مقالات

الكرد مفتاح حل الأزمة في الشرق الأوسط

جوان سليفي

بما أن منطقة الشرق الأوسط تعيش صراعاً طائفياً بغية الوصول للسلطة وليس من أجل مصلحة الشعب والطائفة ضمناً، لنقف عند أسبابها، حيث الصراع على السلطة تمتد بجذورها إلى آلاف السنين، وهناك خلافات دينية، وضمن الدين الواحد خلافات مذهبية، وحتى في المذهب الواحد خلافات بينية في الشكل والمضمون، كل هذا يخدم مصالح أشخاصٍ معينين يدّعون أنهم أصحاب ذاتٍ دينية والدين منهم براءة، أما فيما يتعلق بالقضية الكردية وعلاقتها بهذه الصراعات؛ القضية الكردية ليست قضية طائفة وإنما قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين، وحل هذه القضية برأينا سوف تكون مدخل لوقف أغلب الصراعات التي تدور تحت اسم  الدين والطائفة والمذهب في المنطقة وانهيارها.

بالإضافة إلى ذلك فقد كان ولازال أحد أسباب معادات السلطة الفاشية العثمانية والفارسية لحل القضية الكردية هو لحماية سلطتها المبنية على الخلافات الطائفية في البلاد.

كما نعلم كانت الفاشيتين العثمانية والفارسية منذ القِدم يستخدمون ملف الخلافات الدينية التي ورثوها من أجدادهم لمصالحها الشخصية، ولكن مع مرور الزمن توصل قسم كبير من الشعب إلى مفاد أن هذه الخلافات لا نهاية لها، وعليهم بالتعايش مع هذا الصراع وتقبُل الاختيار الشخصي للدين، وفي هذا التحول الإيجابي برأيي عند الشعب في تقبل الديانات المختلفة، أدركت الفاشيتين خطر هذا الوعي على السلطة، فاستغلوا هذا الخلاف لنشره بطريقة سلبية و تحويره وتحويله إلى صراعات سياسية مبنية على خلافات مذهبية في الدين الواحد لبث الصراع بين القوميات في الشرق الأوسط الذي يعتنق غالبية شعوبه الدين الإسلامي، وهنا نذكر الشعب الكردي الذي كان أقوى من هذه الخلافات حيث لم يقبلها، لأن الكرد كشعب فقد كان فكره ومفاهيمه الرئيسي مبنية على مبدأ التعايش المشترك والسلمي والتفاهم الديني، مبني على أساس قومي وتقبل اختيار الشخص لدينه، لهذا فأن الفاشيتين أدركت بأن حل قضية شعب مبني على أساس قومي ووطني متفاهم دينياً ويضمن حقوق الطوائف الأخرى سواءً “الجغرافية أو السياسية” سوف يكون ذلك بداية لانهيار سياستهم الفاشية المبنية على الطائفات الدينية.

وهنا  يمكن أن نرد مثال حي يتماثل أمام أعين العالم جمعا عن التعايش السلمي للكرد مع شعوب المنطقة في باشور وروج افا، حيث قدم الشعوب الأخرى إلى جانب الكردي الكثير من التضحيات لحماية كافة المكونات المتعايشة في المنطقة وذلك لإزالة الخطر السياسي والعسكري وبالأخص “الطائفي” الذي يستخدمه تركيا وإيران بشتى الطرق للوقوف أمام حل القضية الكردية، متأكدين بأن حلها سيكون انهيار لسلطاتهم، اي حلها لن يقتصر في خدمة الشعب الكردي فقط بل جميع الطوائف والقوميات الأخرى.

هنا علينا أن ندرك تماماً أهمية الوقوف بوجه الصراعات ونعمل جاهداً لحل القضية الكردية لفتح باب حق الشعوب في تقرير مصيرها والحصول على الحقوق المسلوبة من السلطات الفاشية، ولتكون بداية الانتقال من سياسة قديمة متوارثة إلى نموذج السياسة الحديثة  حيث العولمة الفكرية ومواكبة التطور العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى