مقالات

الكرد والعرب معاً يكافحون الإرهاب

صلاح الدين مسلم

بات منهج (مكافحة الإرهاب) المبدأ الرئيس الذي اتّخذه العرب في الرياض بعد انكسار كلّ المشاريع التي اعتمدت على دمج الدين بالدولة، وهو المنهج الذي اتّبعه الكرد قبل سنوات من خلال حربهم ضدّ داعش، في حين كان معظم الموقّعين في الرياض صامتين حينها لما يجري من الإرهاب الداعشيّ وغيره من إرهاب الجماعات المرتزقة في سوريا، وهنا علينا أن نتساءل؛ ما الفرق بين جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من الجماعات المسلّحة التي قصفت الشعب الأعزل في الشيخ مقصود مثلاً وبين داعش؟

لقد استطاع الكرد أن يغيّروا مفهوم الإرهاب في الشرق الأوسط، حيث أُجبرت الدول على أن تتبنّى المفهوم المجتمعيّ في مكافحة الإرهاب لا مفهوم السلطة، لا ريب أنّ كلّ اتّفاق على محاربة الإرهاب يصبّ في مصلحة الكرد بالضرورة، وفي مصلحة الشعوب المضطهدة، لكن لنتساءل؛ لماذا يصنعون الإرهاب ثمّ يتمّ اتّخاذ قرار بالقضاء عليه؟! لماذا يتمّ الهجوم على قطر ولا تتمّ مهاجمة الراعي الأوّل للإرهاب وهو حزب العدالة والتنميّة بقيادة أردوغان؟ أليس أردوغان هو الداعم الرئيس للإرهاب في الشرق الأوسط برمّته؟ ألا يمكن أنّ تكون الرسالة موجّهة له من خلال المرسال القطري، أو لنقل من خلال (معبر قطر لتسويق أيّ إرهاب كان).

لقد بانت نتائج الصراع (القطري – التركي) مع (السعودي الخليجي المصري ) وقد غدت واضحة المعالم على أرض أعزاز والباب وإدلب وغيرها من المناطق التي سلّمت إرادتها للخارج، فبدأت تنشب الصراع والاقتتال فيما بين الفصائل المدعومة قطرياً وبين الفصائل المدعومة من سواها.

سيظلّ الغرب يردّد مقولته: “لا يمكن تغيير العالم إلّا من خلال الشرق الأوسط، ويجب عليه أن يكون متأخّراً ومركزاً لاستيراد المواد الخام، ومركزاً لتسويق السلاح والحروب”. فهو الشعار الدائم للفكر الغربيّ ونظرته إلى الشرق الدامي، فيأتي الديمقراطيّون الأميركيّون ويقولون: (يجب تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، وزرع الفوضى الخلّاقة) فيكون الحلّ في القضاء على الديكتاتوريات الموجودة في الشرق الأوسط كما حصل مع إسقاط صدام حسين وصولاً إلى مبارك وغيره… وعندما لا يتحقّق الهدف المرجو يأتي الجمهوريّون ويقولون: (يجب الإبقاء على الأنظمة وإنهاء حالة الفوضى الخلّاقة في الشرق الأوسط). لذلك نرى كيف يوصل المتحكّمون بمصير العالم رئيساً مثل “دونالد ترامب” إلى سدّة النظام المهيمن على العالم؟! ليتناسب مع مرحلة الفوضى في الشرق الأوسط، لكي يتخبّط المحلّلون السياسيّون في معمعة الفوضى التحليليّة لهذه الأحداث الغريبة في القرن الواحد والعشرين التي ابتدأت بانهيار بُرجَي التجارة العالمية وصولاً إلى أزمة قطر، ومازال المسلسل مستمراً.

بعد اتّفاق العرب وجدّيتهم في محاربة الإرهاب تضامنت الأصوات الكرديّة مع الأصوات العربيّة لمكافحة هذا الداء وهذا الوباء الفتّاك، وهذه بداية جيدة لتوافق كرديّ عربيّ لهذا العدوّ الذي يدمّر الجميع دون أن يميّز بين أحد.

زر الذهاب إلى الأعلى