مقالات

السوريون ليسوا بخير

مصطفى عبدو

في سوريا بلد الخير والخيرات تزداد بشكل يومي الأزمات التي تثقل كاهل المواطن السوري وتجعله عاجزاً عن تأمين أبسط متطلبات حياته اليومية فلم يعد من السهل حتى الحصول على رغيف من الخبز، في ظل تفاقم الأزمات.

ومن أبشع المواقف التي يعيشها المواطن السوري طوابير «المهانة» التي تزداد بشكل يومي طلباً للخبز أو الغاز أو الماء أو المحروقات…،طوابير لا تخلو معظمها من المشادات الكلامية والكلامات البذيئة والتي تتحول في كثير الأحيان إلى اشتباكات بالأيدي، والمضايقات وغيرها من المواقف المستفزة.

ما يمر به السوريون اليوم يذكرني بحديث الآباء والأجداد عن المجاعة التي ألحقت بالبلاد والمنطقة عند سيطرة العثمانيين (سنة الغلاء) كما كان يقول عنها أجدادنا أو(سفر برلك1914).

ليس هذا فحسب بل يعاني معظم السوريين من ارتفاعات يومية في أسعار أغلب المواد لتصل إلى أضعاف التكلفة السابقة لدرجة لم يعد بإمكان الكثير من المواطنين الحصول مستلزماتهم اليومية، حيث تفقد العديد من المواد فازداد أعداد «الباحثين» والمنبشين في حاويات القمامة أو في القمامة المتجمعة أمام البيوت بحثا عن بقايا صالحة للبيع من بلاستيك أو زجاج أو كرتون أو قطع الحديد والنحاس وسواها وكل صباح تعيشه في سوريا ستشهد مثل هذه المشاهد بكل يسر وأنت في شرفة منزلك، أنها حقيقة مؤلمة أن يتوسع الفقر بهذه الوتيرة بينما تزداد شبكات الفساد والتهريب لتشمل كل القطاعات، وكل مادة مفقودة تباع في السوق السوداء بأضعاف سعرها الرسمي.

دعني أوشوش لك، قد يستطيع المواطن السوري تأمين مصروف الطعام اليومي بوسيلة ما، وهو يتقاضى أجراً أقل من دولار واحد يومياً ولكنه بالتأكيد لن يتمكن من تأمين نفقات ضرورية أخرى وهو يعاني الأمرين من انقطاع التيار الكهربائي العام بـ (حدود الساعة يوميا)، فيما تكلفة الاشتراك بالمولدات الخاصة ترتفع بشكل شهري إلى جانب سطوة أصحابها.

سوريا ليست بخير والسوريون ليسوا بخير فهل ننتظر أياماً أشد سواداً.

زر الذهاب إلى الأعلى