مقالات

الاراضي الالمانية ترزح تحت سنابك الخيول العثمانية

بعد قام بنيالي يلدرم بتدنيس الاراضي الالمانية على خيله العثماني للدعاية قُبيل الاستفتاء المزمع اجراءه حوالي منتصف شهر نيسان المقبل، يريد السلطان القيام بنفس العمل والعمل جار الآن لايجاد مكان على الاراضي الالمانية يناسب خيل السلطان العثماني أردوغان، والسؤال اليومي الآن هنا في ألمانيا هل سيُسمح لأردوغان القيام بالدعاية الانتخابية في ألمانيا؟! ما هو رد فعل السياسيين الالمان وهل سيكون لذلك تأثير سلبي على الانتخابات في ألمانيا؟

بات معروفا بأن أردوغان على خطوات قريبة من تحقيق ما يريده بتحويل تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي، وقام بكل الاجراءات التي كانت تعيقه في سبيل ذلك من كتم أفواه المعارضة وخاصة الكوردية بزجهم في السجون ومحاكمتهم وكل الاجراءات التي لست التكلم بصددها الآن.

في ألمانيا ايضا يريد أردوغان تحويل أراضي ألمانيا الى ساحات لسنابك خيوله بواسطة حزب ال أ ك ڀ الحزب المعروف بالاسلام المحافظ على المستوى العالمي وعلى المستوى الكوردي الحزب المعروف بمعاداته لكل شيء يتعلق بالكورد اي بمعنى الحزب الشوفيني الذي يردد يوميا شعارات ( دولة واحدة وأمة تركية واحدة وعلم واحد)، ففي السبت الماضي دخل بنيالي يلدرم بخيله العثماني الى صالة في مدينة أوبَرهاوزن الألمانية مستقبلا بحوالي 8000 آلافا من التابعين والانصار بشعاراتهم العنصرية المعروفة وبعدها ذهب الى حضور المؤتمر الامني في مدينة ميونيخ.

ومنذ ذلك الوقت وحتى كتابة هذه السطور هناك شد وجذب ونقاشات حادة حول السماح لاردوغان من عدمه ان اراد القيام بالدعاية على الاستفتاء في ألمانيا في الايام القادمة، خاصة وان أردوغان بات شخصا غير مرحب به من قبل الشعب والسياسيين الالمان بعد أن قام باجراءات سياسية قاسية قبل وعقب الانقلاب الفاشل المزعوم الذي حدث في منتصف شهر تموز الماضي، على سبيل المثال القضاء على حرية الرأي والتعبير والصحافة وزج المعارضين بشكل تعسفي لاقانوني في السجون وغيرها من الاجرءات تحت حجة محاربة الارهاب.

معظم السياسيين الالمان لا يرحبون بمجيء أردوغان لتلك الدعاية ويقولون بأن مَن يستغل حرية الرأي على أراضينا عليهم أن يسمحوا أيضا بحرية الرأي على أراضيهم.

لاسباب معروفة وأهمها الاسباب الاقتصادية ووجود جالية تركية تقدر بثلاثة ملايين يقوم الاتراك وعلى اعلى المستويات بالمجيء الى ألمانيا وممارسة السياسة والجري بخيولهم العثمانية في ساحات ومدن ألمانيا، فلو عدنا الى الوراء سنتذكر بأنه كان هناك سياسيين أتراك مشهورين زاروا ألمانيا مثلما فعلها أردوغان، مثل رئيس الوزراء نجم الدين أربكان وبولند أجاويد ومن بعدهما أردوغان الذي زار ألمانيا في أعوام 2008 و2010 و2011 و 2014 ليقوم بالدعاية الانتخابية أمام الآلاف من أنصاره وتابعيه ومريديه في ألمانيا.

ومن المعروف ومنذ عام 2014 م يحق للاتراك المقيمين في ألمانيا الادلاء بأصواتهم الانتخابية في ألمانيا، ومجيء القادة الاتراك للدعايات الانتخابية لا يسر أي ألماني لان مصاريف وأمن تلك الاجراءات تأتي من دافع الضرائب الالماني، كما أن مصاريف اجراءات التنظيم تدفعها ألمانيا بشكل خاص لجمعية الاتحاد الاوربي التركي الديموقراطي القريبة جدا من حزب أردوغان، مع العلم أن معظم خطابات أردوغان في ألمانيا لا تسر السياسيين الالمان وكلنا نتذكر عندما خطب أردوغان في مدينة كولن في عام 2010 أمام الاتراك قائلا: ( الامحاء هو جريمة ضد الانسانية )، وقبل ذلك بسنتين قال نفس الشيء في مدينة رايني، وهو يعني به بأن ألمانيا تسعى الى محو الثقافة التركية ووقتها ولا يزال تحولت كلمته الى مسار سخرية الصحافة الالمانية التي كتبت بأن أردوغان يتناسى محو الكورد والارمن وغيرهم في تركيا.

سيكون صعبا على المستشارة ميركل رفض قيام أردوغان بالدعاية في ألمانيا وستجلب ذلك مخاطر على السياسة الخارجية والاتقاقات التركية الاوربية الخاصة باللاجئين، واعتقد بأن أردوغان سيصل الى هدفه في ألمانيا وسط نقد لاذع على سياسة ميركل مع تركيا، ولكن لاشير هنا ايضا الى قيام المحكمة الادارية العليا في مونستر الى منع أردوغان من الظهور المباشر بواسطة فيديو ( بث مباشر ) لخطبة أنصاره في مدينة كولن في صيف عام 2016 م، وربما قد يحدث نفس الشيء، وقد يأتي المنع لاسباب أمنية مثلا بحجة الجو الخطر منذ الانقلاب الفاشل ولتجنب حصول ما لا يُحمد عقباه وكل شيء وارد.

وفي النهاية أقول أردوغان غير مرحب به كما كان بنيالي يلدرم غير مرحب به في الاسبوع الماضي لزيارة ألمانيا حيث ان الصحافة الالمانية كتبت حينها كلمتين بالتركية تدل على عدم الترحيب وهما :
hoş gelmedi لا مرحبا بك –
لننتظر ولنسأل هل سيأتي يوما ويمنع الالمان تدنيس أراضيهم بواسطة سنابك وحوافر الخيول العثمانية، وقد يطول الانتظار كما تطلب ذلك قرنا كاملا للادانة بالمجازر الارمنية واعتبارها مجازر ابادة عرقية وضد الانسانية.

سيف دين عرفات

زر الذهاب إلى الأعلى