مقالات

الخائن هو من يقتل شعبهُ … ليس من يحميه

إبراهيم بركات

فاجأني استغراب الكثيرين ورَدَّاتُ فعلهم المختلفة، من تصريح بشار الأسد الأخير؛ والذي أتهم فيه قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الحليفة معها، وقوات الـ ypg بأنهم خونة.

أن مثل هذا التصريح ليس بغريب لمن قام بالتسويق والترويج لنظرية المؤامرة الكونية، في بدايات الأزمة السورية، وتفاقمها اللاحق والذي أخد منحىً دموياً، دفع فاتورته الشعب السوري برمته.

ليس بغريب مع الذي دمر سوريا، وقتل أطفالها ببراميل تقذفها طائرات تأتمر بأوامره، وتستبيح دم شعبه.

بالقراءة الموضوعية لمجمل المراحل التي مرّت بها الأزمة السورية، نستنتج بأن النظام السوري بكل أركانه وركائزه هو من مارس الخيانة بحق شعبه، بدءاً بالقبضة الحديدية؛ العسكرية والأمنية في مواجهة المظاهرات السلمية التي قام بها الشعب السوري بالرصاص الحي، والقتل وزجِّ الناشطين في المعتقلات، وصولاً إلى الاستنجاد بنظام الملالي في إيران لتدخل ومؤازرته في القتل والتنكيل، فكان حزب الله اللبناني ولاحقاً الحشد الشعبي العراقي؛ ناهيك عن الحرس الثوري الإيراني كلها أدواتٌ إيرانية تؤازر النظام وتقتل السوريين، حتى غدت سوريا قِبلةَ التنظيماتِ المسلحة؛ والتي تمارس إرهابها بحق الشعب السوري.

فأصبحَ الشعب السوري بين فكيّ الكماشة من جهة النظام وقبضته العسكرية وحلفائه من التنظيمات الطائفية الموالية لإيران، ومن الجهة الثانية التنظيمات الإرهابية المسلحة التي رأت في إراقة الدم السوري؛ بوابةَ الدخول إلى فردوس السماء والجنة الموعودة.

هنا كان للشعب الكردي في روج آفا وشمال سوريا قناعاته وخياراته المستمدة من قوة الشعب وتماسكه، والإرث النضالي لهذا الشعب في تاريخ سوريا القديم منه والمعاصر.

وكانت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة فصائل مسلحة مهمتها الدفاع عن مناطق وشعوب روج آفا والشمال السوري من جميع المخاطر التي تهددهم، ومع تمدد التنظيمات الإرهابية وخاصة داعش ومن يدورُ في فلكهِ وسعيهم في القضاء على الكرد وثورة روج آفا عبر الحصار، واحتلال المدن والمناطق المتاخمة لروج آفا.

كانت لوحدات حماية الشعب القدرة والإمكانية في مواجهة جميع تلك التنظيمات والقضاء عليهم، وحماية الشعب وممتلكاته، إلا أن وتيرة تمدد داعش أرتفع رغم الضربة الموجعة التي تلقاها في مدينة المقاومة ” كوباني “.

فكان لا بد من تحرك دولي لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي؛ وخاصة بعد زيادة دعم النظام التركي له بالسلاح والعتاد والمال، وفتح معابر لدخول الإرهابيين إلى سوريا للقضاء على إنجازات ثورة روج آفا.

فقامت الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل تحالف مع العديد من الدول وإعلان ساعة الصفر، لشن الهجمات على مكامن هذا التنظيم، وإينَ ما ووجد، وكان لِزاماً على أمريكا ودول التحالف إيجاد صيغ للتنسيق بين القوى العسكرية ومؤازرتها على الأرص؛ فكانت وحدات حماية الشعب والمرأة وفيما بعد قوات سوريا الديمقراطية خيرُ من تتحالف معهم أمريكا والتحالف الدولي، لما لهذه القوات من تنظيمٍ وقدرة قتالية عالية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وما حققته من إنجازات.

هنا نستنج بأن أمريكا ودول التحالف هم من سارعوا إلى دعم ومساندة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في حربهم المفتوحة ضد داعش، ليزيد منسوب التنسيق إلى رعاية التحالف ودعم هذه القوات التي أثبتت التجربة قدراتها العالية في مواجهة والتصدي لأية قوة إرهابية تحاول السيطرة واحتلال الأراضي وقتل الشعب في مختلف أصقاع الأرض.

إن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، بقدر ما يمتلكون من القدرة القتالية العالية في مواجهة وتصدي التنظيمات الإرهابية، بذات القدر يمتلكون عقيدة وفكر إنساني، وإيمان بقضيتهم الإنسانية الحقة والعادلة.

من هنا، نؤكد بأن هذه القوات العسكرية لا تنتظر شهادات حسن السلوك في الوطنية والانتماء السوري من أحد، مهما كان حجمه وموقعه، وليس أولهم بشار الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى