ثقافة

الذكرى الـ23 لرحيل الفنان علي تَمَل

لاتزالُ أغنية”Va ye PKK rabû ” و “Şitla Azadiyê”

 تبعثُ بالحياة وتثير المشاعرَ وتلهبُ حماسَ الملايين من أبناء الشعب الكردي، هذه الأغاني الثورية والوطنية اُشتهر بها الفنان الراحل علي تَمَل بين أوساط شعبه.

مسيرته الفنية الوطنية والثورية كان لها وقعٌ وتأثيرٌ على الواقع الاجتماعي الكردي خلال فترة التسعينات من القرن الحادي والعشرين، وبعد مرور 23 من رحيله لازال صدى صوته يرن في أذهان الكثير من أبناء شعبه الذين تعلقوا به وبفنه.

الفنان الثوري الكردي الراحل علي تَمَل هو من مواليد عام 1960ولد في قرية  تل أحمرgirê sor)) التابعة لمدينة ديرك،  درس تمل المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية وتابع دراسته الإعدادية في مدرسة قرية شَمَّرخ. وخلال تلك الفترة تعرّف على الحركة التحررية الثورية الكردستانية وهو في السابعة عشر من عمره. الحدث الأبرز أو التحول الأكبر في تلك المرحلة جاء بعد أن اُستشهد أستاذه في المرحلة الثانوية الأستاذ كرم بيطار بعد انضمامه للحركة التحررية الكردستانية،  وكان لهذا الأمر تأثيرٌ كبير على تَمَل الذي سار على درب أستاذه، التقى تَمَل بالرعيل الأول للحركة التحررية، حيث تعرّف في البداية على خيري دورموش وفرهاد كورتاي.

 ككرديِ ثوري عمل تَمَل على التوفيق بين فنه وواجبه كشخصية ثورية ضمن حركة التحررية الكردستانية، إلى جانب الفنان صفقان عمل الفنان الراحل علي تمل في مركز ميزوبوتاميا للثقافة والفن( .(NÇM

 بعد انقلاب 12 ايلول عام 1980 في تركيا صبّ النظام التركي جامَ غضبه واستبداده على الشعب الكردي، وقام بحملةٍ شعواء ضد كل من يتنفس هواء الحرية والديمقراطية، لقد امتلأتْ زنازينه بآلاف الشبان الثوريين من الكرد والترك ….إلخ، حيث كانوا المستهدفين الأوائل في تلك الحملة. لقد اُشتهر سجنُ آمد الذي اكتظ بمئات الثوار والناشطين من بين سجون الدولة التركية بأساليب التعذيب والفتك، خاصة سجناء الحركة السياسة والفكرية والتحررية الكردستانية.

شهداءُ تلك الفترة كتبوا في مذكراتهم عما كانوا يتعرضون له في أقبية تلك السجون، لكن حتى تلك المذكرات لم تكن كفاية لتعبّر عما كانت تقوم به آلة الاستبداد التركي. سجن آمد ( دياربكر) لم يشتهر بالتعذيب فقط،  الشيء الذي شَهر ذاك السجن تلك المقاومة البطولية التي حدثت داخل السجن ومنها لبَّ  نيران الثورة التحررية،  مئاتُ القصائد تغنت بتلك المقاومة، ولعل أكثرَ القصائد والأغاني التي أثرت على المجتمع وبقيت محفورةً في ذاكرته هي قصائد وأغاني الفنان علي تمل.

قصيدته

“Va ye PKK rabû”  والتي أصبحت فيما بعد أحد أشهر أغانيه ، كتبها عندما كان سجيناً في سجن آمد.

 غالبية أغانيه  كانت من تأليفه لحناً وكلماتٍ. علي تمل الذي صنع طنبوراً من العصا الخشبية للمكنسة، وعمل من مطاطة جوربه وتراً لها عندما كان في السجن، ألف أغنيته داخل السجن ليرفعَ من حماس وإرادة رفاقه السجناء.

بعد خروجه عام 1990 من سجن آمد، انضمّ علي تمل إلى فرقةçiya  أصبح الملحن الرئيسي للفرقة، نشر أول ألبومٍ له بعنوان روزرين rozerîn، وغالبية أغاني الألبوم كانت من تأليفه.

في الـ12 من تموز عام1994 فَقد الفنان علي تَمَل حياته في قرية تربكtirbik  إثر معركة حدثت في القرية.

 وفي عام 2013 ونتيجة للتنقيبات في المقابر الجماعية في ناحية شمرخ الواقعة ضمن الحدود الإدارية لمدينة ماردين، تلك  المقابر التي حصلت على يد السلطات التركية آنذاك،  عُثِر في إحدى القبور على رفاة الراحل علي تمل، وبعد التأكد من ذلك تمَّ نقل رفاته إلى مقبرة موزوبوتاميا ( girê pirê) الواقعة في حي Koçhîsara  في منطقةQoserê  في شمال كردستان.

كلمات أغنية “شتلة الحرية”  Şitla azadî

Şitlê baxçê azadiyê Kulîlk veda li adarê Bircên kela Diyarbekir Bi Zekîye reng vedikir

Şitla azadî her bijî Nava dilê kurdan dijî Agirê nava dilê Ferhat Nav dilê Zekiya şîn hat Agirê azadiyê pêtî da Tînê dide axa welat

 Wek tîrêja agirê Newroz Cejna Alkan dike pîroz Ew agirê Mahmut Zengîn Boy Zekîye Bûye evîn

 Necmi rabûye selabê Eşref hilda ala partiyê Zekiye bi xemla bûkê Hembêz dike agirê Newroz

 أهدى الراحل تمل هذه الأغنية  إلى أرواح رفاقه  (فرهاد كورتاي، نجمي اونور، اشرف، زكيا الكَّان) التي أشعلت النار بجسدها في 21 آذار على سور قلعة آمد لتكون شعلةً من مشاعل النوروز.

في سجن آمد كتب وألفَّ الفنانُ الراحل العديدَ من القصائد والأغاني التي جمعها فيما بعد ضمن ألبوماته الغنائية. رفاق علي تمل لايزالون يحتفظون بمذكراته وصوره وألبوماته،  كما أن مؤسسة سينما الشرق الأوسط قامت بجمع وتوثيق إرث تمل وحفظها ضمن أرشيفها الخاص، و من الجدير بالذكر أنها تحتفظ بالنسخة الأصلية لقصيدته شتلة الحرية والمكتوبة بخط يد علي تمل.

دلبرين فارس

زر الذهاب إلى الأعلى