك في ارتباط مصائر هؤلاء المختلفين ببعضها بشكل يستحيل فيه الفصل فيما بينهم وفيما بين مصائرهم.

سوف يكون من باب الأنانية المفرطة والإجرام بحق الأجيال القادمة تسوية المشاكل الموجودة بحلول تخدم فقط فترات ومراحل مؤقتة – نسميها مجازاً بالحلول – وسوف تكون هذه الحلول في حقيقتها مراكمة إضافية للمشاكل الموجودة أصلاً, لتتفجر تلك المشاكل مرة أخرى وبأحجامها المضاعفة بعد انتهاء تلك الفترات.

لتكون النتيجة كوارث وحروب وضحايا ودماء سوف يتكبدها أحفادنا كضريبة للغريزة السلطوية لجيل العجائز من ذوي الأفق الضيق للفكر والقوالب الجامدة ممن يقدمون أنفسهم كقادة وسياسيين همهم إشباع غريزة السلطة والهيمنة خلال حياتهم التي يخالونها أبدية، ودون أن يكترثوا للحظة واحدة لما سوف تجلبه طموحاتهم الشخصية من آلام للأجيال القادمة، ودون أن يستفيدوا من دروس التاريخ وما شهده من تجارب تجعل العاقل يتجنب تكرارها, مقصد الكلام هنا هو حل الدولة القومية التي تبدو في ظاهرها كحسناء مبهرة في حين أنها في حقيقتها جسد مليء بالسم القاتل, وقد أثبت واقع الحال المعاش ما جره هذا النموذج من ويلات على الشعوب والمجتمعات, فهذا النموذج المتأسس على تمجيد اللون الواحد وصهر بقية الألوان، في داخله ها نحن نعيش تداعياتها وندفع كشعوب ضريبتها خدمة لمصالح فئة السلطة المعتاشة على عذابات الشعوب.

فإن كنا نريد للأجيال القادمة أن تلعننا فلنتوجه صوب إقامة دولة قومية كردية ولنضطهد العرب وغيرهم من مكونات لكي يأتي يوم ينتفضوا فيه في وجهنا ويتكرر مشهد المأساة المعاشة, فأية جريمة سوف نقترفها بحق أنفسنا وبحق غيرنا.

من هنا يتقدم نموذج الأمة الديمقراطية كالحل الأسلم الذي سوف نتجنب من خلاله لعنة الأجيال والتاريخ, وخير ختام استذكار ما قاله الشهيد الأممي

حقي قرار: إن حرية الشعب التركي تمر من حرية الشعب الكردي, وما قاله الشهيد الأممي عزيز عرب: سأموت أنا العربي المولد ولتحيا أخوة الشعوب الشرق أوسطية.

زر الذهاب إلى الأعلى