تقارير

القناص غريب: حمل اسم عمه الشهيد والتحق به

في عادات وتقاليد الشعوب؛ وفي شريعة الأديان يقال أن فلان ورث عن أبيه أو جده أو أحد أقاربه مالاً أو جاهاً، لكن في ثقافة وفلسفة الحركة الآبوجية من أرض المحبة والسلام، من أرض الحضارة الإنسانية، من ميزوبوتاميا أصبح الشخص يرث عن أصدقائه وأحبابه المقاومة والبطولة ومن ثم الخلود.

في قلب هذه الأرض الخيّرة أسست الحركة مدرسة تُدّرَّسُ فيها مناهج عن الحياة الحقيقية وثقافة المقاومة، فيتخرج منها أبطالاً لا يفرقون بين كردي أو عربي أو سرياني، يناضلون كي يعم السلام أرجاء المعمورة والعيش بعزٍ وكرامة.

قصص عندما تروى تدمع العين ويخفق القلب وتنحني القامات إجلالاً والجبين يرفع عالياً فخراً بهذا الإرث العظيم الذي لا يتوارثه إلا مَن عشِقَ الوطن والحرية.

وما كان ولات سروخان إلا عاشقاً للوطن؛ اسمه الحركي “غريب سروخان” ترعرع في كنف عائلة وطنية مكونة من ثمانية أولاد أخوة وأخوات، ولات ذاك الطفل الوسيم صاحب العينين الجميلتين حمل اسم عمه الشهيد الذي ترك باستشهاده ألماً كبيراً في قلب العائلة، بدأ هذا الطفل يكبر ويلملم جراح جديه فيملأ البيت فرحة وبهجة فهو الابن والحفيد.

عرف قصه اسمه من الأهل؛ أحبها كثيراً، حيث كان يرويها لزملائه ومعلميه في المدرسة فكان يروي قصة عمه ويخلق روايات عن البطولة.

مع بداية اندلاع الثورة في روج آفا وتشكيل وحدات حماية الشعب؛ رغم صغر سنه حاول الانضمام إليها إلا أن الرفاق في الـ YPG رفضوه بسبب صغر سنه، ونصحوه بالانضمام إلى الشبيبة الثورية؛ إلا أن نشاطات الشبيبة لم تشبع جرأته وحبه للوطن، وبقي على إصراره للانضمام إلى القوات العسكرية.

رغم صغر سنه لكنه شارك في عدة حملات منها حملة الشدادة حيث كان قناصاً ماهراً وكان النصر حليفهم، بعودته من حملة الشدادة بعد غياب دام شهرين التمت العائلة من حوله وكان يروي لهم قصص البطولة والبسالة التي أبداها الرفاق في الجبهات وكأنه قادم من عرس.

ومع ابتداء حملة الشهيد فيصل أبو ليلى في منبج شارك فيها منذ بدايتها؛ ورغم أن قائده العسكري طلب منه مراراً وتكراراً أن يذهب إجازة للمنزل إلا أنه لم يرضى ترك رفاقه لوحدهم، وبعد تحرير المنطقة ذهب مع مجموعة من الرفاق إلى قرى منبج المحاذية لجرابلس، وفي ليلة الثامن والعشرين من آب تعرض مع رفاقه لهجوم من قبل داعش فاستشهد مع خمسة من رفاقه ليكونوا نجوماً تتلألأ في سماء الحرية التي تنير درب الأمم.

بهذه الثقافة وبهذا الإرث العظيم الذي يتوارثه أبناء شعبنا عن بعضهم؛ سيتم القضاء على الإهاب وسيعم السلام في المنطقة، فدمتم مشاعل نور ودمتم قدوة للإنسانية جمعاء.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: غريب سروخان

الاسم الحقيقي: ولات

اسم الأب: أحمد

اسم الأم: شيرين

مكان وتاريخ الولادة: الحسكة – 2001

مكان وتاريخ الانضمام: الحسكة – 2013

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج – 28 آب 2016

زر الذهاب إلى الأعلى