مقالات

الاعلام وتأثيره على الشبيبة

دجوار سورو

التكنولوجيا الحداثوية والبيئة الاعلامية الافتراضية التي نعيشها اليوم .. تحاول تلقيننا واقع ان “الايديولوجيا” قدرٌ لها ان تعيش بلا خصال او ملامح ، دون اي انحيازات طبقية وسياسية ان تمتلك ايدولوجيا متحيزة للفقراء في زمن “الحرية” يشكل تهديدا لتلك الحرية المزعومة ، هكذا تريد الرأسمالية للشعوب ان يكونوا نسخة مصطنعة في واقع عماده الاعلام والتكنولوجيا …في الوقت الراهن الاعلام الحديث بمثابة بوابة العبور الى الاشيء : الاعلام وضع حزب العمال الكردستاني ( PKK) وداعش من خلال الاعلام البرجوازي في كفة واحدة على جبهة الحرب التي يشنها العثمانيون الجدد المتمثلين بحزب العدالة وتنمية حزب اردوغان …

حيث يتقن الاعلام في هذه الحالة لعبور الجسر البريء الذي يطرح النقيضين في حزمة واحدة وينقل صورتهما الى المشاهدين ،وهو في الحقيقة يختار تلك الصورة عنوة ويسلبه حق التقرير بشأنهما … فيفقد المجتمع حسه بالواقع وتصبح جميع الخيارات لديه نفس الشيء ….القصف لم يطل معسكرات الحزب والمدن الكردية فحسب، بل وطال وعي المشاهدين أيضاً … هذا ما تريده حكومة اردوغان من إعلانها الحرب على داعش والكرد في قرار واحد شمل النقيضين معا…. وهو ايضا مالم يتمكن المتابع اليومي لقنوات الاعلام الفاشي دون حصانة فكرية من التقاطه بسهولة …. أناشد جميع الشبيبة الكردية التي تحمل هم الوطن الرجوع الى افكارهم المتمثّلة بروجافا فقط والإدارة الذاتيةوان ندرك بأن جميع قنوات الاعلام الحديثة عبارة عن إعلام مجبول بالنفط والمال كل ذلك في إطار العموميات اذا تجنبنا تحديد بعض الأفكار التي تدور في فك موضوع ،ويمكن اجراء ذلك بالنظر الى عدد من العوامل :

أولاً من يمتلك الإعلام يستطيع التحكم بإنتاج الوعي وتعميم القيم .ثانياً الاجندة السياسية التي يطرحها رعاة القناة وممولوها تفصح عن الكثير من الحقائق .ثالثاً لا وجود لما يسمى بالإعلام “المحايد” في عالمنا ،وواهم تماما من يسقط في فخ الحياد هذا ويقع في في بوتقة الاستعمار الناعم الجديد ويحصل العدو على هدفه بتشتيت ذهن المشاهد وغرس الأيدولوجيا الكونية التي تصهر الاختلاف ……وكوننا أبناء منهج مبني على فلسفة القائد اوجلان وكوننا نعيش في عصر العلم والحداثة والتكنولوجيا ،فإنه مفروض علينا كشريحة الشبيبة على وجه الخصوص ان نستوعب النقد العلمي ونحاوره، وفي ذات الوقت لا نكترث كثيرا للهجوم العشوائي ، واذا تطلب الامر ان نرد عليه بقسوة العلم والأفكار والمعرفة فأن ذلك سيصيب العدو في ( مقتل)……… الشبيبة الاوجلانية يدركون تماماً معنى الانطلاق من ممكنات الواقع ، لم يسبحوا يوما في بحر الخيال والأحلام ليسقطوا على ارض في لحظة أستيقاظهم من الحلم ،،، يدركون تماماً ان العالم يتغير بالعلم والحلم والأمل والنضال معا ، ضمن إطار واحد ، العلم والنضال غايات للتقدم ، والحلم والأمل غايات تمكننا من الاستمرار وتجنبنا الإحباط ، فهم يفهمون الواقع جيدا لا يقفزون عليه ولا يستسلمون له .

زر الذهاب إلى الأعلى